تحدي إنقاص الوزن.. الرجال والنساء من الفائز؟
كشفت دراسة حديثة عن أن الرجال أكثر قدرة على التخلص من الوزن الزائد مقارنة بالنساء، اللاتي يحتجن إلى الاستعانة بأدوية إنقاص الوزن.
وحللت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية الطب والصحة بجامعة سيدني في أستراليا. مجموعة من الأبحاث السابقة لتحديد الفروق بين الرجال والنساء في ما يتعلق بالقدرة على إنقاص الوزن.
والسمنة المفرطة هي الزيادة الكبيرة في الوزن الناتجة عن تراكم الكثير من الدهون في الجسم، ما يؤثر على الصحة. ويتسبب في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وتصلب الشرايين.
وتوصلت الدراسة، بحسب صحيفة “التلجراف” البريطانية، إلى أن نجاح النساء في إنقاص الوزن والتخلص من السمنة يتطلب تناول أدوية لإنقاص الوزن. وبدون ذلك فإنهن يصبحن أقل قدرة على اتباع حمية غذائية مقارنة بالرجل.
وقام الباحثون بإعطاء مجموعة ممن يعانون من السمنة عقار “سيماجلوتيد” لفقدان الوزن لأكثر من عام. واكتشفوا أن النساء فقدن ما معدله 18 في المائة من وزن الجسم، مقارنة بـ13 في المائة فقدها الرجال.
في المقابل، اكتشف الباحثون أن الرجال كانوا أكثر قدرة من النساء على اتباع حمية غذائية تقليدية لفقدان الوزن. وفي 10 من أصل 11 دراسة نظرت في هذا الأمر. فقد الرجال وزناً أكبر من النساء. ولم تستطع النتائج، التي عرضت في المؤتمر الدولي للبدانة في ملبورن، إظهار سبب مثل هذه الاختلافات.
وحاول البروفسور جون وايلدنج، الرئيس السابق للاتحاد العالمي للسمنة وأستاذ الطب في جامعة ليفربول تفسير تلك النتائج، موضحا أن “النساء (بشكل عام) أخف وزناً من الرجال. وبالتالي فحين يتلقين جرعات دواء مشابهة لتلك التي يتلقاها الرجال، يكون لهذه الجرعات تأثير أكبر عليهن. لأن الجرعات تحسب في الأساس بناء على الوزن الكلي للجسم. نتيجة لذلك، تزداد استجابة النساء للأدوية مقارنة بالرجال”.
وأضاف وايلدنج أن قرار الذهاب للطبيب لاتباع حمية غذائية ليس سهلاً بالنسبة للرجال. وأنهم حين يصلون للمرحلة التي تضطرهم لاتخاذ هذا القرار فغالباً ما يكونون أكثر التزاماً من النساء.
أسباب الإصابة بالسمنة
وتتعدد أسباب الإصابة بالسمنة، وتلعب الوراثة دورا كبيرا في ذلك خاصة إذا كان أحد الوالدين يعاني من السمنة. كما أن الإصابة بالاضطرابات النفسية من الممكن أن يؤثر على الوزن وخاصة عند الإصابة بالاكتئاب أو التوتر الشديد والغضب والحزن. فيما يعد الإفراط في تناول الطعام أبرز أسباب السمنة. حيث يؤدي إلى استهلاك نسبة عالية من السعرات الحرارية، يقوم الجسم بتخزينها على هيئة دهون وتتراكم داخل الجسم.
ولا تقتصر مشاكل السمنة عند المتاعب الصحية، حيث أظهرت دراسة نشرت في سبتمبر الماضي. أن ارتفاع معدلات السمنة سيكلف الاقتصاد العالمي 3.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2060.
وحاليا، تكلف السمنة ما يعادل 2.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويا. ومن المتوقع حدوث أكبر الزيادات في البلدان التي تملك موارد أقل.
وحذرت الدراسة، التي نشرتها مجلة “بي إم جي غلوبل هلث”. من أن ذلك سيؤدي خصوصا إلى تباطؤ التنمية في البلدان المنخفضة الدخل.
وقالت رايتشل نوجينت كبيرة الباحثين في الدراسة على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن “حوالي ثلثي البالغين يعانون الآن زيادة الوزن أو السمنة على مستوى العالم. ونتوقع أن تكون الحال كذلك لثلاثة من كل أربعة بالغين بحلول العام 2060”.
ويتوقع أن تسجّل الصين والولايات المتحدة والهند أعلى كلفة بالقيمة المطلقة تبلغ على التوالي 10 آلاف مليار دولار و2500 مليار و850 مليارا سنويا بحلول العام 2060.