سياسة

السمنة والاكتئاب… ماالعلاقة؟


وجد الباحثون أن مخاطر السمنة ليست مقتصرة على الصحة البدنية فحسب، ولكنها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية أيضاً.

توصلت دراسة جديدة، أجريت على نطاق واسع من المشاركين، إلى أن زيادة الوزن تسبب الاكتئاب وتدهور الصحة بشكل عام، مشيرة إلى أن العوامل الاجتماعية قد تلعب دوراً في الأمر أيضاً، وذلك وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية (إيه إن آي).

وسعت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Human Molecular Genetics، الطبية، إلى التحقق من الأدلة، التي تشير إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يسبب الاكتئاب، وللتوصل لذلك فقد استخدم الباحثون التحليل الجيني، المعروف باسم Mendelian Randomization، وذلك لفحص ما إذا كان العلاقة بين السمنة والاكتئاب ناتجة عن أسباب نفسية واجتماعية وليست لأسباب طبية متعلقة بالسمنة، والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي الدراسة، التي أجرتها جامعة إكستر، قام فريق الباحثين بفحص البيانات الجينية لأكثر من 145 ألف مشارك من البنك الحيوي في المملكة المتحدة مع توافر بيانات مفصلة عن الصحة العقلية لكل منهم، وحلل الباحثون المتغيرات الجينية المرتبطة بمؤشر كتلة الجسم لهؤلاء الأشخاص، وكذلك نتائج استبيان الصحة العقلية المصمم لتقييم مستويات الاكتئاب والقلق.

وللتوصل إلى سبب شعور الأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم الأعلى بالاكتئاب، فحص الباحثون مجموعتين من المتغيرات الجينية، إحداهما تجعل الناس أكثر بدانة، ولكن بدون الإصابة بأمراض متعلقة بالأيض، والأخرى تجعل الناس أكثر بدانة ولكنهم يكونوا عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة.

وجد الفريق اختلافاً بسيطاً في معدل الإصابة بالاكتئاب بين المجموعتين، وهو ما اعتبروه يشير إلى أن العوامل الاجتماعية تلعب دوراً في ارتفاع معدلات الاكتئاب وتدهور الصحة بغض النظر عن الأمراض المرتبطة بالسمنة.

ونقلت الوكالة عن المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور جيس أولوجلين، قوله: “السمنة والاكتئاب كلاهما من التحديات الصحية العالمية الرئيسية، وتوفر دراستنا أقوى دليل حتى الآن على أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يسبب الاكتئاب، كما يمكن أن تساعد قدرتنا على فهم ما إذا كانت العوامل الجسدية أو الاجتماعية هي مسؤولة عن ارتباط السمنة بالاكتئاب في التوصل لاستراتيجيات فعالة لتحسين الصحة العقلية”.

وتابع: “وجدنا أن السمنة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وذلك بغض النظر عن دور الصحة الأيضية في الأمر، وهو ما يشير إلى أن العوامل الاجتماعية، مثل الوصمة الاجتماعية، تلعب دوراً في العلاقة بين السمنة والاكتئاب”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى