“خطط الجولاني”: إلغاء التجنيد الإجباري وسحب البساط من أكراد سوريا
وضع زعيم “جبهة تحرير الشام” أحمد الشرع، المُلقب بـ”أبو محمد الجولاني“، ملامح خططه في المرحلة الانتقالية في سوريا.
وكشف الجولاني عن أنه يعتزم إلغاء التجنيد الإجباري في الجيش السوري، فضلا عن مواصلة القتال ضد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، التي تتكون في غالبيتها من الأكراد.
-
من الجهاد إلى السياسة.. مسيرة أبو محمد الجولاني
-
الجولاني يحدد توجه سوريا: إدانة إيران ومهادنة إسرائيل وفرصة لروسيا
ويقود الجولاني عمليا المشهد السوري الراهن بعد أن تمكن من قيادة حملة عسكرية من إدلب نحو دمشق لينهي بدخول العاصمة نصف قرن من حكم عائلة الأسد البلاد.
ونقل “تلفزيون سوريا”، الذي ظل منصة لمعارضة نظام بشار الأسد، عن الجولاني قوله، في لقاء موسع مع وسائل إعلام محلية ودولية، إن “حكومة تصريف الأعمال تعمل الآن على وضع الخطوط العريضة لمستقبل السوريين”، لافتا إلى أن من أهم أولويات المرحلة الانتقالية، حل جميع الفصائل المسلحة، وحصر استخدام السلاح بالجهات المختصة المرتبطة بمؤسسات الدولة، وإلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، مع احتمال تشكيل معسكرات تدريبية خاصة بالشباب، لمدة قصيرة لا تتجاوز شهرا.
-
الجولاني يدعو السوداني للنأي بالعراق عن الحرب السورية
-
مظاهرات في إدلب تطالب بإسقاط الجولاني وانتخابات لإدارة المنطقة.. والأخير يرد
18 شهرا في الجيش
وقال الجولاني، في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ردا على سؤال حول مسألة التجنيد الإجباري: “”ندرس الأمور، سيكون جيشنا تطوعيا. لسنا مضطرين لزيادة (الأعباء على) كاهل السوريين بقضية كابوس التجنيد الإجباري”.
وأشار إلى إمكانية “التجنيد الإجباري لمدة 15 إلى 20 يوما، وفي حالات الخطر الشديد ستكون هناك تعبئة عامة”.
ومنذ عقود تتبع سوريا سياسة التجنيد الإجباري، ويُحدد القانون مدة الخدمة الإلزامية بـ 18 شهرا، وفقا لتعديل تشريعي أُجيز في مارس/آذار من العام 2011.
-
الجولاني يعلن ملاحقة “مجرمي الحرب” والمتورطين في تعذيب السوريين
-
موسكو تحيط وجودها في سوريا بـ”درع الغموض”: استراتيجيات غير معلنة في المنطقة
ولا يزال من غير المعروف تأثير القرار إذا ما اتخذ على الواقع الأمني في سوريا التي تواجه خطر نشاط متنامي لتنظيم داعش الإرهابي، وتوسعا إسرائيلية في حدودها الجنوبية.
المعركة مع الأكراد
من جهة أخرى، قال الجولاني، إن ستتم “متابعة موضوع محافظات الرقة والحسكة ودير الزور إلى أن تنال حريتها وتصبح بيد أهلها”، في إشارة إلى استمرار القتال ضد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، التي تتشكل في غالبيتها من الأكراد، وتناصبها تركيا العداء.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” انسحبت في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من مدينة منبج الواقعة في شمال شرق محافظة حلب، بعد اتفاق تم بين الولايات المتحدة وتركيا، يضمن الانسحاب الآمن للقوات الكردية السورية المدعومة من واشنطن.
ومنبج تقع على بعد 80 كيلومترا من مدينة حلب، وكان مقاتلون من الفصائل المسلحة التي سيطرت على دمشق، دخلوا المدينة وسيطروا على نحو 80% منها.
وأعلنت تلك الفصائل في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنها بدأت هجوما على “قوات سوريا الديمقراطية”، وطالبتها بإلقاء السلاح وتحييد أنفسهم عن القتال.
-
سوريا في عيون أذرع إيران: درس مرير للحرس الثوري وخسارة لحزب الله
-
الاتحاد الأوروبي يقرر التواصل مع حكام سوريا الجدد: هل تكون خطوة نحو التغيير؟
وأعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية، حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين، لافتا إلى أنه “سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، من المنطقة في أقرب وقت”.
وبالتزامن، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على مدينة دير الزور (شرق سوريا)، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات الفصائل المسلحة “سيطرت بشكل كامل على مدينة دير الزور بعدما انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية”.
-
مصير قادة نظام الأسد: أين اختفى أبرز المسؤولين بعد سنوات من الحرب
-
بشار الأسد ينفي مغادرته سوريا بشكل مخطط له
وخلال السنوات الماضية تقاسمت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على محافظة دير الزور مع الجيش السوري.
لكن مع انسحاب الجيش السوري منها نحو دمشق، لصد هجوم “هيئة تحرير الشام”، تقدمت قوات سوريا الديمقراطية وعبرت الضفة الغربية لنهر الفرات وسيطرت على مدينة دير الزور على الحدود مع العراق، قبل أن تنسحب منها، باتجاه القرى المجاورة، التي تسلمها مسلحو العشائر المحليّين الذين أعلنوا انضمامهم لصفوف الفصائل المسلحة.