سياسة

بعد مرور 10 سنوات على إسقاطها.. أين وصلت جماعة الإخوان الإرهابية


التنظيم الذي بدأ منذ ما يقرب من 100 عام، أصبح الآن مجرد أسماء ضعيفة لا تقوى على فعل أي شيء، وبعد أن كان التنظيم في مجده بعد سنوات ما سمي بالربيع العربي، أصبح بين ليلة وضحاها مجرد أشلاء تنظيم.

في صباح يوم 30 يونيو من العام 2013، استيقظ مجلس الإرشاد ومعه أفراد التنظيم على ثورة شعبية في مصر، بدأت بتجميع استمارة تمرد إلى إسقاط نظام الإخوان المتمثل في محمد مرسي، ومجلس الإرشاد. 

10 سنوات تمر على أعظم الثورات المصرية التي قام بها الشعب المصري ضد نظام فاشي، لم يحكم سوى عام واحد فقط، وتصريحات كوادره كانت تدل على الإرهاب وتحويل الدولة بالكامل إلى “داعش جديدة”.

عام من حكم الإخوان وأكبر ثورة شعبية عربية 

وبدأت قصة الإخوان في مصر في إعقاب ثورة 2011، التي أطاحت بالرئيس المصر مبارك، وهو ما استغلته الإخوان للحشد الشعبي باسم الدين. ومن ثم رشحت اثنين من كوادرها في الانتخابات الرئاسية وكان أولهم هو المسجون الإرهابي خيرت الشاطر، ومحمد مرسي، وفاز الأخير بالانتخابات وسط سخط شعبي. 

وفي عام واحد، حولت جماعة الإخوان الإرهابية مصر إلى جحيم، وهو ما دفع مجموعة من الشباب لإطلاق حملة تمرد ضد جماعة الإخوان ومن ثم قامت الثورة الشعبية الأكبر ضد التنظيم الإرهابي. 

ما بعد الإطاحة بالنظام الإرهابي 

وما بعد الإطاحة بالنظام الإرهابي من حكم مصر، سجن البعض في مصر. والبعض الآخر هرب سريعاً إلى تركيا، والأفراد انضموا إلى تنظيمات إرهابية متعددة مثل داعش وغيرها من التنظيمات التي قضى الجيش المصري عليها في سيناء. 

والصدمة التي تلقتها الجماعة عقب ثورة  2013، حاولت العودة كثيراً عن طريق قادة التنظيم من إدارة شؤون الجماعة من الخارج. بعد القبض على غالبية قيادات مكتب الإرشاد في القاهرة، وتوجيه اتهامات بالإرهاب والعمالة لهم، تزامناً مع اندلاع الثورة.

الصراعات داخل التنظيم وصلت إلى خارج السيطرة، وجعلت إدارة شؤون التنظيم أقرب إلى المستحيل، وخاصة أن الأوضاع انفجرت داخل التنظيم. وأدت إلى تفككه وانهيار بنيته، خاصة أن هناك جبهتين يتصارعان من أجل قيادة الجماعة. وهم جبهة لندن وجبهة إسطنبول، وحتى الآن وبعد 10 سنوات لم ينتهِ الصراع. 

 وقد تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ضربات متعددة وموجعة بعد سقوطها في مصر، وتتابعت عليها أحداث في الشهور الأولى التي أعقبت الثورة، جعلتها تفقد بوصلتها. وتفتت الجسم الصلب للتنظيم نهائياً، وفي أقل من شهرين أصبح مكتب الإرشاد، رأس الهرم التنظيمي داخل الإخوان. أصبح خارج دائرة التنظيم، وباتت عملية إدارة الإخوان تتم بشكل لا مركزي للمرة الأولى في تاريخها”.

جماعة متفتتة 

ويقول الباحث في حركات الإسلام السياسي، سامح عيد، إن الجماعة بعد مرور 10 أعوام من سقوطها عن الحكم في مصر، أصبحت جماعتين داخل التنظيم وقائمين بأعمال المرشد. فضلاً عن حدوث نوع من الانزياح بعيداً عن مصر إلى دول الملاذات الآمنة في الخارج. 

وأضاف عيد في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن هذا تطور لافت للجماعة التي عملت على مدار تاريخها من داخل مصر بشكل مركزي بحت، والتنظيم فسد الأفكار التي روج لها الإخوان حول “طهرانية القيادة”. وذلك إثر الصراع الداخلي الوجه الآخر القبيح لقيادات التنظيم، في ضوء الاتهامات المتبادلة بينهم بالسرقة والفساد المالي والإداري والأخلاقي أيضاً.

بينما يري الباحث في حركات الإسلام السياسي مصطفي حمزة، أن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت صوابها بعد الثورة، وأصروا على الصدام مع الجميع حتى أفرادها أنفسهم. 

وأضاف حمزة، أن الإخوان أصيبوا بالصدمة من سرعة تركهم للسلطة ، ومحاولتهم في العودة تفشل مراراً وتكراراً حتى بأشخاص مختلفة. وكذلك المصالحة المصرية التركية الأخيرة والتي تهدد بقائهم في تركيا، مما يؤكد انهيار الجماعة بعد 10 سنوات من مجدهم على رأس سلطة مصر.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى