عندما تقيأ توأمه.. أغرب حالة طبية حيرت العلماء
في واحدة من أغرب الحالات الطبية المسجلة، عاش فتى يُدعى ديميتريوس ستاماتيلي تجربة غير مسبوقة، حيث تقيأ جزءا من توأمه بعد معاناة طويلة من آلام حادة في بطنه.
هذه الحالة التي تم توثيقها لأول مرة في عام 1835 في مجلة لندن الطبية والجراحية، وظهرت أثارت دهشة الأطباء والعامة على حد سواء.
البداية مع الألم غير المبرر
بدأت القصة في 19 يوليو/تموز عندما تم استدعاء الطبيب الفرنسي الدكتور أردوين لعلاج الطفل ديميتريوس، الذي كان يعاني من آلام شديدة في بطنه.
الأطباء في ذلك الوقت لم يكن لديهم تفسير واضح لهذه الأعراض، ووصلت حالته إلى نقطة اليأس حتى إن الطبيب اعتبر أنه على شفا الموت، وتم وصف عدة علاجات لتخفيف آلامه، لكنها لم تنجح، ورغم التوقعات المظلمة، استمر الفتى في الصمود.
المفاجأة الطبية: تقيؤ التوأم
في اليوم التالي، قرر الطبيب إعطاء الفتى جرعة من مقيء مسهل، مما أدى إلى بعض التقيؤ الخفيف في البداية.
ومع مرور الوقت، عاد التقيؤ ولكن هذه المرة بألم أشد، ثم حدث ما لا يمكن تصديقه، حيث تقيأ ديميتريوس جنينا بشريا، ولم يكن هذا الجنين مكتمل النمو،
فقد كان له رأس مُطور وذراع واحدة مكتملة التكوين، لكنه كان يفتقر إلى الأطراف السفلية، مما أثار حيرة الجميع.
تشخيص الحالة: التوأم الطفيلي
وفقًا لتفسير الدكتور أردوين، فقد كان ما خرج من بطن الفتى هو ما يُعرف علميا باسم التوأم الطفيلي، ففي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يشارك الجنين في رحم الأم مع توأم آخر، ولكن بدلا من أن ينمو بشكل طبيعي، يتم امتصاصه في جسد الجنين الآخر.
ويبدو أن توأم ديميتريوس الطفيلي ظل مختبئا داخل جسمه لسنوات، حتى تسبب في أعراض حادة ظهرت لاحقا على شكل آلام شديدة في البطن.
ووثق الدكتور أردوين الحالة بعناية، موضحا أن الرأس والذراع كانا مكتملين إلى حد كبير، بينما كانت الأجزاء السفلية مفقودة تماما.
وأضاف أنه تمت إزالة هذا التوأم الطفيلي دون أي تدخل جراحي، بعد أن خرج عبر القناة الهضمية للفتى.
تعافي المريض ودهشة الأطباء
وبعد التخلص من هذا التوأم، بدأت حالة ديميتريوس تتحسن بشكل ملحوظ. فقد تراجعت الأعراض المرضية تدريجيا، وفي غضون ثلاثة أيام فقط، لاحظ الأطباء تحسنا كبيرا في صحته، وما كان محيرا هو كيف استطاع جسم الفتى التكيف مع وجود الجنين بداخله كل هذه السنوات دون أن يُظهر أعراضا أكثر حدة أو خطورة حتى لحظة التقيؤ.
وقرر الدكتور أردوين، الاحتفاظ بالجنين للفحص العلمي، أكد الطبيب الفرنسي أن الجنين كان إنسانا كاملا من حيث التكوين، لكنه لم يكتمل نموه تماما، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تم الحفاظ على الجنين في مواد حافظة لعرضه لاحقا كدليل على الحالة الطبية الغريبة التي تعرض لها الفتى.
التوأم الطفيلي عبر التاريخ
وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة، إلا أن هناك أمثلة أخرى لأشخاص عاشوا مع توائم طفيلية داخل أجسامهم. هذه الحالات تُعد نادرة جدا، ولكنها معروفة علميا باسم “التوأم الطفيلي” أو “جنين داخل جنين”.
في بعض الحالات، يتم اكتشاف التوأم الطفيلي في وقت مبكر من العمر من خلال الفحوصات الروتينية أو الجراحات الطارئة، ولكن من النادر أن يتم طرده عبر الجهاز الهضمي كما حدث في حالة ديميتريوس.
وأحد أشهر هذه الحالات حدثت في الهند، حيث عاش صبي يُدعى سانجو بهاجات مع توأم طفيلي في بطنه لأكثر من 30 عاما، وتم اكتشاف التوأم الطفيلي داخل بطنه عن طريق الجراحة، حيث كان يحتوي على أجزاء مكتملة التكوين من جسد توأمه المفقود، بما في ذلك أطراف وشعر وأظافر.
كيف يحدث التوأم الطفيلي؟
وفي حالات التوأم الطفيلي، يتوقف أحد الأجنة عن التطور بشكل طبيعي، ويتم امتصاصه في جسم الجنين الآخر. وفي بعض الأحيان، يظل الجنين الطفيلي داخل جسم التوأم المكتمل النمو لفترة طويلة دون أن يتم اكتشافه.
يمكن أن يبدأ في النمو مجددا أو يسبب أعراضا مؤلمة عندما يصبح الجسم غير قادر على تحمل وجوده. وعادة ما يتم اكتشاف هذه الحالات عن طريق الفحص بالأشعة أو في أثناء العمليات الجراحية، وقد تكون مميتة إذا لم تُعالج بسرعة.