ليفربول للبيع.. ما السبب؟
بعد دقائق من قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي أوقعت ليفربول في مواجهة ريال مدريد، جاء الخبر المفاجئ لجماهير النادي الإنجليزي.
مجموعة “Fenway Sports Group” المالكة لنادي ليفربول، أعلنت بشكل مفاجئ عن استعدادها لبيع النادي خلال الفترة المقبلة، شريطة وصول العرض المادي المناسب.
المجموعة التي يمثلها بشكل رسمي رجل الأعمال الأمريكي جون هنري، مؤسسها وصاحب الحصة الاكبر فيها، قالت في بيانها الرسمي: “ندرك جيدًا مدى التغيرات والظروف التي تحدث لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالأخص في تغير ملكيتها. وقد بلغنا الكثير من الاهتمام من أطراف خارجية بشأن الاستثمار في نادي ليفربول”.
وتابع البيان: “سنقبل العرض الملائم للشروط التي تضمن نجاح نادي ليفربول، سنظل ملتزمين بنجاح النادي داخل وخارج الملعب”.
ماذا حقق ليفربول تحت إدارة ملاكه الحاليين؟
تستحوذ مجموعة “فينواي” على ملكية نادي ليفربول منذ عام 2010، بعد 3 سنوات فقط من استحواذ جورج جيليت وتوم هيكس على ملكية النادي، حيث تمت الصفقة بين الطرفين آنذاك مقابل 300 مليون جنيه إسترليني.
انهيار الثنائي جاء سريعا، حينما تسببا في إغراق “الريدز” في ديون بلغت 50 مليون جنيه إسترليني.
التزمت مجموعة “فينواي” بتجاوز الأزمة المادية بالتوازي مع بناء ذكي لفريق كرة القدم، وإعادته لواجهة اللعبة في إنجلترا من جديد.
تحقق ذلك تدريجيا، حيث نجح الفريق تحت الإدارة الجديد في الفوز بكأس رابطة المحترفين لموسم 2011-2012.
عاد الفريق تدريجيًا للقمة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع بعض المستويات المميزة تحت قيادة المدير الفني الاسكتلندي بريندان رودجرز، والذي كان قريبا من التتويج بالدوري الممتاز الغائب عن خزائن النادي منذ 1989-1990 في موسم 2013-2014.
التعاقد مع الألماني يورجن كلوب كان أفضل صفقة قامت بها الإدارة الأمريكية، حيث رفع مستوى طموحات الجماهير نحو تطلعات جديدة.
وتحقق الدوري الغائب في موسم 2019-2020، كما حقق النادي لقب دوري أبطال أوروبا، وبلغ النهائي في مناسبتين أُخريين، بجانب تحقيق كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين والدرع الخيرية.
لماذا قرر ملاك ليفربول عرضه للبيع؟
رغم ما تحقق، ترى فئة كبيرة من جماهير النادي أن المجموعة الاستثمارية الأمريكية المالكة لليفربول قد كبّلت إمكانيات الفريق، حيث إن التدعيم لا يحدث بالشكل الكافي لمقدار ضغوطات المباريات على مدار الموسم.
ويسري الاعتقاد بأن الفريق كان بإمكانه تحقيق ما هو أفضل والسيطرة بشكل أكبر في ظل الجاهزية الدائمة التي ينعم بها المنافس مانشستر سيتي، إذا تم التدعيم بشكل أفضل، وهو ما جعل الملاك في محل انتقاد دائم.
تدعيمات محدودة
خسارة المدير الرياضي مايكل إدواردز، الذي ساهم بانتدابته التي تمثل الهيكل الأساسي للفريق الحالي، كانت بمثابة ضربة قوية ومؤثرة في سياسات تدعيم الفريق.
موسم 2020-2021 كان سيئًا على نواحي عديدة بالنسبة لـ”الريدز”. فهو الموسم الذي لم يشهد تدعيمًا كافيا لخطوط الفريق حسب اعتقاد الجماهير، ومع توالي الإصابات، أصبح خط الدفاع تحديدا عاجزا لدرجة وصول أسماء من الناشئين للمقاعد الأساسية في أهم مباريات الموسم.
والأمر يتكرر مع بداية موسم 2022-2023، حيث يُعتقد أن خط وسط الفريق كان بحاجة لأسماء أفضل لتدعيمه، تزامنًا مع انطلاقة ضعيفة بدنيا للفريق بالدوري الممتاز.
هوية النادي
الحال لا يسري على جماهير ليفربول فقط، ولكن جماهير العديد من الأندية الأوروبية العريقة، حيث تحرص دائما على هوية النادي والحفاظ عليه من الانسياق للخطوات الاستثمارية التي قد تضر بتلك الهوية.
مسابقة دوري السوبر الأوروبي” التي يدعمها فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، في المقام الأول، كانت محل معارضة تامة لجماهير ليفربول، في الوقت الذي شارك فيه ملاك النادي مع عدد من ملاك الأندية الإنجليزية الكبرى في الإعلان الرسمي للمسابقة في المرة الأولى، قبل الانسحاب لاحقا.
كما حاولت مجموعة “فينواي” تسجيل ليفربول كعلامة تجارية خاصة بها في 2019، وهو ما سبب اعتراضا كبيرا لدى الجماهير، وعلى رأسها مجموعة “Spirit of Shankly”.
وشهد ملعب أنفيلد عدة لافتات اعتراضية على المجموعة المالكة للنادي، مع تصاعد مطالبات رحيلهم تدريجيا.
ما هي قيمة ليفربول؟
بحسب موقع “ترانسفير ماركت”، تبلغ القيمة السوقية لنادي ليفربول حاليًا حوالي 755 مليون جنيه إسترليني، وهو أكثر من ضعف القيمة التي استحوذت بها مجموعة “فينواي” على النادي قبل 12 عامًا.
مع التغيرات المحيطة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ربما لا تمتلك المجموعة الرؤية المناسبة للاستمرار في المنافسة، وقد رأت أنه قد حان الوقت لرؤية جديدة، مع ربح اقتصادي مضمون للمجموعة.