كسر قيود طالبان.. برنامج سري لتعليم فتيات عبر الإنترنت

هدير عادل


تأسست مدرسة إلكترونية سرية في أفغانستان للفتيات الأكبر من سن 12 عاما، اللاتي حرمتهن حكومة طالبان من العودة إلى التعليم.

وبالرغم من المخاطر، أنشأت مؤسسة “ليرن أفغانستان” الخيرية البرنامج الإلكتروني لـ100 فتاة هذا الشهر، وهو متخصص في موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.

وظلت تفاصيل العملية سرية لحماية الموظفين والطالبات، ويقدم المشروع الدروس ثلاث مرات بالأسبوع حول محو الأمية الرقمية، وإنشاء المواقع، وتصميم الجرافيك.

وقال واحدة من المعلمين، وتدعى نظيفة رحمتي (25 عاما)، إنها ملتزمة بالمشروع لكنها شعرت بالخوف من التبعات.

وأضافت: “نشعر جميعا بالقلق، خاصة فيما يتعلق بتعليم النساء. لهذا السبب البرنامج مهم. أنا خريجة علوم الحاسب ولم أتمكن من العثور على برنامج مشابه لذلك يسعدني أن أتمكن من تقديم هذا للجيل الجديد من الفتيات وخدمة مجتمعي”.

ويعلم البرنامج الفتيات أيضًا كيفية البحث عن أدوات التعلم حتى يتمكن من إيجاد سبلهن الخاصة للدراسة.

وقالت رحمتي: “الأم المتعلمة تحرص على تعليم أطفالها.. تقديم الخدمات بالمجتمع ليس فقط مسؤولية الرجل، النساء أيضًا جزء كبير من هذا الأمر”.

مشروع طموح:

ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، سمح للأولاد من جميع الأعمار بالعودة إلى المدرسة، لكن أجبرت الفتيات على البقاء في المنزل.

وعملت بعض المحافظات الأفغانية بشكل مستقل وبدأت في استقبال الفتيات الأكبر بالصفوف، لكن لم تتغير السياسة الرسمية لإدارة كابول.

 وقالت فتاة من المائة اللاتي وقع عليهن الاختيار لحضور المدرسة الإلكترونية إنها شعرت بالسعادة.

وأضافت الفتاة الطموحة: “إنه لوضع مريع الذي نواجهه، أنا حزينة للغاية من أنه يمكن للأولاد استكمال (التعليم) بينما لا يمكنني ذلك. سعيدة للغاية ومتحمسة لأن أتمكن من حضور هذا البرنامج”.

وأطلقت باشتانا دوراني (23 عاما) مؤسسة “ليرن أفغانستان” الخيرية عام 2018 لمساعدة الفتيات بالمناطق الريفية.

وقالت: “المدارس لا تعمل ولم يتم اتخاذ إجراء في هذا الشأن. نعلم مائة فتاة تمثلن مستقبل أفغانستان. من خلال الأجهزة اللوحية، تدرس الفتيات بشكل جماعي ويتلقين واجبات مدرسية على مدار الأسبوع، ولدينا معلمات ذات خبرات بتلك المجالات”.

وبدأت المؤسسة الخيرية “ليرن أفغانستان” مشروعين آخرين هذا الشهر لتأمين رعاية صحية مجانية للحوامل والأمهات الجدد.

وأوضحت دوراني أنه تم تعيين طبيبين لتقديم خدمات طبية مجانية للمحتاجين.

وتساعد المؤسسة الخيرية أيضا النساء الأرامل، حيث يضطر معظمهن للتسول في الشوارع.

نقلا عن العين الإخبارية

Exit mobile version