صحة

عظامك في خطر منذ المراهقة.. إليك كيف تحمين نفسك


يشهد الاهتمام بصحة العظام تناميا ملحوظا؛ ما يدفع العديد من النساء الشابات إلى إعادة التفكير في التصورات التقليدية حول هشاشة العظام، المرتبطة غالبا بكبار السن، والتوجه نحو فحوصات تشخيصية مثل فحص “ديكسا” (DEXA) الذي لطالما اقتصر على النساء بعد سن اليأس.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “Women’s Health”، يقف وراء هذا التحول الثقافي حالات مثل حالة ديا توماس، التي تعرضت في سن 28 لكسور غير مفسّرة في الورك وعظم الفخذ. 

اشتبه الأطباء بدايةً في وجود إصابة خارجية، لكن الفحوصات أظهرت إصابتها بهشاشة عظام غير مكتشفة، يُرجح أن سببها يعود إلى سوء التغذية والإفراط في التمارين الرياضية خلال سنوات المراهقة.

ولطالما اعتُبرت هشاشة العظام، الناجمة عن فقدان تدريجي للمعادن، مشكلة صحية تهم النساء بعد سن الخمسين. لكن دراسات حديثة، إلى جانب قصص مثل توماس، باتت تسلط الضوء على المخاطر المبكرة. 

قال الدكتور تايلور والاس من جامعة جورج واشنطن: “مرحلة الشباب المبكر تُعد وقتا حاسما في الصحة”، مشبها بناء الكتلة العظمية بالادخار للتقاعد. وأضاف: “إذا بدأتِ ببناء صحة عظامك في سن مبكرة، فستحصلين على نتائج أفضل لاحقا.”

وبحسب خبراء الصحة، تبلغ كثافة العظام ذروتها بين سن 19 و30، حيث تصل العديد من النساء إلى 90% من الكتلة العظمية القصوى بعمر 18. إلا أن هذه الفترة الحساسة تتزامن غالبا مع اضطرابات الأكل والنشاط البدني المفرط؛ ما يعيق نمو العظام.

وتشير الدراسات إلى أن النساء الشابات المصابات باضطرابات أكل مقيدة أكثر عرضة للإصابة بكسور في وقت لاحق من حياتهن.

هذا الخطر لم يعد محصورا في العيادات فقط؛ إذ بدأت منصات التواصل الاجتماعي والمجتمعات المهتمة باللياقة بتسليط الضوء على صحة العظام. كما انتشرت برامج رياضية تركز على تمارين التحميل على العظام، وظهرت مراكز صحية متخصصة في مدن كبرى من نيويورك إلى لندن.

 وخلال فترتي الحمل وما بعد الولادة، تمر العظام أيضا بتغيرات كبيرة، حيث يرتفع الطلب على الكالسيوم لتغذية الجنين، وتؤدي تقلبات مستويات الإستروجين إلى إضعاف إضافي للعظام. 

وأوضحت الطبيبة جانا ديفيس من جامعة بنسلفانيا أن “الكالسيوم يُفقد أيضا عبر حليب الأم خلال الرضاعة”، مشيرة إلى أن كثافة العمود الفقري قد تنخفض بنسبة تتجاوز 5% خلال هذه المرحلة. ورغم أن معظم النساء يستعدن هذه الكثافة لاحقا، إلا أن دراسات حديثة تظهر أن هذا التعافي لا يكون دائما كاملا، خاصة في عظم الورك.

ومع كل ذلك، يحذر الأطباء من إجراء فحوصات DEXA دون داعٍ. وقالت ديفيس: “الفحص ليس ضروريًا لكل النساء الشابات.” ووفقًا للإرشادات الحالية، يُنصح به فقط للنساء فوق 65 عاما، أو فوق 50 عاما إذا وُجدت عوامل خطر مثل تاريخ عائلي أو كسور سابقة. لكن في حال حدوث كسر ناتج عن صدمة خفيفة في أي عمر، يُنصح بمراجعة الطبيب.

ويشدد الأطباء على أن الوقاية تبدأ بالتغذية والرياضة، فالكالسيوم وفيتامين D أساسيان لصحة العظام، إلا أن أكثر من 40% من النساء لا يحصلن على ما يكفي من الكالسيوم يوميا. 

كما تدعو ديفيس إلى البدء بالمكملات الغذائية في سن مبكرة، قائلة: “إذا كنا بحاجة إلى 1000 ملغم يوميا في سن الخمسين، فلماذا لا نبدأ قبل ذلك؟“

ولا تقل التمارين المقاومة أهمية، إذ توصي ديان دوفال، وهي طبيبة ومدربة معتمدة، برفع الأوزان الثقيلة لا الخفيفة، مؤكدة: “العضلات تحتاج إلى الشدّ على العظام حتى تنمو الأخيرة.” وتنصح بممارسة ثلاث مجموعات لكل مجموعة عضلية مرتين أسبوعيًا باستخدام أوزان تجعل التكرار صعبا بعد 6 إلى 12 مرة.

ويقول الخبراء إن بناء عظام قوية في أي عمر هو استثمار في القدرة على الحركة مستقبلًا. بينما تؤكد توماس، التي تعمل اليوم مدربة صحة وشفاء في فلوريدا: “لا يوجد شيء اسمه ’سن مبكر جدا لهشاشة العظام‘.” 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى