سياسة

جماعة الإخوان تكتب نهايتها


على خلفية الصراع المحتدم، “الجماعة تكتب نهايتها”، هكذا وصف الخبراء والمتخصصون الأزمة الراهنة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بعد احتدام الصراع الداخلي.

رغم التوقعات التي ترمي إلى أن يتولى الأول منصب القائم بأعمال المرشد لحين إجراء انتخابات.

ولم يحدد البيان الإخواني اسم المرشد الجديد، لكن التوقعات ترمي إلى أن يتولى الأول منصب القائم بأعمال المرشد لحين إجراء انتخابات.

كواليس الصراع

وتؤكد مصادر مصرية مطلعة أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدًا بين جبهتي الصراع داخل الإخوان وصل إلى ذروته بعد تسريب حسين، المعزول من منصبه.

حيث أكد حسين خلال التسريب، أنه يستعد لإعلان نفسه قائمًا بأعمال المرشد العام، في خطوة من شأنها تأجيج الصراع بين القيادات المتناحرة إلى أعلى مستوى.

وسلطت المصادر الضوء على مصادر التمويل باعتبارها عاملًا محوريًّا في مسألة حسم الصراع لطرف على حساب الآخر.

فيما رجحت أن تقضي الأزمة الراهنة على الهيكل التنظيمي التاريخي للجماعة، وتنسف ما تبقى من مركزية داخل التنظيم الإرهابي.

وقالت المصادر إن حسين كان يدير الجماعة بالفعل منذ عام 2014، بعد هروبه من مصر، إثر اتهامه بقضايا إرهاب، واستغل غياب القائم بأعمال المرشد ونائبه الأول محمود عزت لتمرير كافة القرارات.

واختلف الأمر تمامًا بعد إلقاء السلطات المصرية القبض على عزت وإعلان منير نفسه قائمًا بأعمال المرشد، الأمر الذي أشعل الصراع داخل الجماعة.

وتتوقع المصادر سيناريوهين للأزمة؛

الأول هو انفصال مجموعة إخوان مصر أو ما يعرف باسم مجموعة محمود حسين، تحت مظلة مكتب الإرشاد، والانفصال عن التنظيم الدولي.

الذي يترأسه في الوقت الحالي إبراهيم منير، ويبقى موقف الأفرع في شتى البلدان مرهونًا بالولاءات الشخصية لطرفي الصراع.

المسار الثاني أمام الجماعة يتمثل في قدرة مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين على حسم الصراع الداخلي، بإعلانه قائمًا بأعمال المرشد ونزع الصلاحية من منير.

وفي هذه الحالة سيؤول الوضع داخل التنظيم إلى الانهيار أيضًا؛

لعدة أسباب أهمها: رفض القواعد التنظيمية القاطع لوجود حسين -المتهم بفساد مالي ولديه خلافات بالجملة معهم- على رأس القيادة.

من يحسم الصراع؟

من جانبه، أكد الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي عمرو فاروق أن الأزمة الراهنة داخل الإخوان تشهد تصاعدًا بشكل مستمر.

وستؤثر على مستقبل التنظيم حتمًا، مشيرًا إلى أن طرفي الصراع لن يتنازلا عن موقفهما، وهو ما تعكسه البيانات الصادرة منهما.

أوضح فاروق أن إبراهيم منير الذي يقيم بلندن يبدو مسيطرًا على زمام الأمور في الوقت الراهن؛

لتحكُّمِه في مصادر التمويل، وقدرته على حشد إخوان الخارج ومعظم القواعد التنظيمية، خارج مصر، لجبهته، فيما يتمسك إخوان مصر بموقفهم الداعم لحسين ومجموعته لأسباب تنظيمية

مشيرًا إلى أن الصراع لا يزال مستمرًّا، وجميع السيناريوهات قائمة.

“الجماعة تكتب نهايتها”

ويرى فاروق أن المعطيات الحالية تدفع نحو اتجاهين:

الأول أن تنفصل مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيدًا عن سيطرة منير.

وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييدها، والثاني أن ينجح منير في حسم الخلافات لصالحه، وتستمر محاولات عزله من منصبه وسحب الثقة منه.

وتم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا والمقيم في تركيا.

وتم التصدير إعلاميًّا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان إبراهيم منير رسميًّا.

قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا وكذلك مجلس شورى القُطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام لمدة 6 أشهر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى