سياسة

الإخوان..مرحلة الضعف تدل على علامات الانتهاء والزوال


اعترافات وشهادات كشفت من داخل الإخوان بمصر أن التنظيم يمر بمرحلة الضعف الشديد ما يدل على علامات الانتهاء والزوال.

الضعف الشديد الذي وصل إليه الإخوان بتنظيمه، وهيكله الإداري هو من علامات الانتهاء والزوال، حيث لم تعد أسباب بقاء التنظيم موجودة بعد أن نخره السوس.. ويجب التفكير الجاد في بدائل“.

اعترافات وشهادة واعترافات جديدة من عقر دار الإخوان على وقع الحرب الدائرة بين جبهتي التنظيم تستبطن حالة من التخبط وتعبد طريق نهاية الصراع على المال والنفوذ.

واشتعل الصراع في قمة “رأس الإخوان” بين جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، ومعسكر إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد ونائبه، المقيم في لندن، وكان محركها الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
وباتت الشرعية المزعومة في التنظيم الإرهابي على قارعة الطريق بعد أن عزل فريق حسين منير من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة وهي أعلى هيئات الإخوان.

عصام تليمة القيادي الإخواني، والمدير السابق لمكتب يوسف القرضاوي، تحدث في شهادة من داخل بيت الإخوان، عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” عما وصفه بـ”عوامل انتهاء وزوال تنظيم الإخوان”، قائلا: “الراصد والمشاهد لأداء الجماعة والتنظيم في الأزمات الأخيرة يجدها بلغت من الشدة والتفاقم ما لم تبلغه الجماعة من قبل”.
وأوضح تليمة أن الأحداث كشفت عن “خلل وسوس نخر في عظم التنظيم، كنا نكتب عنه من قبل، من أن أي عمل جماعي أو تنظيمي يغيب عنه: المؤسسية، والشفافية في اتخاذ القرار، وفي الجانب المالي، وفي جانب الدخول لهذا التنظيم، أو الخروج منه، هي عوامل تؤدي بلا شك إلى انتهائه”.

وأكد أن “تنظيم الإخوان لم تعد أسباب بقائه ولا عوامله موجودة للأسف، وما نراه الآن هو ما يمكن أن نسميه: القصور الذاتي للتنظيم، فهو يسير ببقايا أثره، وبقايا الصالحين منه، وربما قام كيان جديد يطور من هذه الأفكار، ويرفع راية أخرى“.

ونبه القيادي الإخواني إلى أن “الضعف الشديد الذي وصل إليه التنظيم لا يبشر بنهضة جديدة له، بل هي علامات الانتهاء والزوال، إلا أن يشاء الله شيئا آخر، ويتدارك القائمون عليه ذلك“.

وفي هذا الصدد، كشف المدير السابق لمكتب يوسف القرضاوي، عن أن “الأخير كانت له منذ خروجه من السجن إبان عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فكرة أيضا للعمل، هي أن يتحول الإخوان لتيار هادر كبير، بدل الشكل التنظيمي”.

واعترف أن “معضلات ومشاكل التنظيم لم تكن وليدة تجربة الحكم (سنة حكم الإخوان في مصر)، بل هي وليدة سنوات مضت، حكمت فيه الشللية الجماعة في معظم تنظيماتها، سواء داخل مصر، أو خارجها، وحين غاب العمل المؤسسي، وتقدم التمسك بالمناصب والمواقع على حساب العمل والإخلاص للفكرة نفسها، وتغليب مبدأ السمع والطاعة على مبدأ النقاش والشفافية بكل درجاتها ومستوياتها“.

وزاد قائلا: “هذه عوامل عندما تتوافر وتكثر في تنظيم مهما كان فيه من درجة صلاح أفراده، لا شك يؤذن ذلك بقرب انتهائه، تلك سنة الله في كونه، وليس تنظيم الإخوان خارج إطار سنن الله في كونه، سينتهي لا محالة“.

وأردف قائلا :”وهو ما نراه يلوح حاليا وبخاصة في بعض فروع التنظيم، وفي مقدمتها مصر البلد الأم له”، زاعما أنه “حين خرج أفراد التنظيم قديما من مصر، خرجوا وهم يد واحدة، وكان التفكير في الدعوة أول همهم، ولكن هذه المرة تشظى التنظيم، وانقسم على بعضه”.

وفي تشخيصه لواقع تنظيم الإخوان حاليا، قال إن “قيادات التنظيم لم تعد تملك رؤية للنهوض بالجماعة، فضلا عن الحفاظ على تماسكها، واحتواء أفرادها، ثم تجاوز قيم ومبادئ الفكرة نفسها، بل والانقلاب عليها، وشرعنة ذلك، وجعلها نظام إدارة لها”، وفقا لتعبيره.

إزاء ذلك لا يرى القيادي بالإخوان جدوى من الإصلاح، “بات إصلاح التنظيم أمرا صعبا، ولا نرى مؤهلين لذلك فيه.. وحسن النوايا لا يقيم معوجا، ولا يصلح ما فسد في كيانات بهذا الحجم، وليس معنى كلامنا دعوة لهدمه، أو تعجل إنهائه، بل هو دعوة للتفكير الجاد في بدائل“.

اعترافات تليمة وشهادته بقرب زوال الإخوان، جاءت بعد أيام من إقرار القيادي الإخواني والمفوض السابق للعلاقات الدولية بالتنظيم، يوسف ندا، عبر مقطع فيديو بثه الجمعة، بأن ما يحدث داخل التنظيم “فتنة داخل الجماعة”.
وشدد ندا على ضرورة “عدم مشاركة أبناء الجماعة بالفتنة، أو ادعاء ما لا يعلمونه، وتناقل ما لم يتم التأكد منه، والحصول على المعلومة من عدة مصادر“، مستدلا بأحاديث نبوية عن “اعتزال الفتنة وعدم تأجيجها”.

وقبل أيام، ردت جبهة إبراهيم منير على دعوة محمود حسين بانتخاب مرشد جديد للتنظيم الإرهابي، بتجميد عضويته و5 آخرين من أعوانه، وعدم الاعتداد بكل ما يصدر عنهم.

وأرجعت جبهة منير قرار التجميد لما قالت إنه “تكرار مخالفاتهم (القادة الـ6) بما لا يستند إلى نص لائحي ولا قياس تاريخي ولا منطق عقلي”.

وأعلنت جبهة منير إطلاق منصات إعلامية بديلة بعضها يحمل نفس الاسم، حيث أطلقت الجبهة ما اعتبرت أنه “الموقع الرسمي والوحيد للجماعة باسم “إخوان سايت” بديلا لـ”إخوان أون لاين”.

وجاءت قرارات جبهة منير في أعقاب إعلان جبهة محمد حسين، السبت الماضي، أن مجلس الشورى قرر قبول طلب محمود حسين بعدم توليه مهمة القائم بالأعمال، و”تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر أو اتخاذ المجلس قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب”.

وتولى منير منصب القائم بأعمال المرشد بعد أن أوقفت السلطات المصرية، في أغسطس/ آب 2020، محمود عزت الذي شغل المنصب خلفا لمحمد بديع مرشد الجماعة.

وفي خضم الصراع على منصب الإرشاد في تنظيم يعتمد على السمع والطاعة، يواجه الإخوان أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمهد لانهيار تاريخي لجماعة انتهجت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها منذ تأسيسها العام 1928 في مصر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى