سياسة

بمئات الصواريخ والمسيرات.. إسرائيل تصد هجوما إيرانيا غير مسبوق


نفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”. في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها الجمهوريّة الإسلاميّة ضدّ الدولة العبريّة. بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.

ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له. في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.

وأكّد الحرس الثوري الإيراني شنّ هجوم “بمسيّرات وصواريخ” على إسرائيل ردا على القصف الذي نُسب الى الدولة العبرية في الأول من أبريل. وأدى الى تدمير مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديّان وعناصر في الحرس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت. بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

وقال الجيش “الهجوم الإيراني كما تمّ التخطيط له من قبل إيران أحبِط”، مضيفا “اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم”.

وأوضح أن طهران شنّت “هجومًا ضد إسرائيل وأطلقت أكثر من 300 تهديد من أنواع مختلفة” منها “صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة وصواريخ كروز”، مشيرا الى أن هذا الهجوم واجه “التفوق الجوي والتكنولوجي” للجيش الإسرائيلي بمشاركة “تحالف قتالي قوي… تمكّن من اعتراض الغالبية الساحقة من التهديدات”.

وأكد الجيش في بيانه أنه “من أصل أكثر من 120 صاروخاً بالستياً، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الاسرائيلية… سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (بجنوب الدولة العبرية) وألحقت أضرارًا طفيفة في منشأة”.

إلا أنه أكد أن “القاعدة تواصل عملها ومهامها”، وأن إيران “فشلت” في اعتقادها بأنها “ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية”.

على النحو ذاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تغريدة مقتضبة “لقد اعترضنا. أوقفنا. معًا سننتصر”.

وبدوره، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أنه “سويا مع الولايات المتحدة وشركاء إضافيين تمكنا من الدفاع عن أرض دولة إسرائيل”، معتبرا أن “الحملة لم تنتهِ بعد… يجب أن نبقى متأهبين”.

ومن جانبه، أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عن إعجابه بدفاع إسرائيل، وطالب في منشور منصة إكس بـ”هجوم ساحق” على إيران.

وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفّذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضدّ إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق المتمرّدون الحوثيّون في اليمن في اتّجاه جنوب الأراضي الإسرائيليّة.

وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04:30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية. وكذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، صباح الأحد، اننا لن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها “المشروعة” ضد أي أعمال عسكرية “عدوانية”.

وجددت الخارجية الإيرانية، في بيان، التأكيد بتمسكها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، عازمة على الدفاع بشكل حاسم عن سيادتها ووحدة أراضيها. ومصالحها الوطنية ضد أي أمر غير قانوني في استخدام القوة والعدوان، وفق وكالة “مهر” شبه الرسمية.

وأكدت أن “لجوء طهران إلى الإجراءات الدفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين”.

واختتمت الوزارة الإيرانية بالقول “إذا لزم الأمر. فإننا لن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة ضد أي أعمال عسكرية عدوانية واستخدام غير قانوني للقوة”.

وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة “إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر. فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير”، وحذرت الولايات المتحدة وطالبتها “بالبقاء بعيدا”. وقالت أيضا إن إيران الآن “تعتبر الأمر منتهيا”.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها لن تتردد في التحرك لحماية القوات الأميركية ودعم الدفاع عن إسرائيل.

وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، صباح الأحد. سرا عن قلقه من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يحاول جر واشنطن إلى صراع أوسع.

ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية عن مصادر مطلعة -لم تسمّها- قولها إن “بايدن أعرب سرا عن قلقه من أن نتنياهو يحاول جر واشنطن إلى صراع أوسع”.

وأكد ذلك تقرير إخباري أميركي نقلا عن مسؤول بارز في البيت الأبيض بأن بايدن أبلغ نتنياهو خلال اتصال هاتفي مساء السبت أن الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم مضاد إسرائيلي على إيران.

وقال المسؤول الأميركي لموقع “أكسيوس” الإخباري إن بايدن وكبار مستشاريه يشعرون بقلق بالغ من أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية.

إلا أن البيان الصادر عن الرئيس الأميركي لم يشر إلى ذلك. فقد أكد بايدن لنتنياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.

وأوضح “قلت له إن إسرائيل أبدت قدرة لافتة على الدفاع عن نفسها في وجه هجمات غير مسبوقة وفي احباطها موجهة رسالة واضحة إلى أعدائها. بأنه لا يمكنهم جديا تهديد أمن إسرائيل”.

وقال إن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل. وقال أيضا إنه سيتواصل الأحد مع نظرائه في مجموعة السبع لتنسيق “رد دبلوماسي موحد” على هجوم إيران “الوقح”.

ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي ادريان. واتسون في بيان إن فريق بايدن على “اتصال مستمر” مع الإسرائيليين وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين.

وفي خضم الحملة الانتخابية الرئاسية. حرص المرشح الجمهوري دونالد ترامب على انتقاد منافسه الديمقراطي.

وقال الرئيس الأميركي السابق خلال تجمّع في ولاية بنسلفانيا في مستهلّ خطاب له أمام أنصاره إن الهجوم الإيراني على إسرائيل أظهر “الضعف الكبير” للولايات المتحدة في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

وقال ترامب إن “هذا لم يكن ليحدث لو كنا في السلطة” مضيفاً “أنتم تعرفون ذلك، وهم يعرفون ذلك، والجميع يعلم”.

ودانت القوى الغربيّة الضربات الإيرانيّة على إسرائيل. محذّرة من أنّ الهجوم يهدّد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. فيما دعت دول عربية إلى ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم تعريض المنطقة إلى حرب موسعة.

وفي وقت ستشكّل هذه الضربات محور جلسة لمجلس الأمن الأحد. أعربت الصين عن قلقها داعية الى الهدوء وضبط النفس.

وأكد مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصّة إكس أنّ الاتّحاد “يدين بشدّة” هجوم إيران على إسرائيل. منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطر للأمن الإقليمي”.

وأعلنت الحكومة البريطانية إرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط مؤكدةً أنها ستعترض “إذا لزم الأمر” أي هجوم جوي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان “أرسلنا عدة طائرات إضافية تابعة لسلاح الجو الملكي ووحدات للتزود بالوقود في الجو إلى المنطقة”. وأضافت أن “هذه الطائرات البريطانية ستعترض أي هجوم جوي في نطاق بعثاتنا الموجودة إذا لزم الأمر”.

وندّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني “المتهوّر”. مؤكدا أنّ بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل”.

وقال سوناك “إلى جانب حلفائنا، نعمل في شكل حثيث على ضمان استقرار الوضع والحؤول دون تصعيد إضافي. لا أحد يريد أن يرى إراقة مزيد من الدماء”.

وأعربت الصين الأحد عن “قلقها العميق” من الهجوم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لم يتم كشف اسمه إن بكين “تعرب عن قلقها العميق إزاء التصعيد الراهن وتدعو كل الأطراف المعنيين الى ممارسة الهدوء وضبط النفس لتفادي تصعيد إضافي”.

وأضاف “تدعو الصين المجتمع الدولي، خصوصا الأطراف ذات التأثير. الى أداء دور بنّاء لصالح الأمن والاستقرار” في منطقة الشرق الأوسط.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت “بشدة التصعيد الخطر” المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل. داعياً إلى “وقف فوري لهذه الأعمال العدائية”.

وقال “أحضّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”.

وأكّد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت عبر منصّة إكس أنّ بلاده تدين الهجوم الذي شنّته إيران على إسرائيل.

وكتب الوزير أنّ “إيران عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكري”. مضيفا أن “فرنسا تكرر تمسكها بأمن إسرائيل وتؤكد تضامنها” مع الدولة العبرية.

وحذرت ألمانيا من أن الهجوم الإيراني قد “يغرق منطقة بكاملها في الفوضى”.

وكتبت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك على منصة اكس “ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى”. مضيفة “على إيران ووكلائها أن يوقفوا هذا الأمر فورا”. وكررت أن برلين تقف “بحزم إلى جانب إسرائيل”.

وأعلن وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاياني مساء السبت أنّ بلاده تتابع الوضع “باهتمام وقلق” بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وكتب على منصة “إكس”، “نتابع باهتمام وقلق ما يحدث في الشرق الأوسط”. مضيفا “تحدثت مع رئيسة الوزراء (جورجيا ميلوني) ووزير الدفاع (غيدو كروسيتو). الحكومة مستعدة للتعامل مع أي نوع من السيناريوهات”.

وأعربت وزارة الخارجيّة السعوديّة عن “بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”. داعية جميع “الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.

وأكّدت الوزارة “ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليّته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليّين. ولا سيّما في هذه المنطقة البالغة الحساسيّة للسلم والأمن العالمي. وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي ستكون لها عواقب وخيمة في حال توسّع رقعتها”.

وحذرت مصر من “خطر التوسع الإقليمي للنزاع”. ودعت عبر وزارة خارجيتها “إلى أقصى درجات ضبط النفس”. وأكدت “الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع”.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان إنّ “كندا تُدين بشكل قاطع” الهجوم الإيراني، مضيفا أنه “متضامن مع إسرائيل”. واعتبر أنّ الهجوم “يُظهر مرة أخرى ازدراء النظام الإيراني بالسلام والاستقرار في المنطقة”.

وأعرب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بيان عن “تضامنه. والتزامه الثابت تجاه دولة إسرائيل في مواجهة الهجمات التي شنّتها جمهوريّة إيران الإسلاميّة”.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة أن ميلي “سيعود الى البلاد لتشكيل خلية أزمة بسبب الأحداث الأخيرة في إسرائيل… لتنسيق التحركات مع رؤساء العالم الغربي”. وكان من المقرر أن ينتقل ميلي السبت من الولايات المتحدة الى الدنمارك لحضور احتفال بشأن اتفاق لشراء بيونوس آيرس طائرات إف-16 من كوبنهاغن.

واعتبر وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل أنه “بسبب الإبادة الجماعية في فلسطين .وعدم عقلانية النظام الإسرائيلي، إضافة الى عدم تحرك الأمم المتحدة. زاد عدم الاستقرار في المنطقة بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية”. مشيرا الى أن “السلام لن يكون مضمونا ما لم يتم ضمان العدالة والقانون الدولي، خصوصا في ما يتعلق بالشعب الفلسطيني ودولة فلسطين”.

وقالت الحكومة المكسيكية إنها “قلقة جدا”. بشأن الهجوم الإيراني و”الكلفة التي يمكن أن تترتب عليه”.

وأعرب وزير الخارجيّة التشيلي ألبرتو فان كلافيرين عبر منصّة إكس عن “قلقه إزاء التصعيد الخطير للتوترات في الشرق الأوسط والهجمات الإيرانيّة على إسرائيل”.

وأدت الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تفاقم التوتر في المنطقة. وامتدت إلى جبهات في لبنان وسوريا وتسببت في إطلاق قذائف بعيدة المدى على أهداف إسرائيلية من أماكن بعيدة مثل اليمن والعراق.

وتنذر هذه الاشتباكات حاليا بالتحول إلى صراع مفتوح مباشر بين إيران وحلفائها في المنطقة وبين إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة. وحثت مصر على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.

ويمتد العداء بين إسرائيل وإيران لعقود. لكن المواجهات كانت تتم عن طريق وكلاء أو من خلال استهداف قوات بعضهما البعض في بلدان ثالثة.

وإسرائيل في حالة تأهب للرد الإيراني على هجوم القنصلية منذ تصريح الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن إسرائيل “يجب أن تُعاقب وسوف تُعاقب” على العملية. التي تعد بمثابة هجوم على الأراضي الإيرانية.

وقالت جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم إنها أطلقت صواريخ على قاعدة إسرائيلية. وتتبادل الجماعة إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى