بايدن: الإمارات شريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة


قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الإمارات شريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة، وذلك عقب محادثات مع رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شملت عدة قضايا منها الحرب في قطاع غزة والاضطراب المتزايد في الشرق الأوسط.

ويتيح هذا التصنيف بالتعاون العسكري الوثيق من خلال التدريبات المشتركة والمناورات وغيرها من الجهود المشتركة. ولم تمنح واشنطن هذا التصنيف من قبل سوى للهند.

وفي بيان عقب لقائهما، دعا بايدن ورئيس دولة الإمارات إلى سرعة نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات، كما عبرا عن التزامها بالسعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

واستقبل الرئيس الأميركي الاثنين في البيت الابيض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، قائلا إنهما سيناقشان سبل تهدئة التوتر بين إسرائيل ولبنان وجهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.

ويجتمع بايدن ونائبته كاملا هاريس بشكل منفصل مع رئيس الإمارات في مستهل سلسلة لقاءات مع زعماء العالم على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال بايدن في بداية اجتماعه مع رئيس الإمارات إن لبنان وغزة سيكونان من أبرز الموضوعات المطروحة للمناقشة، إلى جانب المحادثات حول الذكاء الاصطناعي.

وأكد قبيل الاجتماع إنه اطلع على أحدث التطورات بين إسرائيل ولبنان، مضيفا أنه “على اتصال دائم مع النظراء”، مردفا “نعمل على تهدئة التوتر بالشكل الذي يسمح للناس بالعودة إلى منازلهم بأمان”.

وقال الشيخ محمد إن الإمارات لديها “التزام راسخ” بالعمل مع الولايات المتحدة وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وتعتزم هاريس أيضا مناقشة جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الرهائن والمحتجزين خلال اجتماع منفصل مع رئيس الإمارات، فيما ينتظر أن تعطي الزيارة دفعة قوية للتعاون بين أبوظبي وواشنطن.

ودعت الإمارات التي ترتبط باتفاقية تطبيع حديثة مع إسرائيل، مرارا لوقف الحرب وحذرت من أن التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قد ينزلق إلى مواجهة أوسع وطالبت بتحكيم العقل في التعاطي مع التوترات المتفاقمة ودعت كذلك إلى اطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وحثت أبوظبي على ضبط النفس والاحتكام للحلول السلمية وبادرت كذلك بإرسال الأطنان من المساعدات الانسانية والطبية لأهالي غزة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن هذه أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس لدولة الإمارات إلى واشنطن.

وزار الشيخ محمد، حين كان ولي عهد أبوظبي، البيت الأبيض في عام 2015 للقاء الرئيس الأسبق باراك أوباما وفي 2017 للقاء الرئيس السابق دونالد ترامب والتقى الرئيس بايدن في جدة بالسعودية في 2022.

ومن المقرر أيضا أن يلتقي رئيس الإمارات قادة من مجتمع الأعمال الأميريكي، في وقت تستثمر أبوظبي مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي، منها في تطوير تطبيقات الدردشة الآلية باللغتين العربية والهندية على غرار تطبيق شات “جي.بي.تي” الذي طورته “أوبن إيه.آي”.

ويعتقد المسؤولون الإماراتيون أن رهان الدولة الخليجية على الذكاء الاصطناعي سيعزز نفوذها الدولي من خلال جعلها جهة فاعلة في مجال الاقتصاد بعد فترة طويلة من تراجع الطلب على النفط.

وقال فيصل البناي مستشار الرئيس للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة “نحن في وضع يسمح لنا بأن نكون دولة محورية في عصر المعلومات والتكنولوجيا الجديد هذا”.

وأوضح لرويترز في مقابلة في يوليو/تموز “نعتقد أن لدينا المكونات لبناء الذكاء الاصطناعي القادر على المنافسة عالميا”.

ويقول المسؤولون الإماراتيون أيضا إن الإمارات يجب أن يكون لها سيطرة على الذكاء الاصطناعي الخاص بها وتطور تكنولوجيا قادرة على المنافسة عالميا حتى تتمكن من ضمان عدم قدرة أي جهة خارجية على منعها عنها أو الإضرار بأدائها في هذا المجال أو تغيير خوارزمياتها.

وقال البناي “لا نريد أن نصل مستقبلا كأمة إلى وضع يمنحنا فيه أحد أحدث إصدار من التكنولوجيا أو يمنعه عنا”.

ورغم أن المسؤولين الأميركيين حذرون من علاقة الإمارات بالصين، يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي وتعزيز العلاقات التكنولوجية الوثيقة بين واشنطن وأبوظبي هو أحد المجالات التي قد تستطيع الولايات المتحدة فيه إحداث شقاق بين البلدين.

وأقر عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بأن هناك حاجة إلى مزيد من التوافق والمشاركة بين الإمارات والولايات المتحدة.

وقال في مقابلة أجريت معه في يونيو/حزيران “هناك استعداد من جانبنا للمشاركة”، مضيفا أن أبوظبي ملتزمة تماما بأن تكون شريكا تكنولوجيا استراتيجيا طويل الأمد مع واشنطن.

وأضاف “لم نتراجع عن طموحاتنا ولكننا سنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة. سنفعل ذلك من خلال الشراكة. سنفعل ذلك من خلال الشفافية”.

وترى الصين الإمارات شريكا تكنولوجيا طويل الأمد وخلال زيارة الشيخ محمد إلى بكين في مايو/أيار، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ البلدين إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتعمل في الإمارات أيضا شركتا الذكاء الاصطناعي الصينيتان سينس تايم، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات وقالت إنها مرتبطة بالمجمع الصناعي العسكري الصيني، ومجموعة تيرمينس، وكلاهما مطور لتكنولوجيا التعرف على الوجه.

وقال كبير العلماء في مجموعة تيرمينس لينج شاو، الذي عمل سابقا في “جي 42” إن هناك العديد من الفرص في الإمارات.

وفي الوقت الذي قد يكون لدى الحكومة الأميركية تحفظات بشأن سعي الإمارات لامتلاك قدرات الذكاء الاصطناعي وعلاقاتها مع الصين، فإن الأمر البالغ الأهمية بالنسبة للصناعة الأميركية هو أن الإمارات لديها الموارد المالية لتمويل أبحاث الذكاء الاصطناعي باهظة الثمن وحكومة ملتزمة بتعزيز تطويرها.

وقال آندرو فيلدمان الرئيس التنفيذي لشركة سيريبراس في يوليو/تموز “الإماراتيون من بين القادة اليوم وهم في طريقهم إلى القمة”.

Exit mobile version