هل يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة ضد جرائم الحرس الثوري الإيراني؟
تعكس تصريحات وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بشأن إيران، ضرورة وجود الكثير من الإيضاحات حول التعامل مع هذا الملف. ففي مشاركة عبر الإنترنت حول السياسة الخارجية الأسبوع الماضي.
أعلن كليفرلي أن المملكة المتحدة قد عاقبت الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) بالكامل، ولتعزيز هذه النقطة. غردت وزارة الخارجية: “يخضع الحرس الثوري الإيراني للعقوبات من قبل المملكة المتحدة بأكملها، سنحاسب الطغاة في إيران”.
ولكن كافة هذه الإجراءات تحدث فقط تحت مظلة المحادثات النووية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، فخطة العمل البريطانية الشاملة المشتركة قد ألغت بعض هذه العقوبات للعام الجديد. كما أن تصريح كليفرلي لا يرقى إلى مستوى مطالب البعض بحظر الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
إجراءات دولية
أكدت صحيفة “ذا ناشيونال” الدولية، أن ما يحدث هو تشديد لخطاب السياسيين الغربيين حول الحرس الثوري الإيراني، ولكن ما يحدث في الداخل الإيراني والقمع الشعبي يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراء حاسم.
حيث أدت الاحتجاجات الجماهيرية والرد الوحشي للسلطات منذ وفاة محساء أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي كانت محتجزة بتهمة عدم ارتداء غطاء الرأس بشكل صحيح، إلى تغيير المناخ الدبلوماسي لإيران.
حيث أدت إراقة الدماء التي شهدتها إيران في أحدث موجة من التظاهرات والقمع إلى ضغوط متزايدة على السياسيين لإظهار رد فعل أقوى، حيث يتم الضغط على وزراء الحكومة للنظر مرة أخرى في سياسة الحرس الثوري الإيراني.
وتابعت أنه في الأسبوع الماضي فقط ، أقر البرلمان الهولندي والألماني اقتراحات تطالب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. ويُعتقد أن الائتلاف الحاكم في برلين انضم إلى المجلس، ووقع 43 عضوًا من أكبر حزب في ألمانيا، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، خطابًا مفتوحًا يطالب بهذه الخطوة.
رداً على ذلك، أزالت الحكومة الألمانية ضمانات ائتمان الصادرات من التجارة الإيرانية، فهي تدفع القضية على مستوى الاتحاد الأوروبي، لكن القضية تقاوم، ليس أقلها فرنسا التي تحاول الحفاظ على اتصالاتها مع حزب الله، بما أن حظر الحرس الثوري الإيراني سيؤثر على حزب الله ، فرع الميليشيا الإيرانية في لبنان ، فإن الدور الفرنسي في التوسط بين التوترات هناك سيُحبط.
جرائم الحرس الثوري
وأضافت الصحيفة الدولية أنه في حين أن المملكة المتحدة تتمتع بحرية أكبر في التصرف. فقد ركزت إجراءاتها ردًا على الاضطرابات على القضاة وكبار الشخصيات كأفراد وكذلك شركات الحرس الثوري الإيراني حتى الآن في هذه العملية، وتؤكد كسرة العربي، المحللة في معهد توني بلير في لندن، بأن الغرب ككل يحظر الحرس الثوري الإيراني، ولا يعتمد على العقوبات جزئيًا.
ويأتي ذلك في أعقاب الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة في عام 2019 عندما صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، ولن يكون من الصعب الاستشهاد بأسباب اتخاذ مثل هذه الخطوة، ومن الهجمات التي تركز على الشرق الأوسط على ناقلات النفط التجارية في مضيق هرمز، إلى الهجمات عبر الحدود إلى إطلاق الطائرات بدون طيار أو مصانع القنابل وعمليات الاغتيال السرية في أوروبا، وفي وقت سابق من هذا العام ، كان هناك رد فعل سياسي ضئيل بشكل مفاجئ في المملكة المتحدة عندما قال رئيس وكالة المخابرات المحلي ، MI5، إنه كشف 10 محاولات من قبل إيران لخطف أو قتل نشطاء على الأراضي البريطانية في عام 2022 وحده، مثل هذه الملاحظات تبني خلفية للعمل وهذا ما يجب أن نتوقعه في عام 2023.
