سياسة

ما علاقة قطر بالإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط؟


احتدم الجدل الدولي مؤخرًا بعدما كشفت وسائل إعلام أميركية، الأسبوع الماضي، عن بدء تحقيقات داخل الخارجية الأميركية حول تورط قطر في تمويل الحرس الثوري الإيراني، المصنف بالأساس على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، الأمر الذي ألقى بظلاله على العلاقات الأميركية القطرية التي كانت تتمتع بشراكة استراتيجية في وقت سابق، حسب تصريحات المسؤولين الأميركيين.

ووسط التقارير المتعاقبة والتسريبات المتتالية بخصوص هذا الموضوع، أصدر الجيش الأميركي بيانا أكد فيه على سحب معدات وأسلحة من قطر وترسيتها في الأردن، حيث قال: الولايات المتحدة أغلقت قواعد في قطر كانت ذات يوم تخزن مستودعات مليئة بالأسلحة، وتمّ نقل الإمدادات المتبقية إلى الأردن، حيث إنّ الولايات المتحدة أغلقت معسكر السيلية الرئيسي، ومعسكر السيلية الجنوبي، ومستودعاً لذخيرة فالكون.

فهل تورطت قطر في دعم الإرهاب الإيراني؟

العلاقات القطرية الإيرانية بدأت في الظهور إلى العلن، بحسب التقارير، عقب مقاطعة دول الرباعي العربي السعودية والإمارات ومصر والبحرين للدوحة، وذلك بعد سنوات طويلة من التعاون السري بين طهران والدوحة، فشهدت العلاقات السياسية والتجارية والأمنية بين البلدين قفزة هائلة في منتصف عام 2017؛ نظرًا لاشتراك البلدين حدوديًا.

وظهر إلى السطح تعاون الدوحة وطهران في المجال العسكري، مثل إجراء تدريبات مشتركة بالمنطقة، ففي عام 2019، أعلن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأميرال علي رضا تنكسيري، أنّ الجمهورية الإسلامية وجهت الدعوة إلى قطر لإجراء تدريبات مشتركة في المنطقة، كما كشفت وكالة مهر الإيرانية عن مدى توثيق التعاون بين البلدين عسكريًا.

هذا، وشهد مؤتمر قادة القوات البحرية في الشرق الأوسط ديمدكس 2018، في الدوحة، مشاركة وفد من القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني، برئاسة نائب قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، العميد علي رضا تـنكسيري، والذي كشف عن استعداد البلدين لتكثيف التعاون بينهما في ذلك الوقت.

وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، قد فجر مفاجأة مدوية عندما كشف عن أن أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، دفع 57 مليون دولار، للإفراج عن 57 رجلاً في الحرس الثوري، أسروا على يد جماعة مسلحة في سوريا، عندما كانوا في طريقهم إلى ضريح السيدة زينب بجنوب دمشق، إلا أنّ سائق الحافلة قادهم عن قصد للوقوع في كمين لجماعة مسلحة معارضة (لم يحددها)، وأسرت كافة عناصر الحرس.

وحينها توسط أمير قطر السابق لدى الجماعات المسلحة لأجل إيران في ذلك الوقت، حيث أشار أحمدي نجاد إلى إيران والحكومة السورية لم تفلحا في الإفراج عن أسرى الحرس الثوري، مما خلق قلقاً كبيراً داخل المسؤولين الإيرانيين خشية قطع رؤوسهم ونشر مقاطع فيديو لهم؛ لذلك تمّ اللجوء إلى قطر للتوسط لتتمكّن قطر بعد فترة من التوسط من الإفراج عنهم.

ولا تكشف الواقعة عن العلاقات السرية بين إيران وقطر فقط، بل وتكشف عن العلاقات التي ربطت بين الدوحة والجماعات الإرهابية السنية في سوريا والعراق، إذ يقول أحمد نجاد إنه تلقى اتصالاً من أمير قطر السابق حينذاك، الذي قال له: لقد وجدت طريقة للاتصال بمحتجزي الرهائن، وقالوا إنّنا نريد مليون دولار للإفراج عن كل شخص، أي 57 مليون دولار، أي الكثير من المال.

وعندما أرسل الرئيس الإيراني شيكًا بمبلغ 57 مليون دولار مع وزير خارجيته إلى قطر، فوجئ بأن أمير قطر يعيد الشيك إليهم على الفور، وخطب ود إيران منذ ذلك الوقت، قائلا: لقد فعلت ذلك من أجل إخوتي، دون مقابل، أوصل تحياتي إلى نجاد، وقل له إنّني فعلت ذلك من أجل صداقة الشعبين وإخوتي.

ويؤكد محللون سياسيون ومتخصصون أمنيون أن قطر التي عملت على تمويل جماعات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط ـ سواء جماعات سنية أو شيعية ـ ومن بينها حزب الله والحوثيون في اليمن وحماس في غزة والإخوان والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا، إلا أن الأحداث الأخيرة وتأكيد تمويلها للحرس الثوري سيدفع بالولايات المتحدة إلى النَّيْل من الدوحة نفسها بسبب دعم الإرهاب الإيراني الذي يستهدف المصالح الأميركية، مؤكدين أن المسألة قد تصل إلى توقيع عقوبات بحق قطر.

كما ارتبطت قطر بالتمويل العلني لجماعات مرتبطة بإيران، من بينها حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن، وهي الجماعات التي تتحرك وفق أجندة إيرانية بحتة وبصورة معلنة، وهو الأمر الذي يدفع أيضًا نحو جدية التحقيقات داخل المؤسسات الأميركية حول النظام القطري ودعمه للإرهاب، خصوصًا إرهاب إيران.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى