هيومن رايتس ووتش: مونديال قطر 2022 يأتي بعد سنوات من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان
تتزايد الانتقادات الموجهة لقطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم. من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان. لما تعتبره “انتهاكات مريعة” مورست بحق العمال الأجانب في مشروعات البنية التحتية الخاصة بنهائيات كأس العالم.
ازدواجية المعايير في قطر
وكشفت تقارير دولية وحقوقية أن النظام القطري مزدوج المعايير فهو يتشدق بحقوق الإنسان وفي نفس الوقت هو أكثر الأنظمة انتهاكا لها. مؤكدة أن قطر تقوم بتسويق نفسها أمام العالم على أنها من الدول التي تلتزم بالقانون وتحقق المساواة بين الجنسين. وتحترم حقوق العمال الأجانب ولكن كان هناك سجل أسود يوضح عكس ذلك.
ومنذ أكثر من 7 سنوات، وقطر تشهد تحقيقات دولية بشأن حقوق العمالة التي تتولى منشآت كأس العالم 2022. وسط دعوات حقوقية لتجريد الدوحة من استضافة الفعالية العالمية، بسبب الانتهاكات المتواصلة بحق العمال الأجانب.
سنوات من الانتهاكات الجسيمة
قبل أيام من انطلاق المونديال، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها إن كأس العالم فيفا 2022 تأتي بعد سنوات من الانتهاكات الجسيمة لحقوق العمال الوافدين وحقوق الإنسان في قطر. وذلك تزامنا مع نشر دليل المراسلين لدعم الصحفيين الذين يغطون البطولة، التي ستقام من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022.
وعبرت المنظمة الحقوقية عن مخاوفها المرتبطة باستعدادات قطر لكأس العالم لكرة القدم واستضافتها البطولة. حيث يكشف دليل المراسلين المشاكل الأوسع المتعلقة بحماية حقوق الإنسان في البلاد. ويصف أيضا سياسات الفيفا الحقوقية. وكيف يمكن للهيئة العالمية الناظمة لكرة القدم التصدي بفعالية أكبر للانتهاكات الجسيمة في قطر وتخفيف أضرارها.
وقالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش إن كأس العالم يستقطب اهتماما هائلا من الإعلام الدولي والمشجعين. لكن الجانب المظلم من البطولة يلقي بظلاله على كرة القدم. مشيرة إلى أن إرث كأس العالم 2022 يتوقف على ما إذا كانت قطر والفيفا ستتصديان لوفاة العمال الوافدين الذين بنوا البطولة، وتنفذ الإصلاحات العمالية الأخيرة وتحمي حقوق الجميع في قطر. وليس فقط الزوار من المشجعين واللاعبين.
تقاعس الفيفا
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى إنه رغم التحذيرات المتكررة من جانب العمال أنفسهم ومنظمات المجتمع المدني. فإن الفيفا تقاعست عن فرض شروط قوية لحمايتهم وأصبحت عاملا ممَكّنا لسوء المعاملة الواسعة التي عانى منها العمال، منها رسوم التوظيف غير القانونية، وسرقة الأجور، والإصابات، والوفيات.
وحملت الفيفا مسؤولية تحديد هذه الانتهاكات ومعالجتها وفقا لمبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان. التي اعتمدتها الفيفا في نظامها الأساسي عام 2016، وسياستها الحقوقية التي تبنتها العام 2017. كما تتمتع الفيفا بموارد كافية للتعويض، إذ من المتوقع أن تحقق بطولة كأس العالم 2022 إيرادات تزيد عن 6 مليارات دولار.
ظروف عمل شديدة القسوة
وفي سياق متصل، فضح تقرير لمنظمة العفو الدولية العام الماضي، المعاملة السيئة التي تتلقاها عاملات المنازل الأجانب في قطر. وأكد أنهن يعانين من ظروف عمل شديدة القسوة، وبعضهن تعرضن للضرب والتحرش الجنسي والاغتصاب.
واستند التقرير إلى لقاءات أجرتها المنظمة مع 105 نساء، حيث قال نحو 85% إنهن نادرا ما يحصلن على أيام راحة أو لا يحصلن على الإطلاق، وإن أرباب عملهن يحتفظون بجوازات سفرهن.
وفاة آلاف العمال في قطر
وكشفت صحيفة ذي غارديان البريطانية في وقت سابق أن أكثر من 6500 عامل أجنبي في قطر لقوا حتفهم في الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2020. وترجح منظمات حقوقية تعنى بحقوق العمال في الخليج أن العديد من هؤلاء توفوا خلال عملهم في مشاريع البنية التحتية لاستضافة كأس العالم 2022.
وتقيم قطر بطولة كأس العالم بدماء الأبرياء من المستضعفين الذين تركوا بلدانهم وأبناءهم من أجل لقمة العيش، ليجدوا أنفسهم محرومين من أبسط الحقوق ويعيشون في ظروف قاسية قاهرة بدون راحة ولا رواتب ولا حتى أماكن صالحة للسكن.