سياسة

مساعي الإخوان تصدير الأزمات لـ مصر والإمارات والسعودية… لماذا؟


شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في حملات الكراهية التي تشنها جماعة «الإخوان» الإرهابية، لبث الفتن والصراعات. سواءً بين أبناء المجتمع الواحد أو بين شعوب المنطقة وذلك لقطع الطريق على كل محاولات التعايش السلمي بين الشعوب، القائم على التسامح والإنسانية ونبذ العنف.

كما تواصل الجماعة التحريض ضد من يخالف الجماعة أو يحارب أفكارها المتطرفة خاصة أن التحريض أصبح الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الجماعة للعودة إلى الساحة، بعد تزايد الرفض المجتمعي لأفكارها المنحرفة، التي تحض على العنف والإرهاب، ما جعلها توضع على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية.

لماذا مصر؟

كراهية خاصة يحملها تنظيم الإخوان للنظام والشعب المصري. حيث يعتبر قادة الإخوان أن سقوطهم المدوي بدأ من مصر بعد الانتفاضة الشعبية في 30 يونيو 2013.

ويرى قادة الإخوان كما بدأت نهايتهم وسقوط تنظيمهم من مصر، فمحاولة إحيائه يجب ان تتم من أرض الكنانة. وقررت “الإخوان” بث قناة فضائية جديدة وهي “الحرية 11-11” من فيتنام. ووجهت نشطاءها وعناصرها لإرسال تردد الفضائية لكافة اللجان التابعة لها في مصر ومتابعتها لتتلقى البيانات والتعليمات أولاً بأول. كما وجهت بمتابعة منصات الجماعة وحساباتها التي أطلقتها مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض وتحديد موعد انطلاق التظاهرات والمسيرات. وتلقي أوامر بدء العنف ومواجهة الشرطة المصرية، وكذلك تعليمات الانسحاب في حالة نجاح قوات الأمن بتطويق ومواجهة المسيرات والقبض على بعض العناصر.

عدو الإرهاب

ألقت السلطات الإماراتية خلال الفترة الماضية، القبض على مواطن مصري قادم من الولايات المتحدة ويحمل جواز السفر الأميركي يدعى شريف عثمان وهو ضابط سابق. شارك في التحريض والدعوة للتظاهر يوم 11 نوفمبر، ليتسبب تحرك الأمن الإماراتي الرافض للتطرف في تزايد الهجوم الاخواني على دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما دفع القنوات والمنصات التابعة للإخوان بشن حملات ممنهجة تسيء لدولة الإمارات العربية. ردًا على رفض الإمارات تواجد متطرفين أو إرهابيين على أراضيها، حيث يعتبرها قيادات الإخوان العدو الأول للتنظيمات الإسلامية المتطرفة في المنطقة العربية.

منهج هدم الدول

ويقول ضرار بالهول، الكاتب الإماراتي ومدير عام مؤسسة وطني الإمارات، إن منهج الجماعات المتطرفة مبني على هدم القيم والحضارات واستهداف البناء المتكامل للدول. تلك المعادلة مهمة جدا لهم كونها ستوفر لهم الأرض الخصبة لتحقيق أجنداتهم وغاياتهم في هدم الدول والحضارات.

‏وأضاف بالهول من بين تلك الجماعات التنظيم الدولي للإخوان الذي لا يناسبه استقرار دولة الإمارات ومصر والسعودية كونها تستهدف تلك الدول.

حيث يعتبرها تمثل عائقا كبيرا أمام أجنداتهم ومخططاتهم الهدامة، فالازدهار والحضارة المبنية على تماسك تلك الشعوب فيما بينها تعتبر أكبر عائق أمام تلك الجماعات التي تفقد من خلالها استغلال أساس البناء لدى الدول المتحصنة بشعبها المخلص والغيور على مكتسبات دولته.

كما أضاف أن ما تمثله دولة الإمارات ومصر والسعودية من تماسك وقوة في المنطقة يزعزع مخططات تلك الجماعات ويضعها محط الأنظار. بحيث لا تتمكن من تحقيق أي أهداف في المنطقة، وبما أن تلك الشراكة القوية بين دولة الإمارات والسعودية ومصر تزدهر على مدى الأيام وتعكس قوة اقتصادية وسياسية تضع الموازين في مكانها وتضع في أولى اهتماماتها مكافحة الإرهاب وتحجيمه. 

كارهو الاستقرار

في السياق ذاته، أكد د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية الدولية، أن التحريض الاخواني لن يتوقف سواء على مصر أو دول الخليج لاعتبارات تتعلق بالخطاب السياسي والإعلامي. خاصة أن تلك الدول كان أول من انتفض للوقوف إلى جانب الشعب المصري في ثورته ولها مواقف مباشرة في مواجهة الإرهاب. 

وتابع فهمي أن الإمارات والسعودية يمثلان موانع شديدة القوة ضد انتشار الفكر الاخواني. مضيفًا، أن خطاب الجماعة الذي يقوم على تحريف وتزيف الحقائق، وحجم الهجوم على قادة دول الخليج يكشف أن هذا خط لجماعة الإخوان لن يتغير. موضحًا أن فكر جماعة الإخوان وإيدلوجيتها تعمل ضد مفاهيم استقرار وتطور الدول العربية، حيث يرى التنظيم المتطرف أن استقرار الدول يكشف فشله الجماعة في تحقيق أي تقدم بالنسبة لهذه الدول، او حتى قطع مشوارها نحو أي تنمية واستقرار وبالتالي تستمر الجماعة الإرهابية في محاولاتها الفاشلة في هز الاستقرار في مصر، حيث إن الدول المليئة بالأزمات والأجواء المضطربة هي الأنسب لفكر الإخوان وطريقهم حكمهم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى