ما بعد سيغنال.. تطبيقات جديدة للحفاظ على خصوصية مسؤولي ترامب

في عالم الاستخبارات والسياسات الدفاعية، حيث تُرصد كل إشارة، تفجّرت فضيحة مدوية كشفت عن «إهمال صادم» في أعلى المستويات الأمنية الأمريكية.
فكبار مسؤولي إدارة ترامب، بدلاً من استخدام القنوات الحكومية المشفرة، لجأوا إلى تطبيق «سيغنال» التجاري لمناقشة خطط عسكرية حساسة حول هجمات على اليمن. مما فتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول سلامة المعلومات وفاعلية منظومة الاتصالات السرية في البنتاغون.
-
سباق البيت الأبيض يشهد 6 منافسين.. ترامب وهاريس في الصدارة
-
بعد قرارات ترامب.. البنتاغون يتحرر من قيود بايدن في مكافحة الإرهاب
وبحسب موقع «أكسيوس»، فإن هناك العديد من القنوات الآمنة التي من المفترض أن يلجأ إليها مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء مثل هذا النوع من المناقشات الحساسة. مشيرًا إلى أن اللجوء إلى تطبيق سيغنال ربما يكون خيارا جذابا، لكنه خطير في الوقت نفسه.
وفي تصريحات لـ«أكسيوس»، قال مسؤول دفاعي كبير سابق .إن ما حدث «إهمال صادم (..) لدينا أفضل أنظمة اتصالات آمنة في العالم أكثر من أي دولة أخرى فلماذا نستخدم نظامًا متهالكًا ومتاحًا تجاريًا؟».
وأشار إلى أن «سيغنال ليس حتى في نفس بيئة شبكة الإنترنت الداخلية (JWICS) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). التي تُستخدم لمشاركة بعض أدقّ المعلومات الاستخباراتية في البلاد».
-
حيلة جديدة من موظفي البيت الأبيض لتوجيه بايدن
-
الرد الأمريكي على تهديد ماسك.. “تمرد في الثكنات” في تصريحات البنتاغون
وبغض النظر عن اطلاع صحفي بارز مثل جيفري غولدبرغ الذي كشف الفضيحة عبر مجلته «ّذا أتلانتيك» على المحادثة الجماعية.أكد المسؤول الدفاعي السابق أن إرسال جدول زمني دقيق للغارات الوشيكة عبر شبكة لا يمكن التأكد من أمانها الكامل يُعرّض الطيارين الأمريكيين ونجاح العملية للخطر.
في المقابل، يُصرّ البيت الأبيض على أنه لا حرج في استخدام المسؤولين .لتطبيق «سيغنال» المُشفّر الذي يستخدمه المواطنون العاديون على نطاق واسع مثل الصحفيين لمشاركة المعلومات الحساسة. ووصفت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، التطبيق بأنه «الطريقة الأكثر أمانًا وفاعلية للتواصل».
ومع ذلك، يؤكد خبراء الأمن أن التواصل عبر سيغنال. خاصةً من جهاز شخصي، أقل أمانًا بكثير من استخدام قناة حكومية سرية.
وقال مسؤول أمريكي كبير حالي لـ«أكسيوس»، إنه رغم أن العديد من المشاركين في دردشة سيغنال يستخدمون هواتف حكومية مشفرة يمكنهم من خلالها مناقشة معلومات سرية. فإن ضعف الاستقبال ومشاكل تقنية أخرى تجعل من السهل استخدام جهاز شخصي». مضيفًا: «قد ينقطع الاتصال في أثناء المكالمة».
وأشار مسؤول سابق في وزارة الخارجية إلى أن مختلف الوكالات الحكومية تستخدم علامات تجارية مختلفة من الأجهزة الآمنة، فمثلا يُطلق على جهاز وزارة الخارجية اسم «هاتف بوما». الأمر الذي قد يُسبب مشكلات عند التواصل بين الإدارات.
وقال مسؤول كبير سابق في «البنتاغون»، إنه بدلاً من التواصل عبر الرسائل النصية. يتلقى المسؤولون عادةً إشعارًا للانتقال إلى أجهزتهم السرية للانضمام إلى مكالمة جماعية.
وأوضح أنه رغم إضافة ميزة الدردشة إلى الأجهزة الآمنة قرب نهاية إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فإنها لم تُستخدم على نطاق واسع.
بروتوكولات أمن مرهقة
وقال جميل جعفر، الذي شغل مناصب استخباراتية في البيت الأبيض والكونغرس، إن استخدام المسؤولين لتطبيق سيغنال كان علامة على أن بروتوكولات الأمن المرهقة «تجعل من المستحيل أداء العمل» أو على الأقل القيام به بكفاءة.
ورغم هذه الصعوبات، اتفق المسؤولون السابقون على أن مشاركة خطط هجوم مفصلة في دردشة جماعية على «سيغنال» أمر غير معتاد وغير مسؤول.
وأثار برايس فلويد، الرئيس السابق للشؤون العامة في البنتاغون، قلقًا بالغًا بشأن رسالة نصية من مستشار الأمن القومي مايك والتز حول «دخول هدف حوثي بارز إلى مبنى سكني لصديقته»، قائلا: «هذا سيُعرّض جميع الأشخاص الذين تحدثت معهم أو التقيتهم. وما إلى ذلك، لخطر تحديدهم كمصدر محتمل للمعلومات».
-
البيت الأبيض العائم: رمز الفخامة ومستودع أسرار الرؤساء الأمريكيين
-
البيت الأبيض: العقوبات المفروضة على إيران لا يمكن رفعها
وذكر مسؤول دفاعي كبير سابق شارك في التخطيط لضربات اليمن أن التنسيق بشأن الضربات السابقة على الحوثيين في يناير/كانون الثاني 2024 تم بشكل رئيسي عبر رسائل بريد إلكتروني سرية. إما على نظام “سري”، وإما “سري للغاية”.
وعادةً ما تبقى خطة الهجوم المفصلة، مثل التي أرسلها وزير الدفاع بيت هيغسيث. سريةً لدى البنتاغون، ولا تُشارك مع صانعي السياسات على مستوى مجلس الوزراء، حتى لو في بيئة آمنة.
-
مقتنيات ترامب تغادر البيت الأبيض.. أين سيعيش “الرئيس المنتهية ولايته”
-
البيت الأبيض محذرا بوتين: لا تراهن على تعب الغرب من دعم أوكرانيا
ولم يتم التخطيط بالكامل للضربات الأخيرة عبر «سيغنال». فيما أشار مسؤول كبير حالي إلى الاجتماع المهم الذي عقده الرئيس دونالد ترامب بشأن عملية اليمن، قائلا إن محادثات عُقدت بما في ذلك مع بعض المسؤولين في مجموعة الدردشة في غرفة العمليات وذلك بعد يوم من إنشاء المجموعة.
وأضاف أن ترامب أصدر الأمر النهائي يوم السبت الماضي، وتابع الضربة من منشأة معلومات حساسة مقسمة (SCIF) في مارالاغو بولاية فلوريدا في حين كان مسؤولون. مثل والتز وهيغسيث ونائب الرئيس جي دي فانس، يناقشون مزايا العملية وتفاصيلها عبر سيغنال.
وأوضح المسؤول الحالي أن العديد من المسؤولين في مجموعة الدردشة لديهم مرافق معلومات حساسة مقسمة (SCIF) في منازلهم. مما يجعل الانتقال إلى بيئة سرية أمرًا سهلاً نسبيًا.