سياسة

للمرة الأولى.. إجلاء أطفال غزة المصابين والمرضى إلى مصر


قال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون إن إسرائيل ومصر اتفقتا على السماح لما لا يقل عن 19 طفلًا مريضًا، معظمهم مرضى السرطان، بمغادرة غزة لتلقي العلاج الطبي يوم الخميس، في أول عملية إجلاء كبيرة لسكان غزة المصابين بأمراض خطيرة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي مطلع شهر مايو الماضي، حسبما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

تنسيق جديد

وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية نفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر والمجتمع الدولي. وقال الجيش إنه في المجمل، سُمح لـ68 شخصًا، من المرضى والجرحى ومرافقيهم، بالمغادرة.

وقالت تانيا هاري، التي تدير منظمة “جيشا”، وهي منظمة إسرائيلية غير ربحية تدافع عن حرية حركة الفلسطينيين، إنها تشعر بالارتياح لأن الأطفال “قد يحصلون على فرصة في الحياة ويحصلون في النهاية على الرعاية التي يستحقونها”، لكنها أكدت أن العديد من المرضى والجرحى ما زالوا محاصرين في غزة، دون أية آلية واضحة لكيفية إجلائهم.

وقالت: “إنها قطرة في محيط من المعاناة، حيث ينتظر آلاف آخرون الوصول إلى المرافق الطبية خارج القطاع”.

وأضافت: “أنه بمثابة تذكير آخر بأن السكان الأكثر ضعفًا في غزة – الأطفال والمرضى وكبار السن – يدفعون الثمن الأعلى”.

كارثة صحية في غزة

وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إن أكثر من 10 آلاف مريض وجريح في غزة يحتاجون إلى رعاية عاجلة لا تتوفر إلا خارج القطاع، ومن بينهم جرحى الغارات الجوية، بالإضافة إلى مرضى السرطان والأطفال الذين يعانون من أمراض تهدد حياتهم وكبار السن الذين يحتاجون إلى جراحة القلب المفتوح.

وأكدت الصحيفة أنه حتى قبل الحرب، اضطر العديد من سكان غزة إلى السفر إلى الخارج للحصول على علاجات منقذة للحياة، مثل العلاج الكيميائي، والتي كانت شبه معدومة في قطاع غزة. ويعاني القطاع الصحي في القطاع منذ أكثر من 15 عامًا في ظل الحصار الإسرائيلي المعوق الذي يهدف إلى تدمير حماس.

وتابعت أن القناة الرئيسية التي يمكن لسكان غزة المغادرة عبرها – معبر رفح مع مصر – أغلقت بعد أن استولت القوات الإسرائيلية على الحدود في شهر مايو خلال هجوم عسكري. وأغلقت مصر جانبها من البوابة احتجاجًا على الاحتلال الإسرائيلي للمعبر ورفضها الاعتراف بتواجد الاحتلال على الجانب الآخر من المعبر الفلسطيني، وتم تدمير الجانب الفلسطيني في وقت لاحق في حريق، وفقًا للجيش الإسرائيلي، ما حطم على ما يبدو الآمال في إعادة فتحه في المستقبل القريب.

وقال بعض الفلسطينيين إن اثنين على الأقل من سكان غزة المرضى الذين كان من المقرر أن يغادروا في أوائل شهر مايو قد توفيا.

إجلاء إلى مصر

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه مع إغلاق معبر رفح، تم نقل مجموعة الأطفال الذين تم إجلاؤهم يوم الخميس إلى الأراضي الإسرائيلية عبر نقطة حدودية أخرى، كرم أبو سالم، قبل نقلهم إلى مصر، ولا يبدو أن هذه الخطوة تبشر على الفور بوجود طريق دائم جديد للمرضى المصابين بأمراض خطيرة لمغادرة غزة بأمان، حيث تستهدف قوات الاحتلال المعابر كافة.

ومن بين الأطفال الذين عبروا الحدود يوم الخميس طفلة تبلغ من العمر 10 أشهر تُدعى سديل حمدان.

لأشهر عدّة، ظلت عائلتها تنظر بخوف متزايد إلى تدهور حالة سديل، وقال والدها تامر حمدان، إن بطنها انتفخ كالبالون بسبب فشل الكبد الحاد، وكانت بحاجة ماسة إلى عملية زرع.
وفي صباح يوم الخميس – بعد أسابيع من الانتظار – سُمح أخيرًا لحمدان وسديل بمغادرة الجيب. 

وأضاف أنه بعد دخولهم إسرائيل، تم نقلهم مع مرضى آخرين إلى معبر نيتسانا الحدودي الإسرائيلي، حيث دخلوا الأراضي المصرية.

وقال حمدان، الذي تم الاتصال به عبر الهاتف بينما كان يجلس في حافلة على الجانب المصري من نقطة التفتيش: “الحمد لله، نحن سعداء للغاية لأننا أخرجنا سديل بأمان، الآن نحن بحاجة فقط إلى استكمال علاجها”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى