سياسة

بعد مقتل نصر الله.. هل يتصدر يحيى السنوار قائمة الأهداف؟


أن تقبل المنصب كرئيس لحماس عليك أن تدرك أنك رجل ميت يمشي، هكذا قد يفكر يحيى السنوار، فماذا بعد مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله؟

ويقول مراقبون إنه بعد مقتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على لبنان، الجمعة، قد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يلقى السنوار مصيرا مماثلا.

والسنوار تعتبره تل أبيب المطلوب رقم 1 على قائمة المطلوبين بعد الهجوم المميت الذي نفذته حركته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفر عن مقتل 1200 شخص، وخطف أكثر من مئتين آخرين ما زال أغلبهم رهائن في غزة.

وردت إسرائيل على الهجوم المباغت، بحرب ما زالت متواصلة على قطاع غزة وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني.

ووصفت إسرائيل السنوار بأنه أحد “العقول المدبرة” وراء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعهدت بمواجهة عواقب أفعاله.

صورة تثير الاستفهام

وبعد مقتل عدد من قادة حزب الله اللبناني وفي مقدمتهم زعيمه حسن نصر الله، زادت التكهنات حول مصير السنوار الذي تقول وسائل إعلام عبرية إن الجيش الإسرائيلي كان يجري تحقيقا قبل أسبوع حول غارة استهدفت السنوار في غزة مؤخرا.

لكن خلال إحاطة عملياتية حديثة للجيش الإسرائيلي، عُرضت صورة للسنوار مع علامة استفهام فوق اسمه، مما يشير إلى عدم اليقين بشأن وضعه.

يحيى السنوار

وما بين الشك واليقين أدت الصورة إلى تكهنات بأنها كانت رسالة خفية من الجيش الإسرائيلي بشأن مصير السنوار، خاصة أن التقارير ظهرت في الأسابيع الأخيرة تشير إلى أنه ربما لم يعد على قيد الحياة.

ونقلت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية عن خبراء استخبارات إسرائيليين مخاوفهم من أن التصريحات المنسوبة إلى السنوار في الأسابيع الأخيرة ربما لم تكن صادرة عنه.

ويُعتقد أن السنوار يختبئ داخل شبكة واسعة من الأنفاق في غزة، وسط حديث عن أنه يتبّع أشكالا تنكرية، بما في ذلك ارتداء ملابس نسائية، للتهرب من القبض عليه.

يحيى السنوار

وخلافا للبنان حيث يقتصر العمل الإسرائيلي، على الأقل علنا، على سلاح الجو، فإن الجيش الإسرائيلي يوجد في كل بقعة من قطاع غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة قتلت إسرائيل عددا كبيرا من قادة حماس في القطاع، بمن في ذلك العدد الأكبر من قادة الصف الأول في الجناح العسكري للحركة “كتائب القسام”.

ويعتبر الكثير من الإسرائيليين بأن قتل أو أسر السنوار يمثل “صورة النصر” التي يبحث عنها، ليس فقط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإنما الجهاز الأمني الإسرائيلي بأكمله، الذي يعتبر نفسه في حالة بحث عن الثأر من رئيس حركة حماس.

ولكن منذ بداية الحرب تقوم إسرائيل، بكامل أجهزتها، بعملية بحث دؤوبة على السنوار دون أن تصل إلى طرف خيط يوصلها إليه.

شهادة وفاة

وتعتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن سلسلة الإخفاقات التي دفع حزب الله ثمنا كبيرا لها في الأسابيع الأخيرة كانت بمثابة درس لحركة حماس بشكل عام والسنوار بشكل خاص.

قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، لهيئة البث الإسرائيلية، الأحد “لدى السنوار شهادة وفاة، فقط التاريخ لم يسجل بعد، وسنقوم بتسجيله”.

فيما علّقت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية، الأحد، بالقول “إذا رحل السنوار فنحن في لعبة جديدة تماما”.

أين السنوار؟

ووفق وسائل إعلام عبرية، لا يبقى السنوار في مكان واحد لأكثر من يوم منذ اندلاع الحرب، ويتنقل ما بين الأنفاق ولا يستخدم هو أو مرافقوه أجهزة اتصال ولا يتواجد في محيطه إلا عدد قليل جدا من المرافقين.

ويعتمد في التواصل على الأوراق المكتوبة التي يتم نقلها عبر نقاط ميتة.

وقال المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية آفي ايسخاروف لإذاعة “103 إف إم”، الأحد، إن “ما دفع نصر الله لمهاجمة إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هو الغيرة، ومن المفارقات أن السنوار هو الذي أدى إلى مقتله.. لقد أراد نصر الله بشدة أن يكون السنوار، وفي النهاية دخل في صراع كان ليس له”.

وأضاف أن نصر الله “رأى السنوار يتألق في جميع وسائل الإعلام العربية، وهو الدور الذي كان يريده نصر الله لنفسه”.

وثمة تساؤلات في إسرائيل حول مصير السنوار، وإن كان محللون قد أشاروا إلى أن إثارة التساؤلات بشكل علني هدفها دفع السنوار للرد.

يحيى السنوار

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى