لحلحلة مفاوضات الهدنة في غزة.. مدير سي آي إيه إلى القاهرة
يؤدي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). بيل بيرنز زيارة إلى القاهرة نهاية الأسبوع المقبل لإجراء محادثات حول الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن بيرنز سيجتمع. مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع بالإضافة إلى مسؤولين من مصر وقطر. وقال موقع “أكسيوس” إنه سيلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم الجمعة .إن جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية الخميس .بأن عليه أن يمنح مفاوضيه المزيد من الصلاحيات في القاهرة حتى يتيسر التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن وقف إطلاق النار ضروري للسماح .بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وسط مخاوف من انتشار مجاعة بين الفلسطينيين.
وبموجب أحدث مقترح، ستوافق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار .لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح الرهائن المرضى والمسنين والجرحى الذين تحتجزهم حماس. .
وقال كيربي للصحفيين اليوم الجمعة “لنصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة أسابيع. ومن ثم يكون من الأسهل الوفاء بهذه الالتزامات بشأن زيادة المساعدات الإنسانية”.
ومنذ أسابيع، تجري الولايات المتحدة وقطر ومصر. محادثات خلف الكواليس سعيا لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة. يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وفي سياق متصل قال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو. إن إدارة بلاده “مُحبطة” من تصرفات الحكومة الإسرائيلية بشأن الاحتياجات الإنسانية بقطاع غزة.
وأفاد في حوار أجرته معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ونشرته اليوم الجمعة بأن الولايات المتحدة “عملت بجد” لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر. واصفا العملية بأنها “ليست سهلة ولا رخيصة”.
وتابع “وبالفعل كانت هناك نقاشات كثيرة بشأن إدخال الطحين إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود الإسرائيلي البحري وهو الآن في طريقه إلى غزة”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء وكارثة إنسانية. ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات برا إلى غزة. ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. بينهم حوالي مليوني نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وبخصوص معبر كرم أبوسالم، قال السفير “كنا نرى بشكل لا لبس فيه وجوب فتح المعبر لنقل المساعدات للسكان الفلسطينيين في غزة .وتم فتحه وأنا أتعامل معه ليل نهار، وأعني ذلك حرفيا”.
واعتبر أن هناك تقدما هائلا في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة. مؤكدا على وجوب دخول المزيد منها إلى القطاع.
وأضاف “لن أجلس هنا وأقول إن المهمة قد انتهت. نحن بحاجة إلى المزيد من الشاحنات للدخول إلى جميع أنحاء قطاع غزة”.
وبشأن إمكانية عقد صفقة بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قال لو “نعمل باستمرار من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن .ونحاول أن نبقي المحادثات على المسار الصحيح ودفعها إلى الأمام”.وتابع “ما زلت آمل أن تكون هناك صفقة رهائن أخرى”.
وأوضح السفير الأميركي أن “صفقة المختطفين مهمة للغاية ليس فقط كقضية إنسانية.ولكن أيضا كمسألة استراتيجية إقليمية”.
وفي شأن آخر اعترف الجيش الإسرائيلي. بارتكاب أخطاء جسيمة أدت إلى مقتل عمال الإغاثة السبعة في قصف جوي في غزة. فيما أعلنت الدولة العبرية اليوم الجمعة. أنها ستسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المدمر والذي يواجه سكانه وضعا أشبه بالمجاعة.
وأشار أيضا إلى “انتهاك إجراءات العمليات المعيارية”. مقرَّا بأن المنظمة الخيرية أبلغته بمخطط سير الموكب، لكن المسار لم يكن بحوزة العسكريين المسؤولين عن توجيه الضربات. وبحسب التقرير، سيتم تسريح ضابطين متورطين في هذا الخطأ الفادح.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “الظروف الانسانية المأسوية” في غزة تتطلب “نقلة نوعية في ايصال المساعدات المنقذة لحياة” المدنيين في القطاع المحاصر. وأنه لا يمكن للأمور أن تستمر كما هي عليه.
وأضاف “أصبحنا على شفا هاوية: التجويع الجماعي الشديد .واندلاع حرب إقليمية وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية. لقد حان الوقت للتراجع عن حافة الهاوية هذه. لإسكات دوي المدافع، لتخفيف المعاناة الرهيبة ولوقف مجاعة محتملة قبل فوات الأوان”.