بحثا عن فرص للتقارب.. السوداني يسعى للقاء الصدر
في محاولة على ما يبدو لتخفيف التوتر وإيجاد فرص للتقارب يبذل رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني جهودا للقاء زعيم التيار الصدر. رغم ان مصادر تتحدث عن تمسك الصدريين برفض اي تواصل مع السوداني.
وكشف عضو الهيئة القيادية لتيار الفراتين برئاسة السوداني إيهاب عياد ان ” السوداني يعمل على عقد لقاء مباشر مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من اجل الاستقرار السياسي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة ان السوداني لا يريد تهميش او اقصاء أي طرف سياسي في حكومته الجديدة”.
حيث أكد ايهاب عياد ان التيار الصدري تيار كبير ومؤثر في الساحة السياسية. ولا يمكن وفق رأيه ” لأي شخص وجهة ان يبحث عن استقرار سياسي ويترك التيار الصدري”.
ويتهم التيار الصدري رئيس الحكومة باستحداث مناصب ووزارات جديدة لارضاء الأطراف السياسية الداعمة له في إشارة الى الاطار التنسيقي.
وكانت مصادر تحدثت أن حكومة السوداني ستتكون من 22 إلى 24 وزارة، 12 منها ستكون من نصيب الإطار التنسيقي و4 لتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي ووزارتان لتحالف عزم بزعامة مثنى السامرائي، بينما ستمنح أربع وزارات للحزبين الكرديين: ثلاث منها لحزب الديمقراطي الكردستاني وواحدة للاتحاد الوطني الكردستاني.
ويرفض التيار الصدري اية محاولة للتقارب مع السوداني المدعوم من الاطار التنسيقي ويظهر ذلك من تصريحات قادته. حيث اشار محمد صالح العراقي المقرب من الصدر في بيان السبت ان هنالك “مساعٍ لا تخفى لإرضاء التيار وإسكات صوت الوطن”.
ويظهر ان رئيس الحكومة العراقي يسعى جاهدا لتغيير موقف التيار الصدري منه لكن محاولات باءت بالفشل. حيث وصف الصدريون الحكومة ” بالميليشياوية“. مضيفا ” نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا … في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين وسلطتهم”.
ووصل الامر بالتيار الصدري الى التبرؤ من اي شخص ضمن التيار يشارك في الحكومة المقبلة.
ويقول القيادي في التيار الصدري عصام حسين ان “السوداني، يعمل على تشكيل حكومة توافقية تبني على أساس المحاصصة. ولهذا هو يعمل على استحداث مناصب ووزارات في حكومته الجديدة كون المناصب الحالية لا تكفي لإرضاء كل الكتل وفق المحاصصة”.
وأضاف “استحداث مناصب ووزارات في الحكومة الجديدة، سوف يكون له تأثير كبير على موازنة الدولة العامة، وهذا سيؤدي بالعراق إلى خسارة أموال كبيرة بشكل شهري. وهذا كله من اجل إرضاء الكتل والأحزاب ومن اجل ان يكون نظام المحاصصة هو من يقود حكومة السوداني، خاصة ان هذا النظام (المحاصصة) هو سبب الفشل والفساد طيلة السنوات السابقة”.
ويجد مراقبون أن التيار الصدري يخطط لمعارضة الحكومة الجديدة. وذلك عبر تفعيل ورقة الشارع حيث يحسن الصدريون استغلال هذه الورقة.
وبالتوازي مع جهود السوداني للتواصل مع التيار الصدري أعلنت الأحزاب الرئيسية في العراق عزمها عقد جلسة برلمانية السبت للتصويت على الحكومة الجديدة. بحسب بيان صادر الثلاثاء عن تحالف أنشئ حديثاً، يضمّ تلك التشكيلات السياسية.
وبعد اجتماع الثلاثاء في مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. أعلن ائتلاف “إدارة الدولة” في بيان أنه بحث “ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة”.
وأورد البيان أن الائتلاف “أعلن عزمه دعوة مجلس النواب الى عقد جلسة يوم السبت المقبل للتصويت على الحكومة بكامل أعضائها”.
وشكّل ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني في الصيف. شرارة أشعلت التوتر بين الإطار والتيار الصدري الذي اعتصم مناصروه أمام البرلمان نحو شهر.
وبلغ التوتر ذروته في 29 أغسطس، حين قتل 30 من مناصريه في اشتباكات داخل المنطقة الخضراء مع قوات من الجيش والحشد الشعبي. وهي فصائل مسلحة شيعية موالية لإيران ومنضوية في أجهزة الدولة.
ويرى مراقبون ان العراق مقبل على مزيد من التصعيد بسبب استفحال الازمة السياسية رغم تعهد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، الإثنين. عقب مراسم تسلّمه مهامّه في قصر السلام في العاصمة بغداد. بأنه سيبذل كل جهده للقيام بمهامّه وحماية الدستور والمساهمة في حل مشاكل البلاد مؤكدا عزمه على بناء عراق قوي ومستقر.