سياسة

انتشار تطبيق “كلوب هاوس” و تنظيم الإخوان الإرهابي…ما العلاقة؟


مع ظهور وانتشار تطبيق “كلوب هاوس” الصوتي، بدأت عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في الانتشار والتمدد فيه لتحقيق أغراضه ومشروعه التخريبي.

ويراهن أعضاء تنظيم الإخوان على تطبيق “كلوب هاوس” الصوتي في العودة من جديد إلى المشهد السياسي المصري والعربي، بعد أن مثّل ظهور التطبيق فرصة أمام عناصرها لطرح مشروعهم من جديد، والزعم بأنه لا يزال حاضرا وفاعلا.

ويعتمد النظام الأساس لتطبيق “كلوب هاوس” على الصوت فقط، مما يجعله يبدو كأنه مكالمة جماعية، بدلا من المنشورات النصية أو المرئية التي يعتمد عليها وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وأنستقرام.

ونجح التطبيق على مدار الأسابيع الماضية، في استقطاب المزيد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتوافر لمستخدمي “آيفون” فقط، ويمكن دخوله من خلال قبول دعوة للانضمام إلى غرف افتراضية لإجراء مناقشات صوتية حول مختلف الموضوعات.

الجناح السياسي

الدكتور عادل عبدالصادق رئيس برنامج دراسات المجتمع الرقمي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن المعارضة غير الرسمية خاصة العنيفة مثل الإخوان أو غيرها من التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، تبحث دائما عن التطبيقات التي تجد قبولا بين الشباب في محاولة للحضور والانتشار، مردفا: “يسعى التنظيم إلى البحث عن جمهور جديد تحاول الاستثمار فيه فكريا وتنظيميا بعد خسائره المتلاحقة بفضل اليقظة الأمنية”.

وأوضح الخبير بمركز الأهرام أن الجناح السياسي لعناصر تنظيم الإخوان أصبح موجودا بكثافة على منصة “كلوب هاوس” من أجل تجنيد عناصر جديدة، عبر استخدام الأسلوب المرن في الجذب والإقناع، في محاولة لتوظيف تلك العناصر لاحقا في تنفيذ مشروع التنظيم التخريبي وأهدافه المرتبطة بالعنف والإرهاب ضد الدولة.

خطاب ليبرالي

ومن واقع استخدامه للتطبيق الجديد، أوضح عبدالصادق أن: “تكتيكات عناصر الإخوان الموجهة داخل التطبيق تستند إلى الخطاب الليبرالي، المنفتح على الآخر، والزعم بسعيهم إلى التحول الديمقراطي في مصر، علاوة على مكافحة الظلم والفقر ومحاولة تصوير أنهم المخلصون لمشكلات وأزمات المجتمع، ومن ثم البحث عن مجتمع أفضل”.

وأكد رئيس برنامج دراسات المجتمع الرقمي أن “جماعة الإخوان تحاول إعادة إنتاج نفسها في الشارع المصري من خلال استخدام تلك التطبيقات، أو استخدام بعض الرؤى السلبية حول سياسات الحكومة في الفترة الأخيرة”.

التأثير الفكري

ورأى عبدالصادق أن تلك التنظيمات تستهدف محاولة التأثير الوجداني والفكري، ولاحقا التـأثير السلوكي من خلال جذب عناصر جديدة للانضمام لنشاط تلك الجماعات المسلحة التي يمكن أن تنتقل إلى أرض الواقع وليس فقط التطبيقات الرقمية.

وأكد فشل الإخوان في تحقيق أهدافهم من خلال منصة كلوب هاوس أو غيرها، وقلل في الوقت ذاته من تأثيرهم داخل التطبيق الجديد، قائلا: “الإخوان فشلت فشلا ذريعا في إنتاج نموذج لحكم الجماعة في مصر؛ لذا فإن محاولة إعادة إنتاج أنفسهم مرة أخرى كنخبة حاكمة، أو سعيا للسلطة سيواجه برفض شعبي كبير”.

وواصل: “أصبح هناك وعي شعبي كبير بحقيقة تنظيم الإخوان ومخططاتهم بعد فشل تجربتهم في الحكم، وإدراك رجل الشارع العادي أن الجماعة لا ترى نفسها جزءا من الوطن، لكن جزء من عالم واسع لا يعترف بالحدود القومية، وأداة بيد مشروع إقليمي، يسعى لتحقيق مشروع العثمانية الجديدة التي يروج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وأشار إلى عوامل أخرى بينها التطور على مستوى البنية التشريعية في مواجهة الإرهاب في العديد من الدول، وتطور الوعي الثقافي لدى الجماهير المستخدمة لمنصات التواصل الاجتماعي، علاوة على الضربات الأمنية على أرض الواقع التي تلقتها التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم داعش في سوريا والعراق، والتي أدت إلى انحساره فكريا ومحاولة إعادة إنتاجه مرة أخرى”.

كما شدد على أن عودة مشروع جماعة الإخوان للحياة مرة أخرى يصطدم بمعوقات كبيرة على المستويين الشعبي والسياسي.

تفنيد فكر الجماعة

وحول أفضل طرق مواجهة الإخوان على التطبيق الجديد، قال عبد الصادق: “لابد من تفنيد فكر الجماعة، وتجربتهم السلبية التي شهدها المجتمع المصري، لذا فالأمر بحاجة إلى قوة الفكر والرأي من أجل كشفهم أمام الرأي العام”.

ودلل بضرورة الاستفادة خلال النقاشات والحوارات داخل التطبيق الجديد من النموذج الناجح الذي تقوده الدولة المصرية على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي والبنية التحتية، قائلا: “لدينا نموذج تنموي تحول لنموذج يحتذى به لدول المنطقة”.

وألمح إلى وجود فجوات حاليا سواء بين التنظيم الدولي للإخوان من جهة، وفروع الجماعة على مستوى العالم من جهة أخرى، إضافة إلى الفجوة التنظيمية الحالية بين شباب الجماعة، والقيادات”.

وقال إن الجماعات المتطرفة لجأت إلى استخدام التطبيقات السرية والانترنت العميق، بعد أن أصبحت شركات مثل فيسبوك وتويتر تطور سياساتها بشكل يتم فيه حذف المحتوى العنيف والمتطرف، بالتزامن مع خطوات فعلية للاتحاد الأوروبي تتعلق بفرض عقوبات وغرامات على شركات التواصل الاجتماعي حال تراخت عن حذف المحتوى المتطرف والعنيف.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى