سياسة

أحاديث “الإخوان المسلمين” في “كلوب هاوس”


يبدو أن ظهور تطبيق “كلوب هاوس” الصوتي قد شكل فرصة أمام عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي.

 لمحاولة تذكير الشعوب العربية التي كشفت حقيقة مخططهم التخريبي، بأنه لا يزال موجوداً وفاعلاً وأنهم يستعدون للعودة مرة ثانية لتكملة مشروعهم ضد الأوطان. ومع أن هذا التطبيق ظهر في أبريل 2020، أي قبل عام، لكن لم نشهد مثل هذه الحدة من الخطاب الإخواني خلال فترة دونالد ترامب، في تفسير واضح للفكر الإخواني الذي عادة ما يتحين الفرص للظهور.

لهذا، فإن تزامن انتشار هذا التطبيق مع وصول الإدارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة ليس ببعيد عما يراهن عليه أعضاء هذا التنظيم في العودة إلى المشهد السياسي العربي مرة أخرى، بعد أن سقطوا في أيام إدارة باراك أوباما، وبالتالي ليس من قبيل المصادفة أن يتزامن مع تصاعد لهجة الإخوان ضد الحكومات الخليجية من حيث التوقيت.

أما عن الرسالة التي أراد أعضاء التنظيم الهاربون في تركيا من خلال الجلسة النقاشية التي عقدوها الأسبوع الماضي باستخدام كلوب هاوس أن يوجهوها للداخل الخليجي كان فحواها: أنهم ما زالوا يسعون إلى تغيير الثوابت الوطنية التي فشلوا فيها دون أن يدركوا، أو أنهم يتجاهلون عمداً أن تجربتهم السابقة قد فضحت الأفكار الحقيقية التي كانوا يخفونها وراء أحاديثهم عندما حكموا بعض الدول العربية.

المسألة لا تحتاج إلى قياسات نظرية، لتأكيد أن هذا التنظيم فقد كل أدوات التأثير الاجتماعي، ليس هنا في دول الخليج العربي فقط – وإن كان هو الأوضح عربياً نتيجة لقوة العلاقة بين القيادة والشعب- ، ولكن حتى في الدول الأخرى مثل مصر أو تلك التي يرأسون فيها الحكومات؛ أهمها رفض شعوب هذه الدول المساس بالمكتسبات والإنجازات الوطنية مقابل ثقافة التدمير والفوضى التي يسعون إليها من خلال فكرهم التخريبي.

رهان تنظيم الإخوان المسلمين سواء على وسائل التواصل الاجتماعي القديمة والجديدة ومحاولة التمدد فيها من خلال إيصال عناصرها إلى دوائر صنع القرار فيها، كما حدث مع توكل كرمان التي اختيرت لتكون عضواً في مجلس الإشراف على المحتوى لـ”فيسبوك” أو حتى وجود الديمقراطيين في السلطة، هو رهان فاشل وغير مجدٍ لسببين على أقل تقدير؛ السبب الأول: أن الجماعة لم تعد تمتلك الحاضنة المجتمعية في الدول العربية والتي كانت تعتمد عليها كثيراً، والمقصود هنا الطبقة الفقيرة التي استغلتها الجماعة في الانتشار ثم أدوات تخريب المجتمعات، كما خسروا القوى المجتمعية التي تحالفت معها خلال فترات معينة قبل ما كان يسمى “الربيع العربي”، حيث انفردوا بالحكم وتناسوا الآخرين.

السبب الآخر: متعلق بالتنظيم نفسه، حيث يعيش حالياً الانقسامات بين أعضائه إما نتيجة للاختلافات بينهم بسبب الطبيعة الديكتاتورية للتنظيم نفسه، كما يحدث في تونس، وإما بسبب الضربات القوية التي تلقوها من الشعوب العربية، وبالتالي فهم الآن يعانون من التشويش في الرؤية، وما يفعلونه في وسائل الإعلام هو محاولة لإنعاش وجودهم المجتمعي الذي لم يعد موجوداً على أرض الواقع، إلا في وسائل التواصل الاجتماعي.

الالتفاف على المواقف، واستغلال الفرص لإفساد كل ما هو نقي أو لخدمة الإنسانية كما هو الحال في وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها كلوب هاوس، من صفاتهم، كما يثبت التاريخ، وعليه فإن التنظيم سيحاول من خلال طرق مختلفة النهوض من الخسائر الفادحة في رصيده المجتمعي والدولي؛ بحثاً عن مساحة للتأثير على الحس الوطني العالي جداً الذي تم بناؤه خلال الفترة الماضية، والذي أكد أنه السلاح الأقوى والأكثر فاعلية في مواجهة كل الأفكار ضد الأوطان، بعد أن استدرك الإنسان العربي نفسه، ولم يعد قابلاً للخداع مرة أخرى لا من خلال “كلوب هاوس” ولا غيره من الوسائل التي يفترض أنها لخدمة الإنسانية.

الشعوب العربية هي أهم قوة لصد طموحات الإرهابيين ومنهم الإخوان المسلمين، ومعها طبعاً المؤسسات الوطنية، وهو ما يأتي خلافا لما يظنه أعضاء التنظيم ممن يديرون الأحاديث في كلوب هاوس.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى