سياسة

مصر.. إطلاق أول قمر صناعي للاتصالات “طيبة 1”


قامت وكالة الفضاء المصرية بإطلاق أول قمر صناعي للاتصالات أطلق عليه طيبة 1، من قاعدة جويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية، وذلك في تمام الساعة 11:09 مساء بتوقيت القاهرة.

ومن جانبه، فقد ذكر محمد القوصي، وهو الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بأن شركة آريان سبيس الفرنسية، قد أكدت بأن الأحوال الجوية تسمح بإطلاق القمر الصناعي المصري طيبة 1 في الموعد المحدد دون تأجيل، من خلال صاروخ يحمل القمر إلى المدار الخاص به، على بعد 36 ألف كم من سطح الكرة الأرضية. وقد أعلنت مسبقا الشركة الفرنسية يومه الاثنين، تأجيل عملية إطلاق القمر الصناعي المصري بسبب سوء الأحوال الجوية.

وتعتبر هذه المحاولة هي الثالثة لإطلاق القمر الصناعي المصري وذلك بعد تأجيل المحاولتين السابقتين؛ ويرجع الأمر لأسباب فنية خلال المرة الأولى، ولسوء الأحوال الجوية في المحاولة الثانية. 

القمر الصناعي المصري الأول في مجال الاتصالات طيبة 1 يزن 5.6 طن، وليقضي بذلك في مداره 15 عامًا هي عمره الافتراضي، وذلك بالتعاون بين شركة آريان سبيس وشركة إيرباص، ليعمل على تقوية شبكة الاتصالات في مصر.

ويتوقع أن يساهم  هذا القمر في نهضة بقطاع الطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة، ويدعم أيضا أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب، ويوفر خدمات الإنترنت والاتصالات لبعض دول حوض النيل وشمال أفريقيا، ليدعم مسيرة مصر الأفريقية في 2019، لاسيما بعد توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي واستضافتها وكالة الفضاء الأفريقية.​

ومن جهته، فقد قال الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية، بأن القمر طيبة 1 سيبدأ في بث إشاراته وبدء وظيفته في زمن أقصاه 3 أشهر من تاريخ إطلاقه، لينقل بذلك مصر والمنطقة العربية نقلة تفوق الخيال فيما يتعلق بتكنولوجيا الاتصال ونقل المعلومات.

وقد أوضح أيضا الشافعي للعين الإخبارية بأن القمر سيصل إلى مداره بعد 10 أيام من إطلاقه، لتبدأ بذلك مباشرة اختبارات تستغرق 3 أشهر على الأكثر حتى يستقر تماماً ويبدأ وظيفته.

مشروع مربح

 

وقال الشافعي بأن طيبة 1 يزن 5 أطنان و600 كيلوجرام، وقد نفذته شركتان فرنسيتان بعقد قيمته 600 مليون يورو، بواقع 40 مليون يورو في العام الواحد، حتى انتهاء صلاحيته بعد 15 عاماً.

وقد قال أيضا: رغم أن التكلفة تبدو مرتفعة، لكن هذا النوع من الأقمار يأتي بتكلفته كاملة في أول سنة من الاستخدام، خصوصاً أن كانت المنطقة المستخدمة هي المنطقة العربية والأفريقية.

كما أشار إلى أن الإحصاءات الرسمية في مصر تؤكد أن قيمة استهلاك المصريين في العام الواحد لشبكة الإنترنت تفوق 45 مليار جنيه، أي ما يعادل 2.5 مليار يورو، وتظهر بذلك الجدوى الاقتصادية الكبرى للقمر.

وأضاف بأن تقنيات الاتصال مكلفة مادياً، لكنها اليوم تعد مشروعات استثمارية عالية الفائدة، نتيجة لتهافت سكان المنطقة على الهواتف المحمولة والتمتع بكل ما له علاقة بشبكة الإنترنت، خصوصاً التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أمر يظهر بوضوح في المنطقة العربية عن غيرها.

إصرار مصري

وقد قال أيضا الشافعي بأن إطلاق طيبة 1 من القاعدة الفرنسية بأمريكا الجنوبية، يمثل إصرار مصر بالرغم من اقتصادها، والذي ما زال في أولى خطوات التعافي، على الاستمرار في سلوك نهج طريق التكنولوجيا والعلوم، لبناء دولة حديثة.

حل مشكلة التابلت

وأشار أيضا الشافعي إلى أن مصر عندما طبقت تجربة التابلت في منظومة التعليم قد قابلتها مشكلات ضخمة نتيجة عدم انتشار إشارات الإرسال بالمناطق النائية، مما جعلها تجربة محدودة، في حين أن طيبة 1  سيوفر سرعة نقل المعلومات بصورة لن تختلف في القاهرة عن أي منطقة أخرى.

نقطة وصل عالمية

وأوضح كذلك الشافعي بأن مصر والمناطق المحيطة بها من دول عربية وأفريقية ستكون منطقة الاهتمام الأولى للقمر، وبالرغم من ذلك سيكون قادراً على الاتصال بجميع الأقمار في الفضاء، التي تؤدي وظيفته نفسها وتغطي مناطق مختلفة حول العالم، وبالتالي نقل المعلومات منها إلى المنطقة العربية والعكس، مما يعني بأن طفرة ستحدث فيما يتعلق بالمكالمات الدولية والاتصالات الدولية ونظم نقل المعلومات من وإلى مصر والمنطقة العربية وأفريقيا.

مرتبط بالتحول الرقمي

في حين قد أكد رئيس مجموعة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، الدكتور عادل عبد المنعم للعين الإخبارية بأن إطلاق مصر القمر الصناعي طيبة 1 في هذا التوقيت ليس عشوائياً، وإنما هو متزامن مع النقلة النوعية التي تشهدها مصر في تقديم خدمات التحول الرقمي.

وأضاف أيضا الخبير الدولي في أمن المعلومات بأن توجه مصر إلى التحول الرقمي، الذي بدأت تخطو فيه خطوات حقيقية على الأرض، كان يلزمه إطلاق قمر صناعي تنحصر مهمته في تيسير هذا التحول وتأمينه من المخاطر.

كما أوضح بأن القمر الصناعي سيحدث نقلة كبيرة في مفهوم دعم شبكات البنية التحتية الخاصة بالاتصالات في أفريقيا والمنطقة العربية عموماً وفي مصر خصوصاً، خاصة وأن مصر تسعى لتكون مركزاً لهذا النوع من الدعم، وذلك كان ضمن الاستراتيجية طويلة الأجل لوزارة الاتصالات المصرية.

حماية الشبكات الحرجة

وذكر أيضا عبد المنعم بأن شبكات البنية التحتية الحرجة (شبكات المعلومات الخاصة) لكل من خدمات النقل، والكهرباء، والماء، والطيران، والبترول وغيرها، قد زاد اعتمادها كثيراً في مختلف أنحاء العالم على تكنولوجيا المعلومات وأنظمة التحكم الصناعي، الأمر الذي يعرضها لخطر الهجمات الإلكترونية.

كما أشار إلى أن وجود بنية تحتية قوية للاتصالات يدعم قدرة الدولة على المراقبة المستمرة لأمن أنظمة التحكم الصناعي، مما يؤدي لمزيد من الحماية ضد الهجمات الإلكترونية وخطر الاختراقات، وبالتالي التعامل الفوري معها حال اكتشافها، وهذا ما كان شبه مستحيل أن يتم على مستوى الدولة ما لم تكن هناك شبكة اتصال قوية تغطي أرجاء الدولة بالكامل.

ولفت أيضا إلى أن المشكلات التي تظهر خلال تطبيق كثير من الخطط والمنظومات الحديثة على جميع المستويات في مصر، ستنتهي بعد الطفرة التي سيحدثها القمر الصناعي طيبة 1 في مجال الاتصالات. موضحا بأنه مستقبلاً لن تكون هناك قرية أو موقع في مصر حتى المصنفة النائية خارج منظومة الربط الإلكتروني، وسيتمكن المصريون في كل مكان من التعاطي بسهولة مع كل ما له علاقة بتكنولوجيا الاتصال

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى