السر الواحد الذي يساعد على الحفاظ على الذاكرة في مراحل الزهايمر الأولى

يبدو أن  النوم العميق ليس مجرد وسيلة للراحة، بل قد يكون خط الدفاع الأول ضد التدهور العقلي المرتبط بمرض الزهايمر، وفق ما كشفت دراسة أمريكية.

فقد أظهرت الأبحاث التي أجراها علماء من جامعتي كاليفورنيا في بيركلي وستانفورد وإيرفين أن الأشخاص الأكبر سنًّا الذين يتمتعون بنوم عميق حققوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة، حتى مع وجود مؤشرات مبكرة على تغيرات في الدماغ ترتبط بمرض الزهايمر.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التأثير الإيجابي للنوم العميق كان مستقلاً عن العوامل الأخرى المعروفة بدعم الإدراك في الشيخوخة، مثل مستوى التعليم أو النشاط البدني أو الحياة الاجتماعية.

وفي المقابل، ووفقًا لمجلة “BMC”، أظهر المشاركون الذين يعانون من تراكم بروتينات الزهايمر في الدماغ ولم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم العميق أداءً أضعف في اختبارات الذاكرة.

وقال عالم الأعصاب ماثيو ووكر من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “تخيل أن النوم العميق هو طوق النجاة الذي يُبقي الذاكرة طافية في مواجهة أوزان الزهايمر التي تحاول سحبها إلى القاع”.

وأضاف أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أنه قابل للتطبيق العملي، إذ يمكن تحسين جودة النوم بوسائل متعددة حتى في المراحل المتقدمة من العمر.

وتتوافق نتائج الدراسة مع أبحاث سابقة ربطت بين اضطرابات النوم وتراكم بروتينات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي إحدى العلامات المبكرة لمرض الزهايمر.

لكن الباحثين حذروا من صعوبة الفصل بين السبب والنتيجة، إذ إن قلة النوم قد تكون عرضًا للمرض بقدر ما هي عامل خطر للإصابة به.

ورغم أن هذه البروتينات ليست بالضرورة السبب الجذري للزهايمر، فإن تراكمها مع بروتين آخر يُعرف باسم “تاو” قد يسد مسارات الاتصال العصبي في الدماغ قبل عقود من ظهور الأعراض.

وكانت دراسات سابقة لفريق ووكر قد أظهرت أن تراكم بيتا أميلويد يعطل مرحلة النوم العميق – أو ما يُعرف بـ”نوم الموجة البطيئة” – ما يؤدي إلى ضعف الذاكرة.

 ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن بعض الأشخاص يتجنبون التدهور الإدراكي رغم ارتفاع مستويات تلك البروتينات، بفضل نومهم العميق المنتظم.

ولفهم ذلك بشكل أدق، استخدم الباحثون تقنيات لقياس موجات الدماغ أثناء النوم، ثم أجروا اختبارات للذاكرة في اليوم التالي.

وتبيّن أن الأداء الإدراكي الأفضل ارتبط تحديدًا بمرحلة النوم البطيء غير المصحوب بحركة العين السريعة (Non-REM)، دون غيرها من مراحل النوم.
 

تابعونا على