6 علامات تدل على دخول العالم إلى مرحلة التعايش مع فيروس كورونا
يظهر بأن العالم بدأ يتجه للمرحلة الثانية في التعامل مع الوباء بعد دخول الشهر الخامس لانتشار فيروس كورونا حول العالم، ودخل بذلك مرحلة التعايش والتي تتنبأ بعودة للحياة اليومية، مع وجود فيروس بلا لقاح.
وصرح مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، جين تشي، بأنه من المحتمل جدا أن يكون كورونا وباءً يتعايش معه البشر لفترة طويلة، ويصبح موسميا ومستمرا بالتواجد داخل الأجسام البشرية، ليرسخ بذلك فكرة التعايش مع الوباء، كما ظهرت العديد من العلامات الأخرى والتي تدل على دخول العالم إلى مرحلة التعايش مع هذا الفيروس، والتي يمكنها أن ترسم الجزء الثاني من رحلة الإنسانية مع الوباء الجديد.
تخفيف الإغلاقات
أقبلت عدة دول ممن عرفت تفشى كوفيد-19 على تخفيف الإغلاقات، وأيضا رفع القيود على التجارة، وعلى الحركة، من دون الاستناد لانخفاض حقيقي في أرقام الإصابات، ومن أبرز الدول الأوروبية التي أعلنت بدء تخفيف الإغلاقات، هناك ألمانيا، التي نجحت باحتواء الوباء نسبيا، وأعلنت عن فتح المحال التجارية، والحدائق العامة والملاعب، بشكل تدريجي.
في حين أشار رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، إلى أن الوقت قد حان لشرح كيف سيتم تخفيف الإغلاق تدريجيا، موضحا بأنه على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم، وكذلك عرفت عدة ولايات في أميركا تخفيفا للإغلاقات، في الوقت الذي تم فيه تسجيل مليون إصابة بكورونا، في تباين واضح بين حال الوباء، والإجراءات.
أما ولاية فلوريدا، فقد قررت هي الأخرى وبشكل مفاجئ فتح الشواطئ، بعد يوم من تسجيلها أعلى عدد من الإصابات اليومية، لتشهد الشواطئ إقبالا كبيرا من السكان، قدر بالمئات، في كل مدينة.
طبيعة الفيروس
ومن العلامات الأخرى التي تنذر ببقاء الفيروس في حياتنا أطول مدة وأكثر مما قد نتوقع، هي طبيعة الفيروس والتي كشف عنها العلماء مؤخرا، حيث ذكرت مجموعة من الباحثين في مجال الفيروسات والأطباء الصينيين، يوم الاثنين، بأنه ليس من المرجح أن يختفي فيروس كورونا المستجد بالطريقة التي حدثت مع فيروس سارس قبل 17 عاما، وذلك لأن كورونا قادر على الدخول إلى جسم الإنسان وعدم التسبب بأي أعراض، على عكس سارس، الأمر الذي يدل على أنه سيكون من الصعب حصر حالات الإصابة جميعها، وإدخالها في الحجر الصحي لمنع تفشي الفيروس، حسب ما أفادت به وكالة بلومبيرغ الأميركية.
موعد اللقاحات
كل العلامات والبيانات الرسمية المتاحة من الجهات المختصة، تشير إلى أن التوصل للقاح مضاد لفيروس كوفيد-19، سيستغرق وقتا طويلا، إذ قالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان أنها تقدّر أن يستغرق الأمر عاما واحدا على الأقل، قبل أن يصبح اللقاح ضد كوفيد-19 جاهزا لنيل الموافقة، ومتوافرا بكميات كافية للاستخدام على نطاق واسع، حسب ما نقلت فرانس برس، وهذا ما أكدته أيضا منظمة الصحة العالمية التي قالت مؤخرا على لسان مسؤول فيها، بأن تطوير اللقاح سيستغرق عاما على الأقل.
عودة الرياضة
إن عودة المنافسات الرياضية، تبقى وبدون شك المرحلة الأخيرة من خطط الدول للعودة للحياة الطبيعية.
ورغم قرار بعض الدول بإلغاء منافساتها الرياضية، حتى سبتمبر القادم، غير أن دولا كبيرة مثل بريطانيا وألمانيا، تدرس بقوة إعادة المنافسات الشهر المقبل، وبدون حضور جماهيري، ويسعى أيضا اتحاد كرة القدم الأوروبي (ويفا) بإعادة البطولات الأوروبية قريبا، وبرزت علامات واضحة بعدم إلغاء الموسم.
عبء اقتصادي لا يحتمل
أما على مستوى الجانب الاقتصادي، فقد تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة إثر تفشي وباء كورونا، الأمر الذي جعل عددا من الحكومات تضطر إلى دعم الشركات الأكثر تضررا، في مسعى لتفادي تفاقم الوضع.
كما أدى الوباء العالمي، إلى إرباك الملاحة الجوية والبحرية، وهذا ما أثر سلبا على إنتاج وتنقل الأفراد والسلع، وسط توقعات بأن يتباطأ النمو، على نحو ملحوظ، خلال العام الجاري، ومع تزايد الأزمات الاقتصادية، بدأت الدول بوضع خطط لإعادة الحياة التجارية والاقتصادية لطبيعتها، حتى قبل أن يتم القضاء بشكل نهائي على كورونا.
تصريحات منظمة الصحة
وحذر من جهته المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف: الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء، وتابع بأن المنظمة قلقة تجاه تزايد منحنى الإصابة بالفيروس في إفريقيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية وبعض الدول الأسيوية، مضيفا: أمامنا طريق طويلة والكثير من العمل.
ومن أجل الاستعداد بشكل أفضل لمرحلة التعايش مع جائحة كورونا، يعتقد بعض خبراء الصحة بأن السماح للفيروس بالانتشار بطريقة مراقبة، بين الفئات الأصغر سنا من السكان، سيكون بمثابة طريقة أفضل للتعامل معه، لتكوين ما يعرف بمناعة القطيع، عوضا عن الاستمرار في أوامر الإغلاق.