هل تظل أبواب أزمة السودان موصدة؟
بحلول 15 أبريل/نيسان الجاري، تكمل الحرب في السودان عامها الأول، والبلاد ربما تشهد أسوأ الكوارث الإنسانية.
ولا يبدو بعد أن هناك حلا يلوح في الأفق لهذا الصراع المحتدم، فيما تعتبر الكارثة الإنسانية في السودان من بين الأسوأ في العالم، إذ يعاني الملايين من المدنيين من نقص في الدواء والغذاء والخدمات الأساسية.
وطوال فترة الحرب لم تلتزم الأطراف المتقاتلة بالتقيد بأساسيات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل دون عوائق للتخفيف من خطر المجاعة المتزايدة.
سيناريوهات الحرب
بالنسبة إلى رئيس القطاع الإعلامي في حزب التجمع الاتحادي السوداني، محمد عبدالحكم، فإن سيناريوهات حرب 15 أبريل/نيسان في السودان، متعددة، بينها سيناريو مستبعد من قبل جل السودانيين من واقع السيطرة والتمدد في الميدان وقدرات طرفي الحرب، وهو تحقيق انتصار عسكري حاسم لأي من طرفي النزاع.
وأضاف عبدالحكم أنه يوجد سيناريو آخر في غاية الخطورة، يتمثل في تقسيم البلاد وفقا لمواقع السيطرة الميدانية، مشددا على أن كل القوى المدنية الديمقراطية ستقف في وجهه وتكافحه بقوة.
ورجح عبدالحكم ما يعتبر أفضل السيناريوهات لحل الأزمة، أي وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب ومعالجة تداعياتها، عبر التفاوض بين طرفي الحرب، ومن ثم إكمال حلقات الحل السياسي بالتوافق بين الأطراف العسكرية والمدنية كافة، باستثناء الحركة الإرهابية.
موضحا أن هذا التفاوض يهدف إلى رسم خارطة طريق مستقبلية لدولة تسودها الحرية والعدالة والسلام، ذات جيش مهني قومي موحد، يخضع لإدارة سلطة مدنية متوافق عليها، تعمل على إعادة إعمار البلاد واستعادة الحكم الديمقراطي.
عام أكثر عذابا
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد الأسباط، إن السودانيين أنهوا عاما مريرا، والأكثر عذابا وتشريدا وحزنا ومرضا ونزوحا وجوعا، وهو عام فقد فيه السودانيون، حسب أغلب المنظمات المختصة، آلاف القتلى والجرحى وملايين اللاجئين والنازحين.
وأوضح الأسباط أن النظام الصحي فقد أكثر من 80% من قدرته التشغيلية، وتساقطت المدن وتفرقت الأسر، وهو العام الأسوأ في تاريخ السودان الحديث منذ التأسيس، ويعتبر الأسوأ حتى في التاريخ القديم للبلد، وفقا له.
وأضاف: “لا يوجد في الأفق أي مؤشرات لحلحلة هذه الأزمة، التي يدفع السودانيون ثمنها غاليا ولا يزالون”.
وأوضح أن “الحل الأمثل أن تمتلك الدول الداعمة للطرفين إرادة حقيقية واستخدام الأوراق التي تمتلكها لجمع الطرفين”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت قرابة 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
عملية سياسية
الكاتب والمحلل السياسي الطاهر أبوبكر بدوره يقول إن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام تتمثل في إطلاق عملية سياسية سودانية شاملة تؤدي إلى استعادة الانتقال المدني الديمقراطي.
وأشار أبوبكر إلى أن السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تعقيدا وشدة، مع وجود 9 ملايين نازح داخل البلاد نصفهم من الأطفال، وقرابة مليون في الخارج.
وأوضح أبوبكر أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، كما تواجه مناطق عديدة في البلاد خطر المجاعة، بسبب استمرار المعارك الحربية، وعدم فتح المسارات الإنسانية، لتوصيل المساعدات وتخفيف المعاناة عن كاهل المرضى والجوعى.