سياسة

هل تسعى ميليشا حزب الله للعودة إلى سوريا؟


تعول مليشيات حزب الله المدعومة من إيران على عودتها وتمركزها في سوريا في ظل ما يحدث في الآونة الأخيرة من تطورات بالمشهد، خاصة القصف الإسرائيلي المتكرر على سوريا. والمواجهات التي تستهدف قادة حزب الله وحماس والحرس الثوري. وتوسيع رقعة الاستراتيجية الخاصة بإيران في المنطقة. 

 

وتسعى المليشيات إلى تصعيد الجبهة مع إسرائيل. حيث تريد تنفيذ ضربات من الداخل السوري الأقرب إلى إسرائيل في حال تمت الانتهاء من تدريب جنوده على استخدام المسيرات في إيران. حيث تسعى طهران وحزب الله لتحويل الحرب إلى ضربات بالمسيرات والصواريخ المباشرة مستقبلاً. 

غارة القصير 

ميليشيا “الإمام الحسين” الموالية لإيران، و”قوة الرضوان” التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، تسعيان لإعادة التموضع في سوريا، وتحويل جزء من بنيتهما التحتية إليها. وإن القصف الإسرائيلي في منطقة القصير في حمص. استهدف ميليشيا “الإمام الحسين” و”قوة الرضوان” التي قتل أحد عناصرها في القصف، مما فتح أبواب العودة من جديد لتصعيد الحرب. 

وآخر الضربات الإسرائيلية على سوريا شهدت مقتل ستة مقاتلين على الأقل من ميليشيا موالية لطهران في الغارة على القصير.

استهداف مقرات حزب الله 

الضربات إسرائيلية استهدفت مقراً لميليشيا حزب الله اللبناني في منطقة القصير في محافظة حمص قرب الحدود مع لبنان. بينما طالت ضربة أخرى مقرًا تستخدمه ميليشيا موالية لطهران جنوب مدينة حمص، وهو ما فتح قرارًا من الحزب بإعادة تموضع الجنود في سوريا بشكل أكبر لمواجهة الضربات الإسرائيلية. 

وقد اتخذ الاستهداف الإسرائيلي لوجود إيران في سوريا ولحزب الله في كل مكان منحى تصعيدياً غير مسبوق. ينذر باقتراب المواجهة الشاملة بعدما بلغت فاتورة الأرواح سقفاً لا يمكن للحزب تحمله بتبرير المشاغلة من أجل غزة. لذلك كان على الحزب الدخول في مواجهة عسكرية كبرى. ولذلك يسعى للابتعاد عن مناطق تواجد قوات اليونفال. 

ويحاول حزب الله بدعم من طهران التواجد في سوريا بشكل أكبر من لبنان بهدف الضغط على إسرائيل من جوانب عدة، خاصة وأن شمال إسرائيل يتلقى ضربات من مليشيات العراق الموالية لإيران. وبالتالي تواجد الحزب في سوريا يكون تموضعاً أكثر حدة تجاه الضربات. 

ويرى المحلل السياسي السوري، سلمان شيب، أن منذ أكثر من 10 أعوام تدخلت ميليشيات حزب الله في سوريا، والنظام السوري هو الحليف الأقوى للحزب في المنطقة. ويدعمه في مشاريعه التي ترعاها إيران، والحزب المتواجد في سوريا بشكل غير رسمي يسعى لتواجده من أجل دعم الحرس الثوري الإيراني في مواجهة إسرائيل من الجانب السوري. 

وأضاف شيب أن معظم عناصر حزب الله في سوريا اليوم هم من الفئة الشابة من وحدة التعبئة. بعدما تم سحب معظم المسؤولين العسكريين الكبار والكوادر، خوفًا من استهدافهم. كما حصل مثلا مع عماد مغنية ومصطفى بدر الدين. والحرب الحالية فتحت أبواب استهداف القادة ولذلك يسعى الحزب للتصعيد ردًا على ما تقوم به إسرائيل من القصف على سوريا. 

ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن ما يحدث الآن في سوريا هو ضربات إسرائيلية استباقية. وتهدف إلى ضرب عناصر الميليشيات الإيرانية التي تشرف فقط على القتال بعدما كانوا في المرحلة الأولى من دخولهم إلى سوريا يشاركون شخصياً بالمعارك. وحزب الله يريد التموضع من أجل الرد على إسرائيل بشكل فعال أكبر مما هو عليه الآن. 

ويشير حبيب إن دور حزب الله في سوريا يتكامل مع دور الحرس الثوري الإيراني. ومهمتهما الإستراتيجية مساندة النظام السوري لإبقائه على قيد الحياة. لاسيما أن التواجد الروسي تضاءل نتيجة الحرب في أوكرانيا، وبالتالي تمركزه يصب في مصلحة استراتيجية ايران.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى