هذا ما اقترفته حماس بحق الشعب الفلسطيني
قال الكاتب السياسي الفلسطيني ربحي دولة: إنّ حركة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها لم تكن جزءاً من النضال الوطني الفلسطيني. بل على العكس كانت مهمتها توجيه التهم للوطنيين بأنّهم خوارج. وأنّهم خارجون عن الملّة.
وأضاف في مقالة له نشرها عبر وكالة (معاً): إنّ حركة (حماس). الذراع الخاصة بتنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين. لم تلتزم يوماً منذ بدايتها بالتوجه الوطني، وكانت دائماً بحالة انفصال تام عن الحالة الوطنية، ورفضت العمل ضمن القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة. والتي كانت المحرك الرئيس لمجموعات العمل الوطني والجماهيري. بل ذهبت ببرنامج خاص بها، وبقيت على هذه الحال حتى إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت حماس تسعى لضربها متّخذةً الحجج الواهية. كاعتبارها أنّ الاتفاق السياسي خياني وحرام شرعاً، وحرّمت كل ما له علاقة بهذا الاتفاق، سوى الاستفادة من منافعه
وتابع دولة: “إنّ المتابع لمسار القضية الفلسطينية يدرك جيداً أنّ حماس بَنَتْ قوتها العسكرية في ظل وجود السلطة الوطنية تحت شعار المقاومة عندما كانت ذراعاً لتنظيم الإخوان. وبعدما تمكنت من بناء نفسها كقوة موازية ومنافسة. حللت المشاركة في الانتخابات التشريعية بعدما كانت حراماً شرعاً وفق فتاوى قادتها، وبين ليلة وضحاها أصبحت حلالاً! وكأنّهم هم من يضعون القواعد الشرعية. ويجيّرونها لمصالح التنظيم الدولي متى شاؤوا.
وأضاف دولة: فازت حماس بالانتخابات، وشكلت بعد تكليف من الرئيس محمود عباس الحكومة التي ترأسها رئيس مكتبهم السياسي الحالي إسماعيل هنية. الذي قام بتشكيل ما يُسمّى بالقوة التنفيذية كأداة مستقلة عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية القائمة، وكانت خطتهم في قيادة حماس تقتضي الانفصال عن الجسم الفلسطيني، بما يحقق مصالح ومنهج حركتهم. كما هو عهدهم دائماً، وبدأ ذلك من أول لحظة لتشكيل حكومتهم. وسيطروا على غزة بقوة السلاح واستباحة النهش في جسد مَن هو خارج صفوفهم، حتى أصبحوا القوة الآمرة الناهية. وسيطروا بذلك على كل مقدرات البلد دون تحمل أيّ مسؤولية تجاه شعبنا في القطاع. الذي أُخضِع بقوة السلاح والتهديد لحكم حماس. في الوقت الذي استمرت فيه السلطة بتحمل مسؤولياتها وأداء واجبها تجاه قطاع غزة دون أيّ سيطرة أمنية أو إدارية عليه. وكان نصيب قطاع غزة من الموازنة العامة أكثر من 51%. وكان دور حماس يقتصر فقط على اختلاق كل أنواع الضرائب لجبايتها من المواطنين. التي كانت تُجمَع لصالح خزينة حماس بصفتها حكومة الأمر الواقع.
وذكر دولة:” أنّه بعد أن دفعت منظمة التحرير الفلسطينية الدم من أجل الحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني. وتصدت لكل جهة حاولت السيطرة عليه أو الاستئثار به لطرف هنا أو هناك، تُكرّس حماس اليوم منهج تسليم القرار الفلسطيني لعدة جهات، لِتفاوض وتقرر عن الشعب الفلسطيني. وأصبح القرار الوطني وفق ما تقوم به حماس مرهوناً بمواقف تلك الدول .التي وكّلتها حماس بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني.
وختم الكاتب السياسي مقاله بالقول: “إنّ موقف حماس الأخير من تشكيل الحكومة الفلسطينية. يُعتبر سقطة جديدة من سقطات حماس المتتالية. وخاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، فقد وافقت على الحلول المرحلية. وأشاحت النظر عن إنشاء ميناء أمريكي، ظاهره لتقديم المساعدات. وباطنه لتهجير الشعب الفلسطيني”.