سياسة

هجوم داعش على مسقط: استعراض الأهداف والاستراتيجية الجديدة للتنظيم


قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية هشام النجار: إنّ وصول تنظيم داعش إلى ساحات خليجية كانت بمنأى عن دائرة الاستهداف يوسع دوائر استقطاب التنظيم وعمليات التجنيد.

وأضاف في مقاله، عبر صحيفة (العرب) اللندنية. أنّ الهجوم الإرهابي في سلطنة عُمان على مسجد للشيعة. يؤكد أنّ تنظيم داعش يعمل على تعويض النقص في القوى البشرية وتجنيد المزيد من العناصر، بالاعتماد على إسناد الدعاية البديلة بوصف التنظيم مناهضاً. لنفوذ وتمدد مشروع إيران ولخطر الشيعة في عمق الفضاء العربي. والفضاء الإسلامي بنشاط عملياتي مكثف عبر الاتجاه إلى ساحات مستقرة.

وذكر النجار أنّ تنظيم داعش يركز على الدعاية الطائفية المناهضة للشيعة وإيران ليتجاوز مسألة انهيار مشروعه الرئيسي (الخلافة). وكان مادة دعايته المحورية، وهو ما انعكس على المبالغة في التوظيف الدعائي لهجوم مسجد مسقط. وقد احتفل أنصار التنظيم والموالون له على شبكات التواصل الاجتماعي بالهجوم الغادر في سلطنة عُمان، وأعربوا عن فرحتهم الشديدة. ونشروا تعليقات مسيئة لإيران والطائفة الشيعية، وأشادوا بالمهاجمين الذين انتقموا من الشيعة “المرتدين”.

وأكد الباحث أنّ التنظيم بدأ يتحلى بمرونة حيال عمليات التجنيد والاستقطاب. ففي السابق كان يشترط محددات صارمة تتعلق بمستويات اعتقاد ومعارف الشخص. الذي تتم الموافقة على تجنيده لقبول بيعته، والآن يُبدي تساهلاً في شروط البيعة ومواصفات المبايعين الجدد. حتى لو تعلق الأمر بخلية صغيرة مبتدئة مصيرها مجهول ولا تحظى بحاضنة مجتمعية.

ويعتمد تنظيم داعش، الذي يستهدف بشكل متكرر تجمعات. ومواكب الشيعة في دول مثل باكستان والعراق وأفغانستان. يعتمد في دعايته على عدائه للشيعة ومنافسة مشروعه للمشروع الإيراني المذهبي التوسعي. ويصف المسلمين من الطائفة الشيعية بـ “المرتدين”. بجانب دعايته المتعلقة بعدائه للغرب، وفق النجار.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أنّ التنظيم الإرهابي يريد أن يجعل من عدائه للشيعة في المنطقة مصدر جذب .وعامل تجنيد واستقطاب يحظى بأكبر قدر من الاهتمام والإسناد العملياتي.

ولفت النجار إلى أنّ هجوم مسجد مسقط يؤكد أنّ التنظيم لن يتوانى عن استهداف مناطق مستقرة. ولن يكتفي بالوصول إلى الأماكن الرخوة، من أجل جرها إلى حالة صراعية جديدة. ومحاولة خلق نوازع لاضطرابات وتوترات طائفية. كبيئة مناسبة لنموه وتمدده وإيجاد ملاذات لخلاياه وتشكيلاته المفترضة. 

ويبحث تنظيم داعش عن بيئات غير تقليدية هي في الأصل متماسكة وآمنة وهادئة ومستقرة. ليفتعل فيها صراعاً طائفياً يجعلها قابلة لاحتضانه ونموه.

ويستعيد التنظيم عافيته بسرعة متزايدة. ويغري العناصر المستهدفة للتجنيد بما يمتلكه من أموال وثروة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى