مطالب دولية لمواجهة انتهاكات طالبان ضد النساء
حالة من الاستياء الشديد بسبب معاملة حركة طالبان للنساء في أفغانستان والتي يمكن أن ترقى لجرائم ضد الإنسانية أو للاضطهاد. وذلك نظرا للقيود التي تفرضها الحركة المتشددة على حريات النساء والفتيات والتي هي الاسوأ على مستوى العالم.
انتهاكات مستمرة
وكشف عدد من المراقبين أن الانتهاكات تزايدت بدرجة كبيرة، وأن عزل النساء في منازلهن هو بمثابة سجن ويُرجّح أن يؤدي إلى زيادة مستويات العنف الأُسري والتحديات للصحة العقلية، ومنذ سيطرت حركة طالبان على الحكم في البلاد في أغسطس من العام الماضي (2021) ، فرضت هذه الحركة المتشددة قوانينها الصارمة، وحرمت غالبية النساء اللواتي كن يعملن في وظائف حكومية من عملهن، في حين عرض على بعضهن مبالغ زهيدة ليبقين في المنزل.
رفض دولي واسع
واستمرارا للانتهاكات الأفغانية، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن حركة طالبان ستدفع ثمنا غاليا إذا لم تتراجع عن قرار منع تعليم الفتيات، وقال في بيان اليوم: إن الحركة الأفغانية ستدفع ثمن قرارها هذا، في حال لم تتراجع عنه.
فيما قال وزراء خارجية دول مجموعة السبع في وقت سابق الخميس إنّ معاملة طالبان للنساء والفتيات في أفغانستان يمكن أن تعد “جريمة ضد الإنسانية”، وطالبوا بإلغاء الحظر المفروض على التحاق النساء بالجامعات.
وقال الوزراء في بيان: “قد يرقى اضطهاد النوع الاجتماعي إلى جريمة ضدّ الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، والذي تعدّ أفغانستان دولة طرفاً فيه”، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأضافوا أنّ “سياسات طالبان المصمّمة لإقصاء النساء من الحياة العامة ستكون لها عواقب على كيفية تعامل بلادنا مع طالبان”.
انتهاكات وجرائم
يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية طارق البشبيشي: إن الانتهاكات التي تمارسها حركة طالبان الأفغانية ضد النساء بحظر التعليم الجامعي على الفتيات وحرمانهم من عملهم، هو كان أمرا متوقعا منذ تولي الحركة زمام الأمور في أفغانستان، لأنه استمرار للسياسة التي تنتهجها الحركات الإسلامية.
وأضاف أنه زادت حركة طالبان التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجيا من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية ولم يعد يحقّ للنساء السفر من دون رجل من العائلة، وينبغي لهن ارتداء البرقع أو وضع حجاب عند الخروج من المنزل، كما حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة، كل هذه تعد انتهاكات واسعة تمارسها وتفرضها الحركة الإرهابية.
وتابع أن الانتهاكات الفاضحة لحقوق السيدات في أفغانستان وحرياتهن، والتي هي الأسوأ على مستوى العالم، مؤكدا أنه لا بد من تحركات واسعة دولية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان هناك نظرا لتزايد حالات الانتهاكات والجرائم في أفغانستان.