سياسة

مثال قرداحي

مشاري الذايدي

قرداحي، مذيع المنوعات الشهير، قرّر فجأة أن يسدي النصائح السياسية في عظائم الأمور، وهو كما قالت الفنانة اللبنانية إليسا، جاهل بالشأن اليمني كما بالشأن اللبناني أيضاً.

تبنّى مذيع المنوعات والبرامج الترفيهية الرواية الإيرانية في المسألة اللبنانية فجعل الحوثي مظلوماً معتدى عليه من طرف السعودية والإمارات وبقية التحالف بقيادة الرياض.

هذا الموقف العدواني، يكشف خواء الطبقة السياسية المسيطرة على الحكم في لبنان، بين مؤدلج معلن للعداوة مثل «حزب الله» وأتباعه، ومتذاك فهلوي باحث عن المصالح في كل مكان، مثلما رأينا.

وزارة الخارجية السعودية، استدعت سفير لبنان وسلمته مذكرة احتجاج، وأعربت في بيان لها عن «أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزاً واضحاً لميليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة».

وزارات الخارجية في الكويت والبحرين والإمارات فعلت نفس الشيء، وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عن استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه التصريحات «المشينة والمتحيزة»، التي أدلى بها قرداحي، والتي «تنمّ عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب».

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف العثيمين وكذا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، رفضا كلام وزير إعلام لبنان العدواني ضد السعودية ودول التحالف العربي، والانحياز لرواية إيران.

الحجرف قال إن تصريحات قرداحي «تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن»، مؤكداً أن على الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات.

جامع القول هنا، أن الانتقادات التي توجهت لكلام وزير حكومة ميقاتي هي جمعها بين الجهل الجريء والإضرار بمصالح الدولة اللبنانية.

هل فكّر قرداحي في مصالح اللبنانيين في الخليج، وهو الذي يعرف دول الخليج جيداً، لأنه أغلب مشواره الإعلامي وكيفية بناء نجوميته تمّت في مؤسسات الإعلام الخليجي؟

هل تأمّل في واقع بلاده الكارثي وهو الذي ينتقل من أزمة لكارثة سياسية وحياتية على مدار الساعة، قبل أن يسدي النصائح الجاهلة لغيره؟

كلام قرداحي عنوان مختصر لخواء الطبقة السياسية الحاكمة اليوم في لبنان ولضياع العقول الحكيمة، كما أنه يترجم تردي الدولة اللبنانية اليوم في مهاوي الفراغ.. الفراغ القاتل.

نقلا عن الشرق الأوسط

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى