سياسة

موجة كبيرة على تصريحات قرداحي المسيئة


موجة كبيرة من ردود الفعل أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، المسيئة لجهود السعودية والإمارات في اليمن، وتنحاز للحوثيين.

لم تهدأ البيانات الرافضة لهذه التصريحات منذ الصباح، بدءا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي صرّح من قصر بعبدا إثر لقائه الرئيس ميشال عون بأن “ما قاله وزير الإعلام جورج قرداحي عن دول الخليج يعبّر عن رأيه الشخصي وليس رأي الحكومة ولا الرئيس عون”، مشدداً على أننا “حريصون كل الحرص على أطيب العلاقات مع الدول العربية”.

وقال ميقاتي إن “الرئيس عون طلب منه تأكيد موقف لبنان الواحد، أن التصريح لا يمثل الحكومة بل تصريح نابع من رأي شخصي قبل تشكيلها“.

السفير السعودي يجدد العهد

وجدد السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري التأكيد على أن “موقف المملكة بشأن دعم الشرعية في اليمن، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي، وفقا للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية”.

كما  ورأى في بيان على أن “مواصلة الحوثيين المدعومين من إيران للأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، ومخالفة القانون الدولي والإنساني باستخدام السكان المدنيين في المناطق المدنية اليمنية دروعاً بشرية، وإطلاق القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، يمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي”.

وشدّد البخاري في البيان، على “الحق المشروع لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لاتخاذ وتنفيذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذه الأعمال العدائية والإرهابية، وعلى ضرورة منع تهريب الأسلحة إلى هذه الميليشيات، مما يشكل تهديداً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر”، مشيداً “بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في اعتراض تلك الصواريخ، والطائرات، والتصدي لها والتي بلغت أكثر من 404 صواريخ باليستية، و791 طائرة مسيّرة، وأكثر من 205 لغم بحري”.

استنكار يمني

خلال استقباله السفير السعودي في لبنان أشارالسفير اليمني في لبنان عبد الله الدعيس، ، وليد البخاري، إلى أنه في طريقه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاج على ما صدر عن وزير الإعلام، مشددا على استنكار “هذا الكلام وتصريحه (قرداحي) بالأمس زاد الطين بلّة. إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به”.

داخليا علق وزير البيئة ناصر ياسين، في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، على تصريحات قرداحي، بتأكيد “الحرص على استقرار الدول العربية الشقيقة، التي لم تتأخر يوماً عن احتضان لبنان واللبنانيين في أزماتهم”. مضيفا أن “علاقة ‫لبنان مع أشقائه العرب لن تغتابها هفوة من هنا وتعرضٌ من هناك. نقولها بلسان عربي مبين”.

وبعد تصريحات الوزير قرداحي المسيئة كتب صديق قرداحي النائب فريد هيكل الخازن على تويتر: “‏نحرص كلّ الحرص على أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج”.

فضل السعودية على قرداحي

وغرد الوزير السابق ميشال فرعون عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “كلام الوزير قرداحي ينضم إلى مواقف محور معروف لا يمثل لبنان الرسمي، ولا معظم شعبه الوطني العربي، الذي نعتبر معه أن ما يصيب الشعوب العربية الشقيقة وخصوصا الإمارات والسعودية ودول الخليج مدان ومرفوض، لما لها من فضل على لبنان واللبنانيين، بمن فيهم الوزير قرداحي نفسه”.

من جانبه غرد رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوّض عبر ” تويتر”، قائلاً:” تنصّل رئيس الحكومة ووزراء من كلام لوزير الإعلام ليس كافياً، وبيان جورج قرداحي مرفوض ولا يستطيع أن يبرر كلامه عن السعودية و الإمارات بـحرص مزيف. المطلوب لمرّة من حكومة فاشلة إقالة وزير يسيء لعلاقات لبنان ومصالحه العربية عوض التسبب بمزيد من الأزمات الديبلوماسية مع أصدقاء لبنان”.

مطالب بالاستقالة

وعبر تويتر أيضا غرد النائب فؤاد مخزومي بالقول: “ندين بشدة ما صدر عن وزير الإعلام الذي لا يمثل بكلامه غير نفسه وحكومة المحاصصة الفاسدة والفاشلة التي أتت به ونطلب إقالته. لا يمكن للبنان إلا أن يكون على أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج، ونصر على تعزيز العلاقات الأخوية معها فهذه ثقافتنا التي نعتز بها”.

وقالت النائبة رولا الطبش عبر حسابها على” تويتر”: “مؤسف ما سمعناه من جورج قرداحي بحق السعودية والإمارات -اللتين قدمتا الكثير للبنان- بدفاعه عن الحوثيين وكلاء إيران في العدوان داخل اليمن وضد الجوار. حظ لبنان سيء مع متسلقي سلطة يكنون حقداً أسود ضد العرب فيورطونه بأزمة تلو أزمة”.

الوزيرة السابقة مي شدياق علقت عبر “تويتر”، قائلةً: “منذ تعيينه انتقدت قرداحي لاختياره بشار الأسد رجل العام ولمواقفه ضد حرية الإعلام. ثم علمت أن سفير منظمة تعنى بالثقافة دهش من سطحيته! اليوم كشفت تصريحاته الداعمة للحوثيين ضد دول الخليج حقيقة ارتهانه لمحور إيران. ليس كل إعلامي يستأهل منصب وزير أو بمستوى تعاطي الشأن العام!”.

صناعة الأزمات

موجة انتقاد تصريحات قرداحي المسيئة، انتقلت إلى عدد آخر من الإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

المحلل والكاتب السياسي محمد نمر قال إن “لبنان لا يحتمل تصريحات كالتي أطل بها علينا الوزير قرداحي، فلو تم بثّ المقابلة المسجلة قبل توزيره لما وافقنا على أن يكون في حكومة من المفترض أنها من الاختصاصيين. فأي اختصاص هذا؟ هذا اختصاص في صناعة الأزمات الديبلوماسية. علما أننا نعلم مواقفه الداعمة للأسد”.

منسق الإعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى علق قائلا: “اللبنانيون يسألون ماذا تبقى من جورج قرداحي الإعلامي. وما الثمن الذي دفعه ليكون وزيرا في بلاط عهد جهنم. وهو الذي بنى حضوره وحيثيته المتهالكة من أكتاف الإعلام الخليجي. ليعود ويرمي في ربوعها قردة الحقد والكيدية؟ هزلت!”.

 الإعلامي نديم قطيش غرّد هو الآخر بقوله: “أمام جورج قرداحي بتنا نترحم على شربل وهبة… هذا الدجال، الزحفطوني، كان يكيل المديح قبل أشهر للأمير محمد بن سلمان وللسعودية في احتفال “أم بي سي”… صار الآن لسان حال ميليشيا حزب الله وحكومة ميليشيا حزب الله”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى