مرت 6 جولات كاملة من الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2022-2023، ولم يظهر النجم المصري محمد صلاح بالشكل المُتوقع.
“صلاح” بدأ الموسم الجديد بشكل مختلف، حيث لعب كأحد أعلى لاعبي “البريميرليج” أجرًا، بعدما جدد عقده مع ليفربول حتى 2025، بعدما كان ينتهي في 2023، ليحصل على ما يتراوح بين 350 و400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا.
توقعت الجماهير أن ينفجر النجم المصري بعد هذا التجديد، لا سيما وأنه قدم أداء مميزا في الموسم الماضي، رغم أنه كان لا يزال في مفاوضات تجديد تعاقده مع ليفربول، وما أحاط بها من أمور قد تؤثر فيه.
عزز محمد صلاح هذه التوقعات بعد ظهوره الأول في الموسم الجديد، خلال الفوز على مانشستر سيتي في الدرع الخيرية، حيث سجل هدفا وصنع آخر، قبل أن يفعل الأمر نفسه في أولى مباريات البريميرليج بالتعادل 2-2 مع فولهام.
ولكن بعد مرور 6 جولات كاملة، لم يسجل محمد صلاح، هداف الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، سوى هدفين، بينما قدم 3 تمريرات حاسمة خلال 540 دقيقة، وهو ما يثير التساؤلات حول ما يفقتده النجم المصري.
للإجابة عن هذا السؤال، يمكن العودة إلى تقرير نشره موقع “ذا أتلتيك” قبل بداية الموسم الجديد، كشف فيه عن دور محمد صلاح الذي قد يتغير في الموسم الجديد، وهو الأمر الذي حدث بالفعل.
بدا من الواضح أن صلاح لم يعد هو اللاعب الذي يخترق العمق من أجل تسجيل الأهداف كما كان الأمر في المواسم الماضية، ولكنه أصبح أكثر تحركا على الخطوط، من أجل إخلاء المساحة لانطلاقات الظهير ألكسندر أرنولد.
لا شك أن أمرا كهذا قلل من ظهور محمد صلاح في مناطق الخطورة، وهو ما ترتب عليه قلة الفرص التي سنحت له لتسجيل الأهداف، ربما باستثناء مباراة “بورنموث”، التي فاز فيها ليفربول 9-0، حيث أهدر عدة فرص محققة.
في المقابل، برع محمد صلاح في الدور الجديد الذي بات مطلوبا منه، ألا وهو صناعة الفرص، فبعد مرور 4 جولات فقط، كان النجم المصري هو الأكثر صناعة للفرص في “البريميرليج” بـ15 تمريرة حاسمة، بمعدل 4 فرص كل مباراة.
لكن الغريب أن تلك الفرص لم يُسجل منها سوى هدف وحيد قبل مباراة نيوكاسل، التي صنع فيها هدفين، وهو ما يدفعنا لنقطة أخرى يفتقدها محمد صلاح في ليفربول، ألا وهي “الصديق الغريم ساديو ماني”.
اعتقد البعض أن رحيل النجم السنغالي سيمنح صلاح أريحية أكبر في ليفربول، في ظل المنافسة المستمرة بينهما على تسجيل الأهداف، غير أن العكس تماما هو الذي حدث.
افتقد محمد صلاح قدرة ماني الهائلة على التسجيل، حيث كان النجم السنغالي قادرا بشكل كبير على تحويل تمريراته الحاسمة إلى أهداف، بدلا من أن تُهدر 14 فرصة من أصل 15 صنعها النجم المصري في أول 4 جولات.
في المقابل، لم يعد صلاح يمتلك تمريرات حاسمة تمنحه القدرة على التسجيل كما كان يستقبلها من ماني، لا سيما في ظل ابتعاده عن المرمى بشكل مستمر بناء على خطط مدربه الألماني يورجن كلوب.
“ماني” لا يمكن أن يعود، ولكن ما يمكن فعله أن يعود محمد صلاح أدراجه، يلعب في المكان الذي تألق فيه على مدار 5 سنوات، أن يكون أقرب من المرمى ليُنقذ ليفربول من العُقم التهديفي الذي طاله هذا الموسم، والذي لم ينقذه منه سوى تُساعية بورنموث الاستثنائية.