لماذا تحرض حماس الأردنيين؟


أوضح الكاتب الصحفي حسين الرواشدة الأسباب التي دفعت (4) من كبار قادة حماس، السياسيين والعسكريين، إلى توجيه نداءات للشعب الأردني. العشائر تحديداً، للالتحام مع المقاومة في غزة، وكسر الحدود للزحف نحو فلسطين، متسائلاً: هل يندرج ذلك في سياق التحريض على الدولة أو إحراجها على الأقل؟ وأنّ المقصود هو خلق صدام داخل المجتمع الأردني؟.

وقدّم الرواشدة، في مقال نشره عبر صحيفة (الدستور) الأردنية تحت عنوان: “عين حماس على عَمّان؛ لماذا الآن؟” عدة سياقات خرجت منها هذه الدعوات؛ أوّلاً: تزامنت هذه التصريحات مع زيارة قام بها وفد من حماس إلى طهران. وللتذكير فقط، على حدودنا الشمالية والشرقية تتحرك ميليشيات تابعة إلى (قم) للإخلال بأمننا الوطني.

وتابع الرواشدة: ثانياً: منذ نحو (25) عاماً تعطلت العلاقات بين الأردن وحماس. صحيح  جرت محاولات من طرف حماس لفتح قناة سياسية مع إدارات الدولة الأردنية. لكنّها رُفضت، وبقي التواصل في إطار أمني محدود، الدولة الأردنية تتعامل مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية المعترف بهما دوليّاً. لا مع أيّ تنظيم أو فصيل.

وفي بداية الحرب أطلق خالد مشعل نداء للعشائر الأردنية للتحرك إلى الحدود، على إثرها تلقى مكتبه رسالة احتجاج رسمي أردني، طلبت منه عدم تكرار مثل هذه التصريحات، واعتذر، لكنّه كررها مرة أخرى، ثم بشكل متزامن تحركت قيادات أخرى من حماس، بردود فعل متتالية، للاستقواء على الدولة والإخلال بأمنها، وتنكرت لكل الوعود والالتزامات التي سبق أن أطلقتها بعدم التدخل بالشأن الأردني.

‏وعن السياق الثالث قال الرواشدة: على مدى الأشهر الـ (6) الماضية ظلت قيادة حماس السياسية، وفق معلومات مؤكدة، على اتصال دائم مع عدد من التنظيمات والشخصيات داخل الأردن. كما ذهبت بعض الشخصيات الأردنية والتقت بها في أكثر من عاصمة. وجرى ذلك في إطار التنسيق وتبادل وجهات النظر، وكان الطلب الذي تقدمت به حماس. في كل مرة، هو استخدام الشارع من أجل الضغط على الدولة الأردنية للاشتباك مع الحرب في غزة، وفق مواصفات ذات سقوف مرتفعة. وهذا ما برز في مطالب التظاهر وهتافاته التي شهدناها مؤخراً بصورة واضحة.

‏وذكر الرواشدة: أنّه على الرغم من الخلافات بين قادة حماس. الداخل والخارج، كما عبر عنها أكثر من مسؤول في التنظيم، إلا أنّ “عين” هذه القيادات ما زالت مفتوحة على عمّان. لأنّها تعتقد أنّ الضغط على الأردن، والتحريض ضده لدفعه إلى الانخراط في معركة غزة، يشكل نقطة التقاء مشتركة بين هذه القيادات، ومخرجاً من الحرب أيضاً. وأنّ العامل الوحيد لتعديل موازين القوى هو إغراق المنطقة بالفوضى من خلال صناعة دويلات داخل الدولة، تنضمّ إلى أذرع المشاغلة العسكرية. كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وبين الرواشدة أنّ مرحلة ما بعد الحرب على غزة تشكل هاجساً ضاغطاً على قيادات حماس. لهذا تحركت لتوجيه ضربات استباقية مقصودة لبعض العواصم العربية. أهمها عمّان، هدفها التلويح بالتهديد ضد أيّ موقف قد تتبناه خارج حسابات التنظيم ومصالحه، الرسالة هنا واضحة (إمّا معنا، وإمّا ضدنا). والتهديد واضح: أدواتنا وأذرعنا جاهزة للضغط والتدخل إذا لزم الأمر.

‏وختم الرواشدة مقاله بالقول: “يبدو أنّ قيادات حماس خلطت بين الموقف الأردني المساند للمقاومة وللشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة. وبين موقف الدولة من فصائل المقاومة التي يمكن أن تتحرك على الأراضي الأردنية، الموقف الأول مفهوم ومشروع ومعلن. أمّا الثاني، فلا يمكن قبوله أو السماح به.

Exit mobile version