سياسة

لإعادة ترتيب العلاقات الإقليمية.. السيسي يجتمع بولي العهد السعودي

تعزيز التعاون وتطورات إقليمية ودولية


وسط جهود من البلدين لإعادة ترتيب علاقاتها مع دول في المنطقة بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الإثنين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تعزيز التعاون وتطورات إقليمية ودولية” فيما تسعى القاهرة للحصول على دعم اقتصادي من قبل المملكة لتجاوز أزمة مالية مع تراجع احتياطي البلاد من النقد الأجنبي وارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة.

وخلال لقاء جمعهما على مائدة السحور بمدينة جدة غربي المملكة، بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان تم البحث في الوضعين الإقليمي والدولي وآفاق التعاون المشترك وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

ووصل الرئيس المصري إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وكان ولي العهد السعودي في استقباله. والتقيا على “مائدة السحور (ليل الأحد- الإثنين) في جدة”.

وذكرت الوكالة أنه “جرى خلال اللقاء الأخوي، استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات”.

كما تم “بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها. بالإضافة إلى بحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وفق المصدر ذاته، دون تفاصيل أكثر عن طبيعة تلك التطورات فيما يعتقد أن حاجة القاهرة لدعم مالي.

ولطالما دأبت السعودية على دعم مصر ماليا، لكنها أشارت في الآونة الأخيرة إلى أنها لن تقدم مثل هذا الدعم دون قيود وهو ما أثار في بعض الأحيان قلق الجانب المصري خاصة وان العلاقات بين البلدين تمر بأفضل مراحلها.

ومنحت الرياض وكذلك عواصم خليجية دعما اقتصاديا هاما وهبات بمليارات الدولارات لمصر بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في 2013. لكن مراقبين يرون ان هذا الدعم تراجع خلال السنوات الاخيرة لعدة اعتبارات دولية خاصة تفشي وباء كورونا وتداعيات الأزمة الاوكرانية.

كما تأتي الزيارة وسط إعادة ترتيب كبير للعلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، مع تحركات من السعودية ومصر لتخفيف حدة التوتر مع سوريا وإيران وتركيا.

وعقدت الرياض الشهر الماضي اتفاقا مع طهران لاستئناف العلاقات وتبادل تعيين السفراء. كما سعت المملكة لتحقيق بعض التقارب مع النظام السوري. وسط توقعات بان يقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة للرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الرياض في 19 مايو القادم.

وتسعى مصر بدورها إلى تطبيع العلاقات مع هذه الدول. حيث أشارت مصادر الى إمكانية. عقد قمة بين السيسي ونظيره السوري بعد زيارات متبادلة لوزير خارجية البلدين سامح شكري وفيصل المقداد.

وسعت مصر لتطبيع العلاقات مع إيران بعد لقاء جمع السفيرين في العراق فيما عززت القاهرة في الاونة الاخيرة من المساعي لطي صفحة الخلافات مع انقرة خاصة مع اول زيارة يجريها وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الى مصر الشهر الماضي منذ الازمة بين البلدين قبل سنوات.

وياتي اللقاء في خضم تغييرات جيوسياسية دولية ستكون لها تاثيرات على الوضع في منطقة الشرق الاوسط خاصة مع تصاعد النفوذ الصيني والحديث عن تشكل قطب دولي جديد في مواجهة النفوذ الغربي والاميركي.

من جانبها، أفادت الرئاسة المصرية في بيان، بأن السيسي وبن سلمان “أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات. مشيرين إلى أهمية الزيارة في مواصلة تطوير هذه العلاقات الأخوية”.

ولاحقا، أفادت وكالة الأنباء السعودية، بمغادرة الرئيس المصري، جدة وكان في وداعه ولي العهد السعودي.
ومنذ وصول الرئيس المصري للسلطة في صيف 2014. زار السعودية 14 مرة، كان آخرها في ديسمبر 2022، لحضور القمة الصينية العربية، وتعد الزيارة الحالية رقم 15.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى