سياسة

كيف يهدد التوغل الإيراني بتصاعد حدة الانقسامات في العراق؟


الفتنة والاقتتال نموذج إيراني تتبعه الميليشيات الشيعية الموالية للنظام الإيراني في العديد من الدول العربية.

حيث أصبح الاقتتال الشيعي في العراق الأكثر تداولًا في ظل فراغ سياسي تشهده بغداد بسبب التدخلات الإيرانية في الشؤون العراقية.

ما يمنع تشكيل الحكومة العراقية، فمنذ انتخابات أكتوبر الماضي، يواصل الارتباك المشهد السياسي المسيطر على العراق. بسبب العديد من الخلافات والانقسامات والتحكمات الإيرانية، المهددة بإشعال الداخل العراقي أكثر من ذلك.

 
تسريبات المالكي

تواصل تسريبات رئيس الوزراء العراقي الأسبق المدعوم من إيران وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في إثارتها للغضب في البلاد. ما أدى إلى إرباك الشارع السياسي العراقي. 

ففي ضوء التقدم لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ورغم الخلافات داخل الإطار التنسيقي الائتلاف البرلماني الأكبر في البلاد والمنوط بتشكيل الحكومة العراقية وفق الدستور.

وعقب انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تشكيل الحكومة بعد قراره بالانسحاب من البرلمان العراقي. ودعمه للشارع العراقي، وصف المالكي في تسريباته الصدر بـ”القاتل” بسبب قراراته بالانسحاب وتأجيج الصراع والفوضى من قبل الشعب العراقي. فضلاً عن اتهامه لرئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بأنه سعى لضرب الشيعة عبر احتضان النازحين السنة، بالإضافة إلى انتقاده لرئيس مجلس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.

  
مخاوف من الانقسامات 

زادت تسريبات المالكي من الخلافات والانقسامات في البلاد حول تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى لتأجيج صراع مسلح بين الأحزاب داخل الإطار التنسيقي، إلا أن التأثير الأكبر للتسريبات جاء في التوترات بين الزعيم مقتدى الصدر ونوري المالكي.

حيث رد الصدر على التسريبات من خلال صفحته الرسمية على “تويتر”، مطالباً المالكي “بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي”.

ودعا إلى “إطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة مع نوري المالكي معه من جهة، ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى.

الحشد الشعبي

استنكر الصدر في تصريحاته ميليشيا الحشد الشعبي، التي تأخذ من الوقوف بجانب القوات الأمنية العراقية، ومحاربة التنظيم الإرهابي داعش. ذريعة للتدخل الإيراني في قلب العراق وتحويلها إلى امتداد إيراني وتستغل خيراتها.

وأكد الصدر، أن ميليشيا الحشد الشعبي بدعم من نوري المالكي المدعوم من إيران مسؤولون عن دماء العراقيين، كما استنكر الصدر هذه التسجيلات لما اعتبره تعديا على القوات الأمنية العراقية واتهام “الحشد الشعبي” بـ”الجبن” محرضاً على “الفتنة والاقتتال الشيعي” على حد وصفه، مشيرا إلى أن التسريبات فيها تعد واضح وصريح ضد المراجع الشيعية في العراق.

سرد غير مسموح

من جانبه، يقول عدنان الكناني الخبير العراقي الأمني، إن تسريبات المالكي أدت لتصاعد التوترات في الداخل العراقي. معتبراً أنها  تسريبات غير موفقة، ولا بد من اللجوء إلى القانون لمعالجة الناتج عن الضرر.

مشيرًا إلى أن التسريبات تعد سردا غير مسموح من شخص يعمل رئيسا لحزب سياسي أو مرشحا بارزا لرئاسة الوزراء العراقي.

وتابع الكناني: من قام بالتسريبات؟ وكيف انتشرت مشيرا إلى أن التسريبات أثبتت المخطط الإرهابي والتآمر ضد العراق وإغراقها في الفوضى. مؤكدًا أن تلك التسريبات تدل على توغل العديد من الأجهزة المخابراتية بشكل يضر بسيادة العراق وأمنه. مشدداً على ضرورة عمل الأجهزة الأمنية العراقية بوعي وحذر لمن يقوم بالتنصت على المكالمات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى