متابعات إخبارية

كيف همشت ميليشيات الحوثي دور المعلمين في الحديدة؟


في الوقت الذي تقول فيه الأمم المتحدة إنّ الصراع الدائر في اليمن منذ ما يزيد على (8) أعوام قد أعاق حصول أكثر من (8) ملايين طفل على التعليم، تسببت الميليشيات الحوثية بسلوكها التخريبي، مرّة أخرى، في إعاقة العملية التعليمية برمتها في محافظة الحديدة غرب اليمن.

وذكرت مصادر تربوية في مديرية باجل شرق المحافظة أنّ العملية التعليمية في المديرية تشهد تراجعاً كبيراً، ويواجه المعلمون العديد من التحديات والعوائق، أبرزها توقف دفع المرتبات منذ أعوام.

وأرجعت المصادر انهيار العملية التعليمية إلى الدور المشبوه الذي تقوم به الميليشيات في تخريب عقول الطلاب، وتفخيخ المناهج، وعدم الإيفاء بتوفير الاحتياجات الضرورية للعملية التعليمية في مدارس المديرية.

وأكدت أنّ الدراسة في العديد من مدارس باجل ما زالت متوقفة بسبب إضراب المعلمين، وأنّ المدارس التي كسرت الإضراب تعاني من التجاهل والإهمال من قبل سلطة الحوثيين بالمديرية.

وقد ثمّنت المصادر دور مؤسسة كل البنات للتنمية، وبتمويل من صندوق اليمن الإنساني  (YHF)، لتقديم حوافز للمعلمين، ضمن مشروع خدمات التعليم الطارئة للمدارس المتضررة في مدارس المديرية، إلى جانب تزويد المدارس بمنظومات الطاقة الشمسية، وترميم وبناء العديد من الفصول ودورات المياه في (7) مدارس متضررة.

وقد عمد الحوثيون منذ انقلابهم في عام 2014 إلى تغيير مناحي الحياة كافة بما يخدم سياستهم وأفكارهم، وأوكلوا مهمة التعليم إلى يحيى الحوثي، الذي عمل بدوره على تغييرات كبيرة شملت القطاع الإداري وقطاع المناهج في مؤسسات التعليم كافة.

وفي أكتوبر 2021 تناولت دراسة جملة التعديلات التي أجرتها الميليشيات على المناهج الدراسية، عندما أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي بالعاصمة السعودية الرياض دراسة تحليلية كشفت عن قيام الحوثيين بإدخال تغييرات عميقة في المناهج الدراسية، مستقاة من “تقديس رموز الأسرة الحوثية وتكريس التبعية لإيران”، كما وصفها البحث. 

واستندت الدراسة إلى كشف وتفنيد المشروع الحوثي في تغيير المناهج من خلال مسح بحثي أجرى مقارنة بين الكتب المدرسية منذ عام 2014، أي قبل الانقلاب الحوثي، حتى عام 2017، أبرزت تفصيلاً للتغييرات التي أجرتها الجماعة على المناهج الدراسية مع نماذج مصورة منها، تضمنت نماذج تعليمية مع دراسة دلالات التغييرات وأهدافها.

وفي حين تضيق الظروف بواقع التعليم، لجأ من بقي من المعلمين إلى امتهان أعمال أخرى شاقة، مثل البيع في البقالات والمطاعم والبناء وسيارات الأجرة والحافلات، وغيرها من المهن.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى