سياسة

الذكرى 55 لعيد الاستقلال اليمني .. ميليشيات الحوثي دمرت البلاد


أعرب اليمنيون في جميع أنحاء البلاد عن شعور متطابق تقريبًا بالإرهاق وخيبة الأمل من الوضع الراهن في يوم الاستقلال الخامس والخمسين للأمة.

حيث يصادف الأربعاء الموافق 30 نوفمبر ما يسميه بعض اليمنيين يوم الإخلاء، عندما غادر آخر جندي بريطاني عدن قبل 55 عامًا.

آمال ضئيلة

الأزمات المتلاحقة كانت سببًا رئيسيًا في شعور اليمنيين بعدم الأمان، خاصة زيادة نسب العنف مع إصرار ميليشيا الحوثي على جر البلاد إلى الاشتباكات والصراعات المتتالية.

وكالة الأنباء الفرنسية، تحدثت مع العديد من المحافظات اليمنية حول شعورهم عن هذا اليوم الوطني والفخر الوطني، لكنهم قالوا: إن الصعوبات الاقتصادية طغت عليها المصاعب الاقتصادية وما يراه الكثيرون على أنه مستقبل ميؤوس منه. وقال الشيخ عبدالكريم محمد، وهو أب لسبعة أطفال من محافظة إب الجنوبية، “عيد استقلال هذا العام لا يختلف عن السنوات السابقة لأننا نعيش في نفس الظروف منذ عقد من الزمان”.

وكان يشير إلى أحداث عام 2011 عندما استقال الرئيس آنذاك علي عبدالله صالح وسط احتجاجات واسعة في صنعاء، قبل ثلاث سنوات من سيطرة الحوثيين على العاصمة.

وقال محمد “كان يتم الاحتفال بهذا اليوم والتخطيط له في جميع أنحاء البلاد ولكن بعد سيطرة الحوثيين الذين سرقوا الحكم واليمن بالكامل.

أصبحت المكونات السياسية سلطة أمر واقع على الناس”، وأكدت الوكالة الفرنسية أن الشيخ محمد مثل كثيرين غيره، لديه أمل ضئيل فيما لم يأت بعد.

حيث قال نتوقع مزيدًا من التدهور في الأوضاع مع استمرار نقص الوقود وإغلاق الطرق عبر المحافظات، وكل ذلك أدى إلى تدهور حاد في مستوى المعيشة.

سلطة الظالمين

في السياق ذاته، وفي الجنوب وبالتحديد بمحافظة تعز يشعر السكان بالحصار والعزلة بشكل أكثر مأساوية، حيث تراجعت ميليشيا الحوثي عن الوفاء بالتزامها برفع الحصار عن تعز الذي بدأ عام 2015، بموجب هدنة بوساطة الأمم المتحدة كان من المفترض تجديدها في 2 أكتوبر لكنها انهارت وسط سلسلة من هجمات الحوثيين.

وقالت جماعات حقوق الإنسان: إن “العشرات” من المدنيين قتلوا أثناء محاولتهم السير في طرق بديلة وطويلة ومعادية للفرار من تعز التي تعبر الجبال الوعرة والقاحلة، وللتغلب على المأزق، تم وضع خطة لفتح مطار في المخا في تعز – لتوفير بوابة جديدة للمساعدات الواردة في المستقبل، لكن المشروع لا يزال قيد التنفيذ ولم يبدأ بعد في تسهيل تدفق المساعدات.

ويقول الطالب علاء أحمد، من سكان المحافظة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة، “أصبحت المناسبات الوطنية بلا معنى لأن أهميتها يحددها من يتولى السلطة، لقد تحرر اليمنيون بالفعل من الاستعمار ولكن في نفس الوقت نحن الآن تحت سلطة الظالمين”.

وتابع “كل عام في حياة المواطن اليمني يصبح أصعب من السابق، الاقتصاد على فراش الموت، الخدمات تزداد تكلفتها كل يوم، الموانئ مغلقة والمستفيدون أكثر من أمراء الحرب وتجار السلاح”، ووفقًا للوكالة الفرنسية، فقد أظهرت أرقام البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لليمن انخفض بمقدار النصف تقريبًا من عام 2010 إلى عام 2020.

وتابعت أنه في محافظة مأرب وسط اليمن الغنية بالنفط ، من المحتمل أن يؤدي تصاعد العنف في الآونة الأخيرة إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل، حالة مأرب خاصة بسبب دورها الحيوي كمحرك اقتصادي للبلاد مع استمرار الفقر والافتقار إلى البنية التحتية الأساسية ومشاريع التنمية.

ويلخص المتطوع الإنساني ناجي عشال، من سكان مأرب، الشعور العام في اليمن، يسأل: “كيف يمكن للشخص الجائع أن يحتفل؟”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى