كذبة الفساد…شعارات الحوثيين الزائفة أعادت اليمن إلى حقبة المجاعة
لم يجانب اليمنيين الصواب حين وصفوا المليشيات الحوثية بأنها تكذب كما تتنفس فسلوكيات الانقلابيين أثبتت هذه الحقيقة منذ بداياتها الأولى.
ففي مختلف المراحل الفكرية للمليشيات، قبل أن تبارح كهوف صعدة، شمال اليمن، وصولا إلى مرحلة الانقلاب وسيطرتهم على السلطة والحكم بالقوة، لم تفارق الأكاذيب ممارساتهم إطلاقا.
غير أن أكثر ما علق في أذهان اليمنيين من أكاذيب المليشيات، تلك المزاعم التي رافقت اجتياحهم العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر/أيلول 2014، تمهيدا للانقلاب على الشرعية اليمنية.
كذبة الفساد
تقاطرت جحافل المليشيات متدحرجةً من صعدة صوب عاصمة اليمنيين، بكل عتادها وأسلحتها ودمارها، رافعةً شعارات زائفة، لم تكن سوى مطية لإسقاط صنعاء والدولة اليمنية برمتها.
وبحسب مراقبين، فقد استغل الحوثيون رفع الحكومة اليمنية حينذاك سعر المشتقات النفطية بواقع 500 ريال يمني “أقل من دولارين بسعر ذلك الوقت”، لترفع المليشيات شعار مكافحة “الفساد”.
لم يكن ذلك سوى مبرر ساذج انكشف زيفه سريعا بمجرد سيطرة المليشيات على مفاصل الدولة بقوة السلاح، حيث ارتفعت أسعار المحروقات إلى الضعف، وتزايدت وتيرتها أضعافا مضاعفة حتى اليوم، تحت حكم الحوثيين، وفق تأكيدات متابعين.
تنفيذ مخرجات الحوار
لم يكن شعار إسقاط الفاسدين أو إلغاء الجرعة السعرية للمشتقات النفطية الكذبة الوحيدة، فهناك أيضا ادعاءات حوثية عديدة، أبرزها رغبتهم في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والذي كان قد اختتم فعالياته قبل نكبة وانقلاب الحوثيين بثمانية أشهر فقط.
ورغم معرفة الجماهير لموقف الحوثيين من مؤتمر الحوار، ورفضهم لمعظم قراراته، خاصة ما يتعلق بمنع تأسيس كيانات طائفية أو ذات خلفيات دينية، أو تلقي دعم خارجي أو تسليح المكونات السياسية، إلا أن المليشيات مضت في كذبتها هذه.
وأكد أكثر من محلل أن الحوثيين أتقنوا كذبتهم هذه بطريقة خبيثة، ولعبوا على وتر الطموحات الشعبية لليمنيين، ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليها، بمجرد تمكنهم من السلطة.
زيف التظاهر السلمي
زعمت المليشيات في الأيام التي سبقت سقوط صنعاء الحزين بأيديهم أن حصارهم للعاصمة اليمنية، وتطويقها من مخارجها ومنافذها، لا يعدو عن كونه “تظاهر سلمي”.
لكن خبراء عسكريين أكدوا أن يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014، أماط اللثام عن تسليح خرافي كان يخفيه آلاف المتظاهرين الحوثيين، بالإضافة إلى العتاد العسكري الثقيل الذي كان مستعدا لاقتحام صنعاء من خلف المتظاهرين.
وأشاروا إلى زيف الدعاوى بالتظاهر سلميا أو الهدف السلمي من حصار صنعاء، والذي تكشفت معالمه بالسيطرة العسكرية على المدينة، والقصف الذي طال مرافق ومؤسسات حكومية، بمجرد اقتحام المتظاهرين صنعاء.
حقبة المجاعة
وعد الحوثيون اليمنيين بالرفاهية الاقتصادية بمجرد وصولهم إلى الحكم، هذا الحكم الذي انتزعوه بقوة السلاح الإيراني، وأسقطوا به كل مؤسسات الدولة السيادية.
غير أنهم قطعوا المرتبات عن موظفي الدولة منذ ست سنوات، وعطلوا عملية الإنتاج الاقتصادي، وأغلقوا المصانع وقصفوها وأحرقوا المزارع، وفخخوا مؤسسات التعليم بأفكارهم الطائفية والتخريبية.
وتراجع اليمن بسبب المليشيات الحوثية، ألف عام إلى الوراء، ليعيد الحوثيون إنتاج نظام الأئمة الكهنوتي الظالم، الذي تسبب بمجاعات متتالية على اليمنيين، منذ قرون طويلة.
وها هو الحوثي اليوم يعيد حقبة المجاعة إلى اليمن، بكذبه وزيف شعاراته التي لم يحقق منها سوى الدمار والخراب، وتدمير ما بناه اليمنيون طيلة نصف قرن من الجمهورية والدولة.