سياسة

قطر في الصومال..بين نشر الإرهاب وخطف الديمقراطية


كشف خبراء و محللون أن قطر هي المسؤولة عن مشكلات الصومال بدعمها للجماعات الإرهابية وعلى راسها دعم حركة الشباب الصومالية، وهو ما صرحه رئيس المخابرات الصومالية السابق عبد الله محمد علي “سنبلوشي”، في مقابلة مع قناة “العربية” .

وأضاف سنبلوشي إلى أنه لا يعرف الدور القطري الحقيقي في الإفراج عن “رومانو”، لكنه أوضح أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات معها فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

كما أوضح “سنبلوشي” أن الدوحة تتمتع بالنفوذ داخل حركة الشباب، وأنها تقدم الدعم لها عبر طرق كثيرة، بما فيها وسطاء صوماليون أو رجال أعمال أو وكلاء يعملون في المنظمات القطرية، وأحيانا يتم ذلك عبر طرق غير رسمية.

ومن جانبه أكد الخبير السياسي السعودي سامي البشير المرشدي، أن تمويل قطر للجماعات المسلحة في الصومال، ليس بأمر جديد، فهو معلوم منذ فترة طويلة، معتبرًا أن الدوحة لم تترك أي جهة خارجة عن القانون إلا ودعمتها في العالم العربي.

وأضاف “المرشدي”، خلال تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن قطر كانت ومازالت بؤرة توتر في المنطقة، فهذا المال الذي تملكه يستخدم في غير محله، سواء بالقتل أو الإرهاب أو تفتيت النسيج الاجتماعي في الوطن العربي، قائلًا: “قطر مجندة لدعم حركة الشباب في الصومال، وجميع الحركات المسلحة ضد الأنظمة والشعوب العربية”.

وإستطرد: “قطر لم تترك دولة عربية إلا ونبشت فيها وأشاعت الفرقة وجندت الإرهابيين من خلال دفع الأموال، مرة من أنقرة، وأخرى من طهران، وأحيانا كثيرة تحت أوامر الموساد الإسرائيلي”، واصفا النظام القطري بأنه “مصيبة حلت على المنطقة”.

وقد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أن العلاقات مع حركة الشباب الصومالية تاريخية، ودائما ما تدعو المخابرات القطرية والمخابرات التركية لاجتماعات مشتركة لدعم تلك الحركة.

وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”: “هذه العلاقة تعتمد على عدة أسس أهمها تمويل نشاط حركة الشباب، وإيجاد مصادر تمويل مباشرة لحفظ الاستقرار في الصومال لمناكفة الوجود الخليجي في البلاد، وخصوصا الوجود الإماراتي”، لافتا إلى رغبة الدوحة في الالتفاف على مواقف الدول العربية المقاطعة لها.

وأشار إلى أن النقطة الثانية، تتمثل في اعتراف عدد من مسئولي الأمن في الصومال، ولاسيما الجهاز الأمني الصومالي، بأن قطر قامت بعمليات تمويل مباشرة لعناصر حركة الشباب وتم تدريبهم على أرضها.

واعتبر أن إصرار الدوحة على تمويل حركة الشباب في الوقت الحالي، ليس الهدف منه زعزعة الاستقرار في الصومال فقط، بل أن نظام تميم بن حمد يسعى إلى ضرب الاستقرار في القرن الأفريقي بأكمله.

ووفقا لوثائق مسربة كشفها موقع ويكليكس، فإنه ثبت ضلوع قطر في تمويل الحركة الإرهابية، حيث لعب المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بشكل مباشر وغير مباشر.

وعلى رأس هؤلاء القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه، حسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية، علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس.

وحول النعيمي، حسب التقرير، نحو 250 ألف دولار في عام 2012 إلى قياديين في الحركة، مصنفين على قوائم الإرهاب الدولية، وذلك عن طريق إريتريا.

وأشارت الوثائق إلى إن السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، كانت قد طلبت في 2009 من تركيا الضغط على قطر لوقف تمويل حركة الشباب.

ولم تعد التصرفات القطرية خفية على المتابعين للشأن الصومالي، على خلاف الممارسات التركية التي تحاول التستر ومداراة أدوارها المختلفة.

وتجاوزت تحركات الدوحة حدود مقديشو وبدأت تتوغل في بعض الأقاليم المستقرة نسبيا.

ووفقا لموقع “ميدل إيست آي”، فإن قطر تتهم بأنها العقل المدبر للصراع القائم بين مقديشو وعدد من الولايات التي تتخذ موقفا مناهضا من إصرار الرئيس محمد عبدالله فرماجو على الوقوف في صف الدوحة ضد دول المقاطعة الرئيسية (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، حيث تدعم قطر الحكومة المركزية بالمال والسلاح لتأجيج التوترات داخل بعض الولايات، وعلى رأسها جوبالاند، لإسقاط حكمها، ومنح الفرصة للتنظيمات المتشددة لترميم صفوفها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى