فن و ثقافة

في ذكرى رحيلها: ثريا جبران، أول مغربية تجمع بين الفن والسياسة


تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة المغربية ثريا جبران في 24 أغسطس/ آب 2020، التي حققت إنجازا فريدا في المشهد المغربي، فكانت أول مغربية قادمة من حقل الفن تتولى منصبا سياسيا رفيعا هو منصب وزيرة الثقافة في عام 2007، لكنها تركت المنصب في 2009 لأسباب صحية. 

اسمها الحقيقي السعدية أقريتيف، ولدت عام 1952 بحي “درب السلطان” الشعبي الشهير بمدينة الدار البيضاء، وتفتح وعيها مبكرا على المفارقات الاجتماعية والاختلافات الطبقية الحادة، إذ تتجاور أحياء الفيلات مع أحياء البيوت المشيدة من الصفيح، ما عزز قناعاتها بأهمية محاربة الفقر والتعبير عن أصوات المهمشين. 

زاد من تأثير تلك الأفكار نشأتها في دار للأيتام، كانت والدتها تعمل بها بعد وفاة والدها، ما مدها بمخزون من النماذج والقصص الإنسانية والمواقف الدرامية، التي جعلتها منها فنانة صاحبة موقف ثقافي ورؤية خاصة تجاه الواقع. 

كانت تصر على منح نفسها لقب “ابنة الشعب”، لأنها حملت قضايا العدالة الاجتماعية في أعمالها العديدة، لكن الجمهور والنقاد أطلقوا عليها ألقابا أخرى مثل “سيدة المسرح المغربي” و”قديسة المسرح المغربي”. 

جرّت عليها مواقفها السياسية وانحيازها الفكري متاعب جمة، بحيث اختطفها مجهولون عام 1991 وهي في طريقها للمشاركة في برنامج تلفزيوني، وحلقوا شعر رأسها قبل أن يطلقوا سراحها، في واقعة شهيرة لا يزال الغموض يكتنفها حتى اليوم.

روت وقائع الحادثة الصادمة في حوار صحفي، قائلة: “وضع رجله (المختطف) على رأسي فأصبح فمي في أرض السيارة تماما، اجتاحني رعب شديد، وداهمني البكاء وجف حلقي”.

وأضافت: “لم أعرف من قبل ما معنى الخوف، وذلك اليوم عرفت ما هو الخوف، كان يصفعني، جاء بمقص وبدأ يقص شعر رأسي وهو يقول: إن كنت تريدين أن تكوني رجلا ساعة ينبغي أن تكوني رجلا بالفعل، وواصل قص شعري بعنف وحقد وشراسة دون أن يشفق على الأقل على جلدة رأسي”.

من أبرز أعمالها: “بوغابة”، “النمرود في هوليود”، “حكايات بلا حدود”، “نركبو لهبال”، “إمتى نبدأو”، “الشمس تحتضر”، “العيطة عليك”، “الجنرال”، “أربع ساعات في شاتيلا”، “طير الليل”، “امرأة غاضبة”. 

إسهامها المسرحي لم يقف عند حدود المشاركة في عدد من عيون المسرح المغربي أو وقوفها على خشبة المسرح وعمرها 8 سنوات ضمن فرق الهواة، بل امتد ليشمل تأسيس عدد من الفرق الفنية مثل “مسرح الفرجة”، “مسرح الشعب”، “مسرح الفنانين المتحدين”، “مسرح اليوم”. 

وسينمائيا، شاركت في عدد من الأفلام البارزة، منها “بامو”، “الناعورة”، “غراميات”، “قصر السوق”، عود الورد”، “شفاه الصمت”، “الفراشة السوداء”، “عطش”، كذلك شاركت في مسلسلي “صقر قريش” و”ربيع قرطبة”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى