سياسة

فرص هاريس وترامب في مناظرة 2024: من سيتفوق؟


وسط احتدام السباق إلى البيت الأبيض، باتت الأنظار تترقب المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس،

ومناظرة ترامب وهاريس ستكون الثانية خلال السباق الانتخابي الحالي بعد «مباراة» الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه، في أواخر يونيو/حزيران الماضي، والتي أطاحت ببايدن من السباق الرئاسي.

المناظرة الرئاسية، تعقد وسط مخاطر عالية لكلا المرشحين، حيث تُظهر استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا قبل شهرين فقط من الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

أبرز توقعات المناظرة بين ترامب وهاريس في المناظرة الرئاسية اليوم

تقول صحيفة «يو إس توداي» الأمريكية، إنه في ظل سباق متقارب كهذا، فإن الأداء القوي في المناظرة قد يعطي أيًا من المرشحين أفضلية قبل الأسابيع الأخيرة من الحملة، لكن لا يجب التوقع أن تكون هذه المناظرة قادرة على تغيير قواعد اللعبة مثل المواجهة بين بايدن وترامب في 27 يونيو/حزيران الماضي.

وقال ديفيد جرينبيرغ، أستاذ التاريخ بجامعة روتجرز وخبير المناظرات الرئاسية: «لن نشهد حدوث شيء دراماتيكي كهذا مرة أخرى».

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه لا يوجد سوى عدد قليل من المناظرات الرئاسية التي لها تأثير كبير على السباق الانتخابي. لكن الخبراء يقولون إن هذا لا يعني أن المناظرات لا أهمية لها.

لكن ما فرص المرشحين؟

بالنسبة لهاريس، فإن المناظرة التي ستُعقد في فيلادلفيا يوم الثلاثاء ستوفر لها فرصة لإظهار قدرتها على الوقوف في وجه ترامب وتقديم نفسها للناخبين الذين يشعرون أنهم لا يعرفون عنها الكثير.

ورغم أنها كانت نائبة بايدن لمدة 4 سنوات تقريبا، فإن هاريس لا تزال غير معروفة نسبيا بالنسبة للعديد من الناخبين.

وقد يتابع الأمريكيون الذين لم يشاهدوا خطاب هاريس الذي لاقى استحسانا كبيرا في المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو، المناظرة لمعرفة المزيد عن خلفيتها.

الأمر نفسه ينطبق على الناخبين المستقلين أو المترددين الذين ما زالوا يبحثون عن معلومات لمساعدتهم في اتخاذ قراراهم بالنسبة للتصويت لأي مرشح.

وقال آلان شرودر، الذي ألف عدة كتب عن المناظرات الرئاسية، إن هاريس «تسير على مسار إيجابي للغاية في الوقت الحالي – فهي تتمتع بالقدرة على الصمود. ما الذي ينتظرها بعد ذلك؟ هل تستطيع أن تحافظ على ذلك؟ هل تستطيع البناء عليه؟ أم أن هذا يثبت أنه وهم زائف؟ هذه المناظرة.. تمنحها فرصة لإثبات هويتها للناس في سياق قد يكون صعبًا».

وقال داستن كارناهان، الأستاذ المشارك في جامعة ولاية ميشيغان والمتخصص في المشاركة السياسية، إنه بالنظر إلى الإطار الزمني المختصر المتاح لهاريس لتقديم قضيتها، فإن المناظرة المقبلة ربما تحمل وزنا أكبر من المناظرة الرئاسية النموذجية.

ولقد خرج بايدن من السباق ودخلت هاريس قبل 4 أشهر فقط من يوم الانتخابات، ومنذ ذلك الحين، «حشدت حملة هاريس الكثير من الأحداث التي عادة ما تولد تغطية إخبارية إيجابية، فضلاً عن حقيقة أن الحزب قد اندمج حولها حقًا»، كما قال كارناهان، مضيفًا: بمعنى ما، قد يكون النقاش هو نهاية شهر العسل.

وقال كارناهان: إن «هذا هو المكان الذي يصبح فيه من الأهمية بمكان لحملة هاريس إقناع الناس – التطرق إلى أشياء مثل السياسة، حيث بدأت بالفعل تتعرض لبعض الانتقادات»، متسائلا: ماذا ستفعل إذا تم انتخابها؟ سيتعين عليها الإجابة على هذه الأسئلة، وسيكون النقاش فرصة مهمة حقًا لها للقيام بذلك”.

ماذا عن ترامب؟

أما بالنسبة لترامب، فإن المناظرة تشكل فرصة لتعريف هاريس بشروطه ومحاولة استعادة بعض الزخم الذي فقده أمامها بعد المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.

ويعرف الناخبون بالفعل من هو المرشح الجمهوري ترامب، ويتوقعون منه سلوكاً غير منتظم، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه في حين تمكن من «التبجح في المناظرات مع مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين خلال الانتخابات التمهيدية، لم يحقق نفس القدر من النجاح عندما ظهر على المسرح مع خصومه الديمقراطيين في الانتخابات العامة».

وفي عام 2016، لم يحقق ترامب نتائج جيدة بشكل خاص في 3 مناظرات أمام هيلاري كلينتون، بحسب شرودر، الذي أضاف أن أداء الرئيس الأمريكي غير المتكافئ – وليس الأداء القوي بشكل خاص من قبل ترامب نفسه – هو الذي دفع بايدن إلى الخروج من السباق.

تحديات أمام ترامب:

وقال شرودر إن التحديات التي تواجه ترامب، تتلخص في:

  • كبح جماحه قدر استطاعته
  • عدم تجاوز الخط الفاصل إلى عدم الاحترام عندما يكون لديه مرشحة أنثى، مرشحة غير بيضاء.

 

تاريخيًا.. هل أحدثت المناظرات الرئاسية فرقا في السباق؟

من وقت لآخر، يمكن للمناظرة الرئاسية أن تحدث فرقًا، ولعل المثال الأكثر شهرة هو المناظرة الرئاسية الأولى التي بثت على شاشات التلفزيون، والتي دارت بين الديمقراطي جون ف. كينيدي والجمهوري ريتشارد نيكسون عام 1960.

فكينيدي، الذي كان في الثالثة والأربعين من عمره آنذاك، كان يضع مساحيق التجميل ويستعرض شبابه وحيويته أمام جمهور التلفزيون.

أما نيكسون، الذي كان يكبر كينيدي بأربع سنوات فقط، فقد رفض وضع مساحيق التجميل، وكان يتعرق بغزارة تحت أضواء التلفزيون الساخنة، وبدا عجوزاً ومتعباً.

واعتقد المشاهدون الذين شاهدوا المناظرة على شاشة التلفزيون أن كينيدي قد فاز، في حين اعتقد أولئك الذين استمعوا إليها عبر الراديو أن نيكسون قد فاز.

وفاز كينيدي بالرئاسة في واحدة من أكثر السباقات تقارباً في التاريخ. وقد اعترف في وقت لاحق بأنه ربما لم يكن ليحقق النصر لولا المناظرة.

وبعد 16 عاماً، في عام 1976، ألحق الرئيس الجمهوري جيرالد فورد ضرراً بالغاً بحملته الانتخابية عندما أصر أثناء مناظرة مع الديمقراطي جيمي كارتر على عدم وجود هيمنة سوفياتية على أوروبا الشرقية.

ويقول المحللون إن فورد كان ليخسر على الأرجح في كل الأحوال، لكن زلة لسانه رسخت صورة فورد في أذهان العامة باعتباره رئيساً فاشلاً بعيد كل البعد عن الواقع. ولم يتمكن من التعافي قط.

في عام 1980، استخدم الجمهوري رونالد ريغان مناظرته الوحيدة مع كارتر بنجاح لتبديد الانطباع بأنه كان متطرفاً في الترويج للحرب، من خلال الظهور بمظهر الودود والحديث عن السلام.

وفي أحد أكثر السطور التي لا تُنسى على الإطلاق خلال مناظرة رئاسية، استغل ريغان مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع معدلات التضخم من خلال سؤال المشاهدين: «هل أنت أفضل حالاً مما كنت عليه قبل 4 سنوات؟». وبعد أسبوع واحد، حقق ريغان فوزا ساحقا على كارتر، الذي فاز فقط في 6 ولايات ومنطقة كولومبيا.

وفي الآونة الأخيرة، تنهد نائب الرئيس آنذاك آل غور، الذي كان يعتبر المتفوق في المناظرة، بصوت عالٍ، ودار بعينيه وهز رأسه أثناء مناظرة مع حاكم ولاية تكساس -آنذاك- جورج دبليو بوش خلال الانتخابات التي شهدت منافسة شديدة في عام 2000.

وقال الناخبون لخبراء استطلاعات الرأي إنهم لا يحبون شخصية جور، وتلاشى تقدمه الضئيل على بوش، وخسر الانتخابات التي شهدت منافسة شديدة، والتي حسمتها المحكمة العليا في النهاية.

وبعد 11 عاما، ألحق حاكم ولاية تكساس -آنذاك- ريك بيري ضررا قاتلا بحملته عندما عجز، أثناء مناظرة مع مرشحين آخرين من الحزب الجمهوري قبل الانتخابات التمهيدية لعام 2012، عن تذكر إحدى الدوائر الحكومية الثلاث التي تعهد بإلغائها إذا انتخب. وبعد شهرين، انسحب من السباق.

لكن لم يكن لأي مناظرة رئاسية تأثير كارثي على أي مرشح مثل المواجهة بين بايدن وترامب في يونيو/حزيران الماضي، بحسب كارناهان الذي قال: «لقد انقلب السباق بأكمله رأسًا على عقب نتيجة لأداء بايدن».

ولم يفشل بايدن في معالجة المخاوف بشأن ما إذا كان قادرًا جسديًا وعقليًا على تولي فترة ولاية ثانية فحسب، بل «عزز إلى حد كبير المخاوف التي كانت لدى الناخبين، والأفراد داخل حزبه حول قدرته على اجتياز دورة الانتخابات لعام 2024»، بحسب كارناهان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى