سياسة

عناصر فاغنر في معارك مالي كانوا متمركزين في ليبيا سابقًا


كشفت مصادر فرنسية أن قوات فاغنر التي شاركت في معارك شمال مالي ضد الحركات الازوادية وتكبدت خسائر كبيرة نهاية شهر يونيو/تموز الماضي كانت متمركزة في ليبيا فيما يعبر الغرب عن مخاوفه من التداعيات السلبية لتصاعد النفوذ الروسي في شمال افريقيا ومنطقة الصحراء على الاستقرار الدولي.

وقالت الإذاعة الحكومة الفرنسية أن العديد من العناصر التابعة لفاغنر. والتي قاتلت في منطقة “تينزاواتين” القريبة من الحدود الجزائرية كانوا يتمركزون في ليبيا. وقاتلوا كذلك في الحرب التي دارت في 2019 بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق.
ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري .وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).

وتدخلت روسيا في الازمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب. التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.
وشهد شمال مالي الشهرين الماضيين اشتباكات عنيفة بين القوات المالية التي استعانت بمرتزقة فاغنر والمسيرات التركية والحركات الازوادية بعد انهيار اتفاق سلام كانت ترعاه الجزائر.
وفقدت جماعات الطوارق المتمردة السيطرة على عدة مناطق في شمال مالي نهاية عام 2023. بعد هجوم شنه الجيش المالي وبلغ ذروته بالاستيلاء على كيدال.

ويقول مختصون متابعون لمسار النفوذ الروسي للإذاعة الفرنسية “ان ليبيا أصبحت منذ العام 2023. بمثابة منصة لوجستية وقاعدة تمركز لمقاتلي “فاغنر” والفيلق الأفريقي قبل انتشارهم في بلدان أفريقية مختلفة”.
 

ليبيا أصبحت منذ العام 2023 بمثابة منصة لوجستية وقاعدة تمركز لمقاتلي فاغنر
ليبيا أصبحت منذ العام 2023 بمثابة منصة لوجستية .وقاعدة تمركز لمقاتلي فاغنر

ويضيف التقرير الفرنسي أن عربات مدرعة ومركبات مسلحة تستخدمها قوات فاغنر في شمال مالي عبرت عبر ليبيا لدعم الجيش المالي مشيرة كذلك هبوط طائرات شحن روسية. بشكل متكرر في جنوب وشرق ليبيا.
وأكدت تصوير مركبات مسلحة وهي تنزل من سفينة في ميناء طبرق فيما بثت تصريح أحد الليبيين من سكان المدينة. الذي أكد بأن المنطقة باتت قاعدة عسكرية روسية.

وتدخلت قوات فاغنر لدعم الجيش المالي وذلك بعد تعزيز التعاون بين موسكو والمجلس العسكري المالي الذي انقلب في 2020 على الرئيس السابق أبوبكر كايتا المدعوم من الغرب.
وفي تموز/يوليو 2023. خلال القمة الروسية الإفريقية في سانت بطرسبرغ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستقدم عشرات آلاف الأطنان من الحبوب المجانية إلى ست دول افريقية منها مالي.
وتريد موسكو تقوية عودتها للقارة مرة أخرى بوجود قوات عسكرية إلى جانب الاستثمارات التي تضخها موسكو والمساعدات التي تقدمها لدول القارة. حيث يوجد عدة خطط للتوسع الروسي في دول جوار أفريقيا الوسطى ولاسيما مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وهي دول تخلصت من النفوذ الفرنسي. وبالتالي تجد موسكو الساحة مهيأة لاستقبالها بحكم عدم وجود ماضي استعماري لها في القارة.

وفي المقابل يحذر الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا من توسع النفوزذ الروسي في القارة الافريقية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى