سياسة

موسكو توسّع حضورها في مالي على أنقاض تركة فاغنر


وسّعت روسيا حضورها العسكري في مالي، منذ مقتل زعيم “فاغنر” يفغيني بريغوجين الشركة شبه العسكرية، وتجهز حاليا لبناء قاعدة جديدة توازياً مع توافق بين موسكو وباماكو في الملفات الأمنية، في أعقاب زيارة وزير خارجية مالي عبد الله ديوب.

وأقرّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو بمستوى “التعاون العسكري والفني الذي يتم بفعالية”، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ديوب، إن “القدرات الدفاعية لمالي تتعزز بفضل عمل مدربينا وتدريب الجنود الماليين في روسيا، وبفضل توريد المعدات (العسكرية) الروسية”.

بدوره، أكد وزير خارجية مالي الذي وصل إلى موسكو برفقة وزير الدفاع المالي، أن العلاقات الثنائية ساعدت في تحقيق تقدم كبير في مجال الأمن، مشيرا على وجه الخصوص إلى سيطرة الجيش المالي على مدينة كيدال، المعقل الذي يطالب به المتمردون الأزواد.

لكن التعاون الروسي المالي يحمل حقائق جديدة غير مكشوفة منها بناء موقع قاعدة مجموعة “فاغنر” في مطار موديبو كيتا الدولي في مالي المطار الرئيس الواقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا من العاصمة باماكو، حسب ما تكشف صور للأقمار الصناعية.

وتقدم صور عالية الدقة نشرتها “سكاي نيوز” البريطانية، أول صورة تفصيلية لهذا الموقع منذ وفاة يفغيني بريغوجين، في أغسطس 2023. وبحسب ما ورد يتم الآن تشغيل من تبقى في مجموعة فاغنر تحت اسم “فيلق الاستطلاع” الروسي.

وأثارت وفاة بريغوجين تكهنات بشأن مستقبل النفوذ الروسي والوجود العسكري في أفريقيا، فقد لعبت مجموعة فاغنر لسنوات دورا رئيسا في دعم الأنظمة المتحالفة معها في جميع أنحاء القارة، مع الاستفادة من امتيازات التعدين.

وتشير صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة “ماكسار” في 26 فبراير إلى أن الدولة الروسية لا تزال ملتزمة بتطوير وجودها في مالي.

وفي الأشهر الأخيرة، يبدو أن المباني والطرق الجديدة قد اكتملت، وتم تطهير مساحة كبيرة من الأرض، وبدأت أعمال الحفر في منطقتين.

وعند مراجعة الصور، تبين إنجاز مبنى إداري جديد محتملا، ومنطقة تخزين، بالإضافة إلى إظهار التقدم المحرز في البناء في هذا الموقع، يوجد أكثر من 40 مركبة بأحجام مختلفة، مقارنة بعدد قليل في شهر يوليو.

كما يشير الموقع البريطاني إلى أن التوسع والنشاط المتزايد في هذا الموقع يؤكد أن وفاة بريغوجين وإعادة التنظيم اللاحقة لعمليات مجموعة فاغنر لم تؤد إلى إضعاف اهتمام الحكومة الروسية بالحفاظ على وجودها في مالي والمنطقة الأوسع.

وفي الأشهر الأخيرة، تم تداول إعلانات تجنيد في الفيلق الأفريقي الروسي على تطبيق “تيليغرام”، التي تروج لـ”المدفوعات المرتفعة والرعاية الطبية المجانية” و”الخدمة تحت قيادة قادة أكفاء”.

وتتمتع موسكو الآن بعلاقات إيجابية مع العديد من الأنظمة في جميع أنحاء منطقة الساحل، حيث سعت إلى استغلال المناطق التي يتراجع فيها النفوذ الغربي.

وتشهد مالي الواقعة في غرب أفريقيا أعمال عنف واضطرابات أمنية منذ عام 2012، عقب تمكن جماعات الأزواد من السيطرة على شمال البلاد. وفي نهاية عام 2023 اضطرت الجماعات المتمردة للانسحاب والتخلي عن عدة مناطق بعد هجوم شنه الجيش وبلغ ذروته بالاستيلاء على كيدال.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى