سياسة

شروط إسرائيلية جديدة لإطالة أمد المفاوضات


على الرغم من كون حماس قد احرجت الإدارة الأمريكية والإسرائيلية بالموافقة على مقترح الهدنة وتسليم الرهائن الذي أعلنته الولايات المتحدة مؤخرًا في ظل محاولات أممية لوقف النيران في قطاع غزة، خاصة وأن الاقتراح الأمريكي قد تمت الموافقة عليه من قبل حماس دون وضع شروط، وتم إبلاغ الوسطاء من قطر ومصر بذلك.

في الوقت نفسه، يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأخير الموافقة على الهدنة، ذلك حتى زيارته إلى الكونجرس الأمريكي الذي بدوره قد يشعل الأجواء في ظل انتخابات قادمة بنوفمبر المقبل ما بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن

مطالب تعطل الهدنة 

وقد قالت صحيفة “هآرتس” العبرية: إن إسرائيل قدمت مطالب جديدة قد تؤدي إلى عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع “حماس” وإطالة أمدها، ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: إن “حماس كانت قد أبدت موافقتها على الموقف الأخير الذي طرحته إسرائيل، ولكن في اجتماع الجمعة طرحت إسرائيل مسائل جديدة”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات – لم تسمه – قوله: إن إسرائيل أظهرت “موقفًا صارمًا” في المحادثات، وذكرت عدة وسائل إعلام، أن مصادر إسرائيلية تقدر أن المحادثات من المتوقع أن تستمر لنحو ثلاثة أسابيع.

طلب ضمانات من قبل حماس 

بينما أكد موقع “واينت” العبري، أن وفدًا من “حماس” التقى في بيروت مع الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله وأبلغه “موافقتها على وقف إطلاق النار”. وعاد رئيس الموساد دافيد برنياع من قطر بعدما نقل إلى الوسطاء رسالة أساسية مفادها أنه من أجل المضي قدمًا في صفقة تبادل الأسرى. يجب على “حماس” الموافقة على الخطوط العريضة التي أحيلت إليهم – واعتمدها مجلس الأمن والرئيس الأمريكي جو بايدن – وعدم إجراء أي تغييرات عليها. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن برنياع أوضح أن طلب “حماس” لضمانات وقف الحرب يشكل تغييرًا جوهريًا عن الاقتراح الذي تبناه مجلس الأمن والرئيس بايدن.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول في “حماس“. أن الحركة ما تزال تريد “ضمانات مكتوبة” من الوسطاء بأن إسرائيل سوف تواصل التفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ. في حين يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على عدم إنهاء الحرب حتى تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة في تدمير قدرات “حماس” العسكرية وقدرتها على الحكم. وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

بينما في الوقت نفسه، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو – في بيان صدر عن مكتبه-، أن رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع قام بزيارة خاطفة لقطر، أحد الوسطاء الرئيسيين. لكن مكتبه قال: إنه ما تزال هناك “فجوات بين الجانبين”، مؤكدًا أن المحادثات ستستمر هذا الأسبوع.

ويقول الباحث السياسي الدكتور هاني المصري: إن بالرغم من أن الهدنة الأمريكية لم ترضِ حركة حماس بالكامل، إلا إن هناك فرصة حقيقية في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق. ويعكس ذلك تغيرًا كبيرًا مقارنة مع مواقف إسرائيل السابقة في الحرب عندما كانت تقول إن الشروط التي وضعتها “حماس” غير مقبولة، ولكت في نفس الوقت إدارة نتنياهو قد تعرقل مسار المفاوضات. بشكل أساسي للحفاظ على منصبه واستمراره بالحرب. 

وأضاف المصري أن الاقتراح الجديد يشمل ضمان الوسطاء تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار وتوصيل المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية طالما. استمرت المحادثات غير المباشرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق. والإدارة الأمريكية تحاول جاهدة التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

بينما يرى الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب. أن نتنياهو يريد استمرار الحرب والدخول كذلك في جبهة لبنان. وذلك حتى يمهد لمخرج له من الأزمات المتلاحقة في الداخل الإسرائيلي مع اتهامات كبرى له بالفساد وعدم النجاح في جلب الرهائن من حماس

وأضاف الرقب أن الوضع الحالي في الولايات المتحدة هو ضغطًا على الإدارة الأمريكية من أجل الانتخابات التي اقتربت، وعليها أن تهدأ الحرب نظرًا للأصوات العربية. وكذلك دهم إسرائيل في ظل سيطرة اللوبي الإسرائيلي على الأوضاع في واشنطن، وبالتالي قد نرى وقف للهدنة مستقبلاً وليس في الوقت الحالي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى