صحة

سبب غير متوقع وراء آلام الظهر.. إليك كيف تتخلص منها


رغم شيوعه، لا يزال ألم الظهر أحد أكثر المشكلات الصحية تعقيدًا، إذ يُقدَّر أن نحو 80% من الأمريكيين سيعانون منه في مرحلة ما من حياتهم، فيما يعيش حوالي 16 مليون شخص مع آلام مزمنة دون حلٍّ واضح في الأفق.

وتشرح الدكتورة باتريشيا زينغ، اختصاصية طب التأهيل في جامعة كاليفورنيا، أنّ صعوبة علاج آلام الظهر تعود غالبًا إلى تعدّد الأسباب وتداخلها، مضيفة: “ليست كل العوامل مرئية عبر التصوير الطبي”.

وإلى جانب الأسباب الشائعة مثل الشدّ العضلي، الانزلاق الغضروفي، التهاب المفاصل، السمنة، قلة الحركة، أو حتى التوتر، تُشير زينغ إلى سبب مهمل يُفاقم الألم المزمن ألا وهو الصحة النفسية.

وتقول: “وجدنا في دراسة أُجريت العام 2024 أن الاكتئاب واضطرابات النوم، إلى جانب التدخين والسُمنة وتعاطي الكحول، تُعد عوامل خطر مرتبطة بآلام الظهر المزمنة”. إذ يمكن للاكتئاب أن يُضخّم من الإحساس بالألم، لذلك توصي زينغ في بعض الحالات بالعلاج النفسي أو تناول مضادات الاكتئاب، لكونها تؤثر على النواقل العصبية المرتبطة أيضاً بمعالجة الألم.

وتُظهر الدراسات الحديثة أن العلاج الفعّال يتطلب مقاربة شاملة. من جهتها، تنصح زينغ بممارسة الرياضة بشكل منتظم ولكن معتدل، وتُفضل التمارين منخفضة التأثير مثل البيلاتس، الأيروبيك، أو رفع الأثقال الخفيف، مشيرة إلى أنها تمارسها خمسة أيام في الأسبوع.

كما تشدّد على أهمية الحركة داخل المكتب، فتوصي بالوقوف أو المشي كل ساعة لتقليل الضغط على الفقرات، بينما ترى أن المشي قد يكون أكثر فاعلية من المكاتب المخصصة للوقوف.

وفي دراسة نرويجية حديثة، تبيّن أن المشي لمدة 100 دقيقة يوميًا يقلّل خطر الإصابة بألم أسفل الظهر المزمن بنسبة 23%.

وتنبّه زينغ إلى أهمية العودة التدريجية للنشاط البدني بعد الإصابة، وتحذر من أن الخمول قد يؤدي إلى تراجع اللياقة وزيادة خطر الإصابات مستقبلًا.
كما تدعم اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، يتجنّب السكر واللحوم الحمراء والكحول، رغم اعترافها بأنها لا تقاوم الحلوى دائمًا.

كشفت دراسة حديثة، أن الكراسي “الديناميكية” المبتكرة المصممة لتعزيز الحركة أثناء العمل الذي يتطلب الجلوس لفترات طويلة تقلل من آلام الظهر .

وقارنت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة واترلو الكندية بين  كراسي المكتب التقليدية، وأخرى “ديناميكية”، وفق موقع “ميديكال إكسبريس”.

واسكتشف الباحثون كيف يمكن للجلوس الديناميكي، الذي يتميز بالحركة المستمرة، أن يخفف من آلام أسفل الظهر دون المساس بالوضعية أو الإنتاجية.

وسلطوا الضوء على النتائج المهمة التي تتحدى التصورات التقليدية لبيئات المكاتب المستقرة.

وتضمنت الدراسة قيام المشاركين بمهام الكمبيوتر العادية والحركات الموجهة بالأنشطة، مثل الألعاب التي تتطلب مشاركة الورك والحوض، في كرسيين مختلفين.

واستخدمت إحدى المجموعات كراسي مكتب تقليدية مزودة بمساند للظهر ومساند للأذرع، بينما استخدمت المجموعة الأخرى كراسٍ ديناميكية تتميز بتصميمات بدون ظهر ومقاعد دوارة.

وأكدت جيسا ديفيدسون، الحاصلة على دكتوراه في الميكانيكا الحيوية، أن “أفضل وضعية هي الوضعية المتغيرة”.

وأضافت ديفيدسون: “كما تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المشاركين لم يشعروا بأي زيادة في آلام أسفل الظهر عند استخدام الكراسي الديناميكية أثناء العمل على الكمبيوتر أو جلسات الألعاب، وهي نتيجة إيجابية كبيرة”.

وقد استخدمت الدراسة تقنيات قياس متقدمة، بما في ذلك التقاط الحركة ومقاييس التسارع ثلاثية المحاور، لتتبع حركات المشاركين واستجاباتهم للألم.

كما وفرت آليات التغذية الراجعة في الوقت الفعلي، والمدمجة من خلال الأجهزة المحمولة المتزامنة مع الكراسي، نظرة ثاقبة حول القدرات الديناميكية للكراسي وتأثيرها على راحة المستخدم وصحة العمود الفقري.

وعلى عكس المخاوف بشأن انخفاض الإنتاجية المرتبطة بالجلوس الديناميكي، لم تجد الدراسة أي انخفاض في كفاءة العمل بين المشاركين الذين يستخدمون الكراسي الديناميكية مقارنة بتلك التقليدية.

ويشير هذا إلى أن دمج الحركة في ترتيبات الجلوس قد لا يؤدي إلى تحسين الصحة البدنية فحسب، بل قد يحافظ أيضًا على الإنتاجية في مكان العمل أو يحتمل أن يعززها.

وعلقت ديفيدسون قائلة: “مع وجود ما يقرب من 619 مليون شخص حول العالم يعانون من آلام أسفل الظهر، هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تعاملنا مع الحلول المريحة في البيئات المكتبية”.

وأضافت: “توفر الكراسي الديناميكية بديلاً واعداً من خلال الجمع بين الاستقرار والتنقل، ومعالجة المخاوف المرتبطة بأشكال أخرى من المقاعد الديناميكية“.

وبينما ركزت الدراسة على الاستجابات قصيرة المدى للجلوس الديناميكي، أكدت ديفيدسون على أهمية البحث الطولي لوضع مبادئ توجيهية أوسع لتنفيذ هذه الكراسي بشكل فعال.

ويمكن أن تستكشف التحقيقات المستقبلية تصميمات الكراسي المتنوعة ومدى ملاءمتها للأفراد الذين يعانون من مستويات مختلفة من الألم، وتحديات الحركة.

وأردفت ديفيدسون: “بينما نواصل تحسين الحلول المريحة، من المهم تقييم مدى فائدة الجلوس الديناميكي للأفراد خارج نطاق السكان الأصحاء. قد يؤدي هذا إلى تدخلات مخصصة تخفف الألم المزمن، وتعزز الراحة في مكان العمل”.

ووفق الموقع، فإنه نظرًا لأن أماكن العمل تعطي الأولوية بشكل متزايد لرفاهية الموظفين وإنتاجيتهم؛ فإن الأفكار المستمدة من دراسات مثل هذه تؤكد قدرة الكراسي الديناميكية على تحويل بيئات المكاتب التقليدية إلى مساحات أكثر راحة ووعياً بالصحة. 

وختمت التقرير قائلا، إنه من خلال تشجيع الحركة وتخفيف المخاطر المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة، قد تقدم هذه الابتكارات حلًّا عمليًّا للتحدي الصحي العالمي الذي يؤثر على الملايين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى