سياسة

دفاعا عن النفس.. قمة الرياض ترفض توصيف عدوان إسرائيل على غزة


 رفض المشاركون في القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة المنعقدة في المملكة العربية السعودية اليوم السبت “توصيف الحرب الانتقامية على غزة دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة”، فيما طالب البيان الختامي بكسر الحصار على القطاع الفلسطيني وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية.

وأكدوا على أن “أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضا للدولة الفلسطينية التي يجب أن تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967”.

وشارك عدد من قادة الدول العربية والإسلامية في القمة على غرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن انعقاد القمة العربية الإسلامية يأتي في ظروف استثنائية ومؤلمة مجددا في كلمته الافتتاحية رفض بلاده لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون داعيا إلى العمل لفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة.
وأضاف أن “المملكة بذلت جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث في غزة واستمرت بالتشاور والتنسيق لوقف الحرب ونجدد مطالبنا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية” مؤكدا “الدعوة للإفراج عن الرهائن المحتجزين وحفظ الأرواح”.
وقال “إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد على الانتهاكات الإسرائيلية لتبرهن على ازدواجية المعايير” مؤكدا أن “الأمر يتطلب منا جهدا جماعيا منسقا للقيام بتحرك فعال لمواجهة هذا الوضع المؤسف”.

من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في كلمته أن العالم بأسره شاهد على المذابح المرتبكة بحق سكان قطاع غزة مشددا على أن “إسرائيل قتـلت أكثر من 11 ألف مدني في غزة منهم 70 % أطفال ونساء دون تحرك المجتمع الدولي لوقف القصف”.
وأكد أن الوقف الكامل لإطلاق النار في قطاع غزة هو أولوية مقدمة على أي اعتبار آخر موضحا  أن “إسرائيل ترغب في تحقيق تهجير قسري ثاني للفلسطينيين وهو ما نرفضه تماما ولا يمكن تمريره”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتدمير حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية”.

لا يمكن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتدمير حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية

من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم السبت إن “الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها” داعيا الولايات المتحدة إلى “أن تتحمل المسئولية عن غياب الحل السياسي ونطالبها بوقف العدوان الإسرائيلي والعمل على إنهاء الاحتلال” مضيفا أن الفلسطينيين بحاجة إلى حماية دولية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
بدوره أكد السيسي في كلمته أن الوقت يمر ثقيلا على أهالي غزة الذين يتعرضون للقتل والحصار ويعانون ممارسات لا إنسانية.

وقال ان مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع المدنيين من الجانبين مؤكدا أنه لا يمكن تبرير الجــرائم التي تحدث للفلسطينيين بوصفها بأنها دفاع عن النفس.
وشدد على وقف إطلاق النار في غزة دون قيد أو شرط ورفض تهجير الفلسطينيين وضمان النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية.

بدوره أكد العاهل الأردني أن أهل غزة يتعرضون للقتل والتدمير في حرب بشعة يجب أن تتوقف فورا قبل أن يحدث صدام كبير في المنطقة والعالم قائلا إن “ظلم سكان قطاع غزة لم يبدأ في السابع تشرين الأول/أكتوبر الماضي بل بدأ مع سياسات الحصار والتجويع لأهالي القطاع.
وأضاف أن “إبقاء سكان قطاع غزة بلا مياه ولا طعام ولا وقود هو جريمة حرب لا يمكن القبول بها”، مشيرا إلى أن القرار العربي الذي تم تمريره في الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب أن يكون بداية للحل السياسي وإلا سيكون البديل زيادة التطرف والكراهية.

وأفاد أمير قطر في كلمته أن سكان قطاع غزة يتحملون ما لا يمكن للبشر تحمله في ظل آلة الحرب الإسرائيلية تحت مزاعم الدفاع عن النفس قائلا إن “المجتمع الدولي يعامل إسرائيل على أنها فوق القانون ولا يمكن أن يمر قصف المستشفيات مرور الكرام”.
وأكد على ضرورة فتح المعابر لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة دون أي عوائق أو شروط معربا عن أمله في التوصل إلى هدنة إنسانية تجنب قطاع غزة كارثة أكبر من التي يعانيها سكان القطاع الآن.

وقال أردوغان في كلمته إنه يتعين عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين مؤكدا أن “ما نحتاجه في غزة ليس توقف القتال لبضع ساعات بل نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار”. 

ودعا رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان إلى “سرعة وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات وصولل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

بدوره حث رئيس إندونيسيا جوكو ويدوجو منظمة التعاون الإسلامي على “ضرورة المطالبة بوقف تام لأطلاق النار (..) وإيصال المساعدات الإنسانية والمطالبة بمساءلة الإسرائيليين عن كل الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها”.
وأكد الرئيس الباكستاني عارف علوي في كلمته أن “شعب غزة يحتاجون إلى الإغاثة وإيقاف إطلاق النار الفوري وإجبار إسرائيل على إيقاف غزوها البري وإيقاف الحصار ورفعه فورا وإيجاد مسالك لدخول المساعدات الإنسانية بدون شروط”
كما قال ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح “ندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لممارسة دوره في الإيقاف الفوري للعمليات العسكرية وضمان إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة ومنع التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني”، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
كما دعا رئيس العراق عبداللطيف رشيد “المجتمع الدولي للتحرك الجاد لإدانة استهداف المؤسسات المدنية في قطاع غزة ويتبع ذلك الوقف الفوري للأعمال الحربية والدخول السريع لقوافل المساعدات، فورا ودون قيود”، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

وفي كلمته أكد رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي أن “هذه القمة تدعو إلى الوقف الفوري للعدوان الهمجي الغاشم لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة”.
وقال رئيس جزر القمر عثمان غزالي “ندعو المجتمع الدولي لوقف هذه المذابح باسم أطفال غزة وباسم إخوتنا وباسم إنسانيتنا ووضع حل لهذه الأزمة للحفاظ على السلام والاستقرار في بلادنا”.
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني “من واجبنا أن نحمل المجتمع الدولي على الضغط بالثقل المطلوب لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار وفك الحصار توطئة للشروع في تحريك عملية سلام تقوم بموجبها دولة فلسطينية ذات سيادة”.
ودعا رئيس سيراليون جولويس مادا بيو “المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لإيقاف أو لمعالجة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في عزة”.
وأكد رئيس الصومال حسن شيخ محمود أنه “يجب تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها وإطلاق سراح جميع الرهائن، وحل عادل للقضية الفلسطينية“.
بدوره قال رئيس السنغال ماكي سال إنه “سيتم التواصل مع مجلس الأمن الدولي لوقف الأعمال العدائية في فلسطين”.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي “ينبغي أن يكون من أولويات أهداف هذه القمة العمل مع المجتمع الدولي والشعوب المحبة للسلام، على دعم حلول جذرية للمأساة الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.
كما أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن “الشعب الفلسطيني ما زال يتعرض للحرمان والتجويع والعدوان الهمجي”.
كما شدد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش على أهمية “الخفض العاجل والملموس للتصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية بما يقتضى وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم”، بحسب وكالة الأنباء المغربية.
بدوره قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي “علينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة وإطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية”.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في كلمته إن بلاده “مع الدعوة إلى كبح هذه الحرب العبثية وإيقافها وفتح الممرات الإنسانية وتسهيلها لدخول جميع الاحتياجات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه والإفراج عن الرهائن والأسرى والمعتقلين”.

وقد دعت حركة حماس الفلسطينية زعماء الأمة العربية والإسلامية المجتمعين في العاصمة السعودية الرياض السبت إلى اتخاذ “قرار تاريخي وحاسم” بالتحرك لوقف العدوان على غزة “فورا”.
كما حثت الحركة في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “تلغرام” على “تشكيل لجان في كلّ التخصّصات الطبية والإنسانية والإغاثية والبرلمانية والتوجّه فوراً نحو معبر رفح المصري الفلسطيني وتحدّي الاحتلال الصهيوني”.
وشددت على ضرورة “إدخال كل المواد الإغاثية والطبية والغذائية والوقود لإنقاذ كل المستشفيات في قطاع غزّة التي خرجت أو ستخرج عن الخدمة، قبل أن تتحوّل إلى مقابر جماعية ومجازر يندى لها جبين الإنسانية”.
ودعت الحركة الزعماء المجتمعين في الرياض إلى “توظيف كل أوراق القوة العربية والإسلامية لإنفاذ ذلك، بالضغط على الإدارة الأميركية التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة”.

والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم السبت للمرة الأولى منذ توصل البلدين لاتفاق تقارب مفاجئ في آذار/مارس برعاية صينية، على ما أفاد الإعلام الرسمي.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) على منصة “إكس” صورة للزعيمين خلال اجتماع ثنائي على هامش قمة مشتركة لقادة دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض.

وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني للسعودية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة في أغسطس/آب 2012 وهو أول لقاء لرئيس إيراني مع العائلة المالكة السعودية مذاك.

ودعا رئيسي في خطاب أمام القادة العرب والمسلمين المجتمعين في الرياض الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي “منظمة إرهابية” على خلفية عمليته المسلّحة في قطاع غزة، مطالبا بتسليح الفلسطينيين في حال “استمرت الهجمات” في القطاع الفلسطيني المحاصر.

كما دعا إلى مقاطعة تجارية لإسرائيل التي لا تعترف بها طهران، خصوصا في “ميدان الطاقة”، قائلا “ينبغي وقف التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع ‘الإسرائيلية'”.

واتهم رئيسي مجددا الولايات المتحدة بكونها “تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة وهي دخلت الحرب بالفعل إلى جانب إسرائيل بإرسال سفنها” الحربية إلى شرق المتوسط.

كما طالب “بتشكيل محكمة دولية لمقاضاة الصهاينة والأميركيين الضالعين في عمليات الإبادة الجماعية والمجازر ضد الانسانية في غزة”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى