إنقاذ ليبيا.. المنفي يلتقي أعيان وحكماء الشرق
لإنقاذ البلاد من شبح الانقسام والوصول إلى الاستحقاق الانتخابي رؤية يستعرضها أعيان وحكماء ونخب من المنطقة الشرقية في ليبيا.
أتى هذا في لقاء جمع، الخميس، عددا من مناطق شرق ليبيا (برقة)، برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وحسب البيان الصادر عن المجلس الرئاسي أكد الأعيان والحكماء “دعمهم الكامل لجهود المجلس الرئاسي في المحافظة على استقرار البلاد والعبور إلى بر الأمان”.
وقد بحث اللقاء أيضا “الوصول إلى حل ينهي الأزمة الراهنة في البلاد والمساهمة في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية”.
من جانبه، أبدى المنفي “دعمه لجهود أعيان شرق ليبيا ومساعيهم في رأب الصدع ولم شمل أبناء الوطن الواحد”.
مشيرا إلى أن “الأعيان والحكماء والنخب جزء لا يتجزأ من مشروع المصالحة الوطنية لتحقيق السلام بين الليبيين كافة وتجاوز الأزمة الحالية”.
وهذه المرة الثانية التي يلتقي فيها المنفي أعيانا من شرق ليبيا، حيث سبق أن التقاهم في مايو الماضي. كما اجتمع أيضا أسبوعيا تقريبا بأعيان من مناطق مختلفة من ليبيا ووجهاء قبائل كان آخره لقاءه قبل يومين بأعيان قبيلة المقارحة.
يؤكد المنفي في كل مرة سعي المجلس الرئاسي لتحقيق مطالب كل الليبيين بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة تضع البلاد على الطريق الصحيح نحو البناء والأمن والبناء والاستقرار.
من جهتهم، يؤكد وجهاء القبائل وممثلو الشعب الليبي الاجتماعيون، في أكثر من مناسبة، دعم المجلس الرئاسي في أي خطوات سيتخذها لتوحيد الجهود من أجل الوصول إلى بر الأمان، إضافة لدعمهم مشروع المصالحة الوطنية الذي يعمل المجلس على إطلاقه بمشاركة واسعة لحل الأزمة.
على الطريق الصحيح
وعن ذلك، يرى المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني. أن “خطوات المجلس الرئاسي الليبي هي الصحيحة من بين كل الخطوات الهادفة إلى حل الأزمة الليبية”.
ويقول الفزاني، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “صحة ذلك تكمن في تركيز المجلس الرئاسي على التحاور مع القاعدة المتمثلة في الشعب نفسه وليس الساسة فقط”.
وأضاف أن “الساسة تحاوروا لحل الأزمة الليبية منذ انطلاقها في 2011 ومع ذلك يفشلون في كل مرة عبر سبعة مبعوثين أمميين في حين تجاهلت كل تلك الحوارات القاعدة الشعبية التي يجب أن يكون الحل نابعا منها”.
وشدد الخبير على أن “الشعب هو من سيحل الأزمة وتحاور المجلس الرئاسي مع وجهات جميع القبائل أمر جدا صحيح”.
وتابع أن الشعب هو صاحب القضية وهو من يعيش المعاناة بالتالي فإن إقصاءه من الحوارات الجارية أمر خاطئ تماما. في حين أن إشراكه بصفته المتضرر الأول من الصراع والأزمات أمر غاية في الأهمية وسيأتي بثماره لا محالة.
وبناء على ذلك، بارك يوسف الفزاني خطوات المجلس الرئاسي في إطلاق مشروع المصالحة الوطنية الشاملة التي أكد أنها ستكون خطوة فارقة في ليبيا وأزمتها.
والثلاثاء، أعلن المجلس الرئاسي الليبي عن إطلاق الملتقى التحضيري لمشروع المصالحة الوطنية الليبية الشامل. بتمثيل واسع لكافة الأطراف والمناطق في ليبيا، وذلك خلال الأيام المقبلة.
وتشهد ليبيا صراعا بين حكومتين على السلطة والشرعية، الأولى كلفها مجلس النواب مؤخرا برئاسة فتحي باشاغا. وسابقة يترأسها عبد الحميد الدبيبة انتهت مدتها إلا أنها ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد يأتي عبر انتخابات مقبلة.
ولحل الأزمة التي أنتجت أزمات أخرى أمنية واقتصادية. كشف المجلس الرئاسي الليبي، مطلع يوليو الماضي. عن مبادرة يعتزم إطلاقها وذلك بالتحاور مع الأطراف المختلفة ضمن مشروع المصالحة الوطنية الشامل.