دراسة صينية تكشف سبب موت أشخاص بكورونا وشفاء آخرين بدون أدوية
98
قام علماء طب صينيون بالتحقيق في مسألة موت مصابين بكورونا المستجد، ومتعافين أيضا، حيث وجدوا أن كمية ما كان من فيروسات بجسم الواحد منهم، هي التي حددت حجم مرضه ونتيجة علاجه، وذلك وفق دراسة تم نشرها من طرف مجلة طبية شهيرة، حيث لخصت فحوصات أجروها على 76 معتلاً بالفيروس، عالجتهم مستشفيات في مدينة Nanchang عاصمة مقاطعة جيانغشي بالجنوب الشرقي الصيني، فتوفي بعضهم، وخرج آخرون متعافين، مثل ما وقع مع ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، الذي تعافى يوم أمس بعد أسبوع من إعلانه الإصابة بفيروس.
أوضحت الدراسة المنشورة بعنوان Viral dynamics in Mild and severe case of Covid-19 في عدد هذا الأسبوع من مجلة The Lancet البريطانية، بأن كمية فيروسات الحالات المستفحلة والخطيرة كانت 60 مرة أكبر من الحمل الفيروسي الخفيف، مما يشير إلى ارتباط الكمية بالنتائج السريرية الخطيرة، حسب الدراسة التي قادها الدكتور Wei Zhang الخبير الصيني بالفيروسات.
لقد أعادت الدراسة الذاكرة إلى أن كمية الحمل الفيروسي كما يسميه العلماء، قد زادت سابقاً من استفحال ما سببه فيروس قد تفشى في 2002 شبيه بكورونا الحالي، وهو SARS الشهير.
في حين تعزز العربية.نت ما قرأته في موقع المجلة عن الدراسة بفيديو من أهم الفيديوهات الشارحة لعملية التسرب التي يتسلل بها الفيروس إلى أصحاء من حول المصاب، بالعطس أو السعال، وهذا الأمر الذي أشار إليه أيضاً البروفيسور البريطاني Jonathan Ball الخبير بالفيروسات، حيث ذكر لصحيفة التلغراف البريطانية يوم الأحد الماضي، بأن كمية ما يخرج بالعطسة من المعتل بكورونا توثر في مدى انتقالها للآخر، فكلما زادت، يزيد معها مقدار العدوى لديه.
بينما كتب العلماء المعدون للدراسة، بأن هذا الاكتشاف الخاص بكورونا يشير إلى أن الحمل الفيروسي هو علامة مهمة لتقييم شدة المرض وتشخيصه وهو أن 80% على الأقل من المعتلين بالفيروس يعانون من مرض خفيف كالبرد وما شابه، أو حتى من انفلونزا مقبولة، فيشفون منها بأيام معدودات، بينما يواجه آخرون مشاكل بالتنفس خطيرة، وهذا كله يرجع لكمية ما انتقل إليهم من فيروسات الوباء الذي اجتاح العالم أجمع بغزو لم تشهد الأرض مثله في تاريخها الحالي.
موقف لحظة
ولذلك نجد ثغرة كبيرة في ما تقوم الوكالات ووسائل الإعلام ببثه يومياً من أخبار الإصابات الكورونية والوفيات، حيث يرد فيها مثلاً بأن الإصابات في دولة ما، بلغت 20 ألفاً، توفي 2000 وتم شفاء 3000 آخرين، غير أنها لا تذكر ما حل بالبقية، وهم 15 ألف مصاب، ولا سلطات الدولة نفسها تذكر عنهم شيئاً، في حين أنهم هم في الحقيقة من أصحاب حمل فيروسي خفيف، سبب للواحد منهم نزلة برد أو انفلونزا عادية فقط، غير أنهم ظنوها من أعراض المستجد الكوروني القاتل، فتم نقلهم إلى مستشفيات اتضح فيها خلوهم من الخطر.
وهناك من أصحاب الحمل الخفيف مشاهير لم يدخل الواحد منهم إلى أي مستشفى بعد إصابته، كرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، وأيضاً مستشاره دومينيك كامينغز، إلى جانب وزير الصحة بحكومته مات هانكوك. في حين نجد في الجانب الآخر من العالم صوفي غريغوار ترودو زوجة رئيس وزراء كندا، والتي وضعت نفسها في حجر صحي بالبيت، وخرجت منه السبت الماضي متعافية بمفردها، ربما من انفلونزا أو نزلة برد عادية تعرضت لها، ومنه يمكن اعتبار ذوي الحمل الخفيف إيجابيين لمن حولهم، نظرا لأنهم يسببون لهم المعتدل من عدوى الوباء.
الجيش الكوروني والجيش المناعي
في المقابل، فإن أصحاب الحمل الثقيل يتعرضون لالتهاب رئوي خطير، حيث يتطلب إدخالهم إلى غرف العناية المركزة بالمستشفيات لعلاجهم مما لديهم نسبة 50% للشفاء منه، وذلك حسب مناعة الواحد منهم وعمره وحالته الصحية، وهو ما وجدت العربية.نت شرحاً عنه في ما قالته بروفيسورة من جامعة Imperial College London لصحيفة ديل تلغراف البريطانية يوم الأحد الماضي أيضاً، حيث أن المسافة بين من يسعل أو يعطس وشخص آخر مهمة جداً، لأن العاطس يقذف كمية من الفيروسات، تكون أكبر للقريب وأقل للبعيد، حسب تعبير Wendy Barclay المتخصصة بالالتهابات.
وذكرت أيضا بأن دخول كمية فيروسات أقل من مصاب كوروني الى آخر صحي، تعطي جهاز المناعة متسعاً من الوقت ليسيطر على الالتهاب قبل أن يحتدم وتظهر أعراضه أي كحجم كل جيش على جانب من ساحة المعركة، فإذا كان الجيش الفيروسي أكبر، يجعل الحالة صعبة على خصمه، وهو الجيش المناعي، وذلك حسب تأكيدها المتطابق مع دراسة العلماء الصينيين.